الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصينيون يغزون «الريف الروسي» لتوفير المحاصيل الرئيسية لبكين

الصينيون يغزون «الريف الروسي» لتوفير المحاصيل الرئيسية لبكين
23 سبتمبر 2012
يتدفق المزارعون الصينيون على روسيا، حيث الأراضي الزراعية الممتدة في أعماق الريف غير مأهولة بالسكان لفترة طويلة. ويحاول البلدان ولسنوات، عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، تحويل هذه القرى إلى فرص تجارية، حيث نجحت قليل من الشراكات في مجال التعدين، كما أبرمت الشركات الحكومية التي تمثل العمود الفقري الذي تقوم عليه العلاقات الاقتصادية، اتفاقيات كبيرة في النفط والفحم والأخشاب. وعلى الرغم من أن الشراكة الصينية في مجال الزراعة الروسية محدودة للغاية، إلا أنها من الممكن أن تتطور لكن ليس لحد التوترات التي يمكن أن تثيرها فيما يتعلق بدور المهاجرين الشبيه بالذي حدث في أميركا حول هجرة عمال المزارع المكسيكيين. ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، تملك روسيا أكبر احتياطي في العالم من الأراضي الصالحة للزراعة، على الرغم من أنها “ أرضا بوراً” في الوقت الحالي، الإرث الذي خلفه انهيار نظام المزارع الشمولية الروسية، وهجرة السكان من الريف على مدى العقدين الماضيين. ويقطن روسيا نحو 141 مليون نسمة مقارنة بنحو 1,3 مليار في الصين. ويلازم الصين على الدوام، هاجس توفير الغذاء والوظائف الكافية لسكان الريف، ويقوم بعض المزارعين الصينيين بتصدير محصولهم من فول الصويا إلى الصين، وكلما زاد عدد المزارعين الصينيين في روسيا، كلما زاد حجم صادراتهم من السلع الغذائية إلى بلدهم، على الرغم من أن بعض المزارع تبيع إنتاجها محلياً. وعندما ارتفعت أسعار المواد الغذائية قبل خمس سنوات قبل اندلاع الأزمة المالية، شرعت الحكومة الصينية في مفاوضات بخصوص الاستثمار في المزارع الروسية. وأثمر البرنامج أُكله هذا العام بمساهمة شركة الاستثمار الصينية بنحو مليار دولار لإنشاء صندوق استثماري مشترك في مجال الزراعة والأخشاب في روسيا، وبعض الجمهوريات السابقة مثل أوكرانيا وكازاخستان. وبموجب مشروع مدعوم من قبل الحكومة الروسية، يمكن للصين إيجار نحو مليون فدان من الأراضي الزراعية يقع معظمها على الحدود الشمالية الشرقية مع الصين، علاوة على ذلك، تستأجر الشركات الصينية نحو مليوني فدان من غابات سيبيريا لقطع الأخشاب وتصديرها إلى الصين. وفي بعض الأحوال، يقوم المزارعون الصينيون، بشراء أراض في روسيا، وتعتبر مزرعة “جولدن لاند” واحدة من بين تسع مزارع، يملكها صينيون تقع في منطقة سفيردلوفسك في وسط روسيا، كما توجد مزارع الخضر الصينية خارج موسكو وأس تي بتسبيرج على بعد آلاف الأميال من الحدود الصينية الروسية. ولا يشكل توظيف العمال الصينيين مشكلة أبداً، حيث لا يمانع معظم المزارعين في الصين من الهجرة إلى روسيا بحثاً عن فرص اقتصادية أفضل. ويساوي أجر العامل الزراعي في روسيا البالغ 650 دولارا في الشهر، خمسة أضعاف ما يتقاضاه في موطنه الصين. وأكدت سياسة الكرملين الخارجية مؤخراً، على خلق علاقات أفضل مع الصين، في وقت شارف فيه اقتصاد أوروبا على الدخول في دائرة الركود. وفي اجتماع قمة منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، الذي عقد مؤخراً في مدينة فلاديفستوك الروسية، ركز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أولوية تأمين الغذاء والزراعة، مدركاً الدور الكبير والمتزايد الذي تلعبه روسيا في تصدير الحبوب للبلدان النامية. وحددت الحكومة الروسية هدفها، القاضي بزيادة حجم التجارة مع الصين إلى 200 مليار دولار سنوياً، مقارنة مع 80 مليارا في العام الماضي، مقارنة مع حجم التبادل التجاري بين الصين وأميركا نحو 503 مليارات دولار في 2011. ويشير المشككون في خلق المزيد من الروابط الاقتصادية بين روسيا والصين، إلى عدم توفر الثقة التي تعود إلى المناوشات التي نشبت على طول “نهر يسوري” في 1969 مما نتج عنه تجميد كافة العمليات التنموية لعدد من العقود. ويتخوف الروس أيضاً من أن ينجم عن زيادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موجة من هجرة العمال الصينيين الذين يمكن أن يحتلوا المناطق الريفية التي تفتقر للكثافة السكانية. وبلغ عدد المهاجرين الصينيين الذين يعيشون في روسيا اليوم نحو 400 ألف حيث تعتبر نسبتهم ضئيلة، مقارنة بجملة المهاجرين الذين جاء معظمهم من جمهوريات السوفييت السابقة في آسيا الوسطى، وما يعزز طلب المزارعين الصينيين، عدم رغبة المواطنين السوفييت في العمل في المزارع. وعلى الرغم من الأرباح الكبيرة التي يجنيها المزارعون الصينيون من العمل في روسيا التي تزيد فيها أسعار الخضراوات مقارنة بالصين، إلا أنهم يأخذون في الهجرة الموسمية العكسية، عندما يحل فصل الشتاء ببرده القارص ليقضوا بعض الوقت مع ذويهم ثم يشدون رحال العودة مرة أخرى. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©