الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» يطالب المجتمع الدولي بالتعاون في مواجهة الإرهاب

«ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» يطالب المجتمع الدولي بالتعاون في مواجهة الإرهاب
20 أكتوبر 2014 01:25
طالب مشاركون في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الذي انطلقت فعالياته أمس، بضرورة توحيد الجهود في منطقة الشرق الأوسط وتوحيد جهود القوى الدولية المؤثرة لوقف تمدد خطر الإرهاب والحروب الطائفية والتوترات والاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، فيما انتقد الملتقى التدخل الإيراني في دول عربية عدة بالمنطقة، ما عصف بأمنها واستقرار شعوبها وأدى إلى نشر العنف والإرهاب جراء هذه التدخلات. وقال الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمته أمس، في افتتاح الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات إن «هناك حاجة مُلحَّة في هذه الأوقات المضطربة إلى تعزيز فهمنا المشترك للتحديات الإقليمية والعالمية، وتوحيد تفكيرنا الاستراتيجي لمواجهة التهديدات الناشئة، حيث يتعرض السلام والاستقرار الإقليمي للخطر مرة أخرى في منطقة الشرق الأوسط». تحديات غير مسبوقة وتابع معاليه «إن التحديات الكثيرة التي نواجهها اليوم غير مسبوقة، وهي الحرب الطائفية في سوريا والعراق، الناتجة عن أنظمة حكم قمعية، والظهور السريع لتنظيم «داعش» المدعوم بوصول المقاتلين الأجانب من أرجاء العالم، وأعمال العنف التي ترتكبها الميليشيات، وفشل الدولة في ليبيا، وهجمات المتمردين الحوثيين الممولين من الخارج التي تستهدف سيادة اليمن، وأعمال العنف الأخيرة في غزة، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين». العمل الجماعي وأشار معاليه إلى أنه لمواجهة هذه التهديدات هناك حاجة إلى زيادة الحوار وتنسيق الجهود، مؤكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك مسؤولياتها الإقليمية، وعلى استعداد للعمل في إطار جهد جماعي. ولفت معاليه إلى أنه لا يمكن التعامل مع أي من هذه التحديات من جانب الفاعلين الإقليميين فقط، بل لابد من تنسيق الجهود من خلال استراتيجية شاملة وحشد سلسلة من الوسائل. القيم تحتاج للحماية وقال معاليه: “من الضرورة بمكان أن نرى الصورة الاستراتيجية من بين حطام الوضع المعقد الراهن، كما يجب علينا معرفة القيم التي يتوجب حمايتها ودعمها بنجاح، مثل: الهوية الوطنية والاستقرار وتوجه منفتح حول الطريقة التي يجب من خلالها حكم المجتمعات والدول، ورفض عدم الاستقرار الذي تثيره النعرات الطائفية والتفسيرات الدينية المتحجرة والمنغلقة، ومن دون هذه الرؤية الواضحة فإن الكثير من أفعالنا وجهودنا الجماعية ستبدو عقيمة وغير فاعلة”. التطرف والتهديد أشار معاليه إلى أن الحضور الواسع لملتقى أبوظبي الاستراتيجي شاهد على الحاجة المُلِحَّة إلى مزيد من الجهود المنسقة التي تستند إلى استراتيجية شاملة. وأضاف معاليه: “وقبل انخراطكم في نقاشات اليوم اسمحوا لي بتسليط الضوء على بعض القضايا المركزية المهمة لدولة الإمارات في المنطقة والتي تُعَدُّ مهمة للوضع الراهن. وقال معاليه: “إن دولة الإمارات حذرت بشكل متكرر على مدار السنوات القليلة الماضية من التهديد المتزايد الذي يشكله الفاعلون والأيديولوجيات المتشددة على منطقتنا، وفي حين اعتقد بعض حلفائنا أننا نبالغ في الحذر إلا أن صعود “داعش” يؤكد حجم التهديدات”. وأضاف معاليه: “بدلاً من التحول نحو الاعتدال، فإن ما يُسمى «الإسلاميون المعتدلون» ينجرون بشكل متزايد نحو صفوف الجماعات المتطرفة، وهذا يثبت خطأ التفريق بين الأشكال «المعتدلة» و«المتطرفة» للتشدد الأيديولوجي، ومما لا شك فيه إن الكثير من هذه الحركات التي يصفها البعض بأنها «معتدلة» توفر البيئة لتطرف أكبر، وظهور مجموعات مثل «القاعدة» و«داعش»، لذلك فإن مواجهة التهديد الذي تشكله هذه الجماعات يتطلب استراتيجية واضحة وشاملة”. صدام حتمي وقال معالي الدكتور قرقاش: “ بالتالي يجب علينا الاعتراف بأن هؤلاء الفاعلين وأيديولوجياتهم المتطرفة بطبيعتها لايمكن تحويلها نحو الاعتدال أو التأثير عليها أو احتوائها، فهي تتعارض أساساً مع قيم التسامح والأجندة المعتدلة التي تجمعنا هنا في دولة الإمارات مع شركائنا في العالم، ويجب علينا الحفاظ على جبهة موحدة في مواجهة هذه الجماعات والأيديولوجيات، فلا يُمكننا محاربة التشدد في مكان ما في الوقت الذي نحاول استرضاءه في مكان آخر من أجل مصالح سياسية». توسيع التعاون وأضاف معاليه: “إن محاربة التشدد تتطلب سلسلة واسعة من الأدوات والجهود المُستدامة من المجتمع الدولي، ورغم أن العمليات العسكرية والتعاون الاستخباراتي ستشكل جزءاً مهماً من هذه الجهود، إلا أنه من الأهمية بمكان توسيع التعاون فيما بيننا إلى مجالات أخرى أيضاً، خاصة قدرتنا على إصلاح الأوضاع السياسية على الأرض لتعزيز المكاسب العسكرية»، وقال معاليه: “ومن الطبيعي أن تشتمل الإجراءات الأخرى على فرض قيود على الأموال والهجرة، إضافة إلى خطوات أخرى في المجالات الثقافية والتعليمية، ودولة الإمارات على استعداد للتعاون مع شركائها في هذه المجالات كافة. سوريا والعراق وأشار معاليه إلى أن حالة عدم الاستقرار الراهنة في سوريا والعراق، تعد مثاراً لقلقنا جميعاً، لأن نطاق العنف والأيديولوجية الطائفية اتسع بشكل متزايد، ليتجاوز حدود الدولتين ليؤثر على الدول المجاورة، وأصبح ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين يشكلون عبئاً اقتصادياً قوياً على الدول المجاورة، وتهديداً للاستقرار السياسي، كما أن الصراع في كلتا الدولتين أدى لتورط فاعلين خارجيين يستغلون الوضع على الأرض لتوسيع نطاق نفوذهم. الطائفية والإقصائية وأشار معالي الدكتور قرقاش إلى أن دوافع عدم الاستقرار في سوريا والعراق تتجاوز التحدي الراهن الذي يشكله “داعش” والجماعات المتشددة الأخرى، لافتاً معاليه إلى أن صلب المشكلة يتعلق بالسياسات الإقصائية والطائفية التي انتهجتها الحكومات المعنية، ما مهد الطريق أمام الفاعلين المتشددين. وقال معاليه: “في العراق وفَّر تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة إلى جانب الأمر الذي طال انتظاره وهو تعيين وزير جديد للدفاع أمس سبباً للتفاؤل الحذر، لكنَّ يتعين الإشارة إلى التصريح غير المبرر الذي صدر مؤخراً عن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تعليقه على التصريح الذي صدر في وقت سابق عن نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، حيث أدت تصريحات العبادي للأسف إلى تقويض استعداد الكثير من الدول في الخليج لطي صفحة حكومة نوري المالكي الطائفية والإقصائية، ونظراً لأهمية وأولوية تشكيل حكومة وطنية ومُنصِفة في بغداد فإن تصريحات العبادي أثارت شكوكاً مؤسفة حول وضع صعب أصلاً”. وأشار معاليه إلى أن فشل المجتمع الدولي على التصرف بشكل مبكر حول الوضع في سوريا سمح بانزلاق الوضع نحو الفوضى، مؤكداً معاليه أن هناك حاجة الآن إلى عمل دولي لدعم الفاعلين المعتدلين، وتزويدهم بالوسائل لمحاربة التشدد وعدم التسامح، وفي حين أن الضربات الجوية الدولية تلعب دوراً مهماً في وقف تقدم “داعش”، إلا أنها في نهاية المطاف غير كافية بمفردها. محورية مصر وعن الأوضاع في جمهورية مصر العربية قال قرقاش «في تقديرنا فإن أي استراتيجية تهدف إلى إحلال السلام والاستقرار والاعتدال في العالم العربي تتطلب نجاح مصر، وبعد سنوات من عدم الاستقرار بدأت مصر أخيراً بالعودة إلى الأمن والتنمية وهي في طريقها إلى استعادة مكانتها التاريخية والضرورية في قلب العالم العربي، وهذا الأمر في غاية الأهمية لمنطقتنا بأكملها، ويُعَدُّ إحلال الاستقرار والاعتدال في مصر حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي ويقف حاجزاً أمام انتشار التشدد». وأضاف معاليه أنه يجب على المجتمع الدولي تقديم كل وسائل الدعم المتاحة إلى الحكومة المصرية لمنع البلاد من العودة إلى الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار، مؤكدا معاليه أن دولة الإمارات والسعودية تحملتا جزءاً كبيراً من المسؤولية عندما تعلق الأمر بدعم التنمية الاقتصادية في مصر، مشيرا معاليه إلى أن الدرس الذي تعلمناه خلال السنوات الأخيرة هو أن الوظائف والنمو الاقتصادي تُعَدُّ أكثر إجراءات الوقاية فاعلية ضد الأيديولوجيات المتطرفة والكراهية الطائفية. وشدد معالي الدكتور قرقاش على أنه لضمان إحلال الاستقرار في مصر ومنطقة الشرق الأوسط فإنه من الضروري أن يحذو المجتمع الدولي حذونا من خلال تقديم دعم أكبر إلى الحكومة المصرية واحترام حقوق السيادة المصرية بالتعامل مع الإرهاب والاضطرابات على أراضيها بطريقة عادلة. «النووي الإيراني» وأضاف معالي الدكتور قرقاش في كلمته بأن دول «مجلس التعاون» وإيران يعيشون في منطقة جغرافية واحدة ويتحملون مسؤولية مشتركة تجاهها، وفي هذا الإطار ترحب دولة الإمارات بالمفاوضات النووية بين مجموعة «5+1» وإيران، لكنْ يجب على أي اتفاق مستقبلي مع إيران حول برنامجها النووي أن يكون مُحْكَماً، لأن الفشل في التوصل إلى اتفاق راسخ يمنع الانتشار النووي قد ينطوي على انعكاسات خطيرة ليس على المنطقة فحسب بل على العالم من خلال تقويض اتفاقية الحد من الانتشار النووي». التوسع الإيراني وقال معاليه «كما أنني أتفق كثيراً مع تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود فيصل الأخيرة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الألماني، حيث فَرَّقَ بين الدولة والمجتمع الإيراني من جهة، وسياسة إيران التوسعية والعدائية من جهة أخرى، ونحن نرحب بالأولى ونعتبرها جاراً تاريخياً وجغرافياً يستحق الاحترام، ونرى إمكانية استمرار التعاون معه، لكنْ مواصلة توسيع إيران لنفوذها في العالم العربي تُمثل مشكلة رئيسية في العلاقات بين «مجلس التعاون» وإيران، والعلاقات بين إيران والعرب بشكل عام، والقائمة طويلة وتضم البحرين وسوريا والعراق ولبنان واليمن مؤخراً، كما أن حقيقة أن «سياسة طهران الخارجية طائفية متأصلة تؤدي إلى زيادة حدة التوتر في المنطقة»، ولعل إقامة علاقات تعاون مريحة بين العرب وإيران سيعتمد كثيراً على عدم التدخل، واحترام الكيانات الوطنية، وسيادة السياسات الوطنية. أنور قرقاش: الحاجة مُلحَّة في هذه الأوقات المضطربة إلى تعزيز فهمنا المشترك للتحديات الإقليمية والعالمية الإمارات تدرك مسؤولياتها الإقليمية وعلى استعداد للعمل في إطار جهد جماعي علينا معرفة القيم التي يتوجب حمايتها ودعمها بنجاح مثل: الهوية الوطنية والاستقرار أية استراتيجية تهدف إلى إحلال السلام والاستقرار والاعتدال في العالم العربي تتطلب نجاح مصر لضمان استقرار مصر والشرق الأوسط لابد أن يقتدي المجتمع الدولي بمواقف الإمارات الداعمة لها تأكيد على أمن الممرات المائية أشاد رودي ديليون، خبير الأمن القومي والسياسة الدولية من «مركز التقدم الأميركي» في واشنطن، بالاستقرار الأمني في دولة الإمارات ودول الجوار، وجهود الدولة وشركائها الذين يمتد نشاطهم من الهند والصين إلى الغرب، مؤكدا أنه كان لدى الشيخ زايد رؤية لهذه المنطقة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وأكد رودي ديليون أن الولايات المتحدة ليست غافلة عن خطورة إيران في المنطقة، ولديها التزام طويل الأمد في المنطقة. وشدد على الالتزام الأميركي بحفظ الأمن وتأمين الممرات قائلاً «نحن نبذل أبناءنا من أجل ذلك، وهناك حوار مع الصين حول دورها المحتمل في الشرق الأوسط (حماية الممرات المائية)». (أبوظبي - الاتحاد) «الناتو»: الحرب على الإرهاب عمل مشترك قال السفير الكساندر فيرشبو نائب أمين عام «حلف شمال الأطلسي» إن هناك شراكة مع دول الخليج، مضيفا أن الحرب على الإرهاب عمل مشترك، ونحن نسعى إلى تعزيز العمل المشترك مع شركائنا. وأكد أن هناك حاجة لجهود عسكرية للقضاء على «داعش»، ووقف تدفق المقاتلين إليها، ومنعها من نشر تفسيرها للإسلام. وفي إشارة إلى ضربات حلف «الناتو» الجوية لتنظيم «داعش الإرهابي» قال نائب أمين عام حلف «الناتو» إن «هناك حاجة لمشروع تشغيل مشترك». (أبوظبي - الاتحاد) أكدت ضرورة محاربة الـ«دواعش» الأخرى في المنطقة بغض النظر عن مذهبها الكتبي: لابد من قواعد جديدة لوقف التصادم بين القوى الإقليمية والدولية أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي مديرة مركز الإمارات للسياسات، أنه لا بد من محاربة «دواعش» المنطقة بصرف النظر عن مذهبها، مضيفة أنه كي تثمر جهود بناء نظام إقليمي قائم على التعاون وحفظ الأمن الجماعي، لابد من قواعد جديدة يتفق عليها الجميع لوقف تصادم الرؤى الأمنية للقوى الإقليمية والدولية في المنطقة، لتصبح الأولوية للبناء والتنمية، من خلال تبني نموذج للتكامل الاقتصادي بين دولها. وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي إننا «نلتقي اليوم في ظل حملة دولية على تنظيم «داعش»، لا يمكن معرفة نتائجها، وكذلك في ظل احتمال تفكك بعض دول المنطقة مثل اليمن»، مضيفة أنه لا بد أن يكون لدى كل الأطراف المشاركة في الحملة الدولية رؤية مشتركة لمحاربة الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©