الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حركة «الشباب» الصومالية...واستغلال تجارة الفحم

23 سبتمبر 2012
مايك بفلانز نيروبي- كينيا يسود اعتقاد في الوقت الراهن بأن مشتريات الأمم المتحدة لشحنة من الفحم الحجري، لاستخدامها في مطابخ قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، يمكن أن تساهم بشكل غير مباشر، في تمويل نشاط حركة "شباب المجاهدين" المتحالفة مع "القاعدة”- كما تشير بعض الأنباء. فتلك الحركة- كما تبين- تدفع الرواتب لمقاتليها، وتشتري ما تحتاج إليه من أسلحة، من مبلغ الـ 1.25 مليون دولار الذي تحصل عليه من خلال فرض الضرائب على التجار، ومن مبيعاتها وصادراتها من الفحم الحجري المستخرج من المناطق التي تسيطر عليها، وهو نشاط تجاري سبق حظره من قبل أوباما في شهر يوليو الماضي، وبواسطة قرار صادر من مجلس الأمن الدولي في شهر فبراير. وقد تحول هذا النشاط ليصبح" المصدر الأكثر إغراء لجمع الأموال" الذي تحصل عليها الحركة بحسب مجموعة مراقبة مختصة بشؤون الصومال وإريتريا، تابعة للأمم المتحدة. منذ أبريل الماضي اعتادت الأمم المتحدة على شراء 52 طناً من الفحم الحجري أسبوعياً لاستخدامها في مطابخ قوات حفظ السلام الموجودة في العاصمة مقديشو وهو إجراء يصفه خبير بالشأن الصومالي بأنه"من غير المرجح لحد كبير" ألا يؤدي إلى تحقيق "منفعة للإرهابيين حتى وإنْ كان ذلك على نحو غير مباشر". ولا تقتصر أضرار العقد المبرم مع الحركة، والذي تقترب قيمته الإجمالية من مليون دولار سنوياً على ذلك، وإنما لكونه في الوقت نفسه سبباً لحفز الحركة على تدمير ما تبقى من غطاء شجري في الصومال، وهو ما كان سبباً من ضمن الأسباب المهمة التي أدت إلى الجفاف الذي ضرب هذه البلاد. وقد بدأت الصفقة في شهر أبريل الماضي كما يقول مسؤول بمكتب الدعم التابع لمهمة AMISOM ( NSOA) لحفظ السلام التي يضطلع بها الاتحاد الأفريقي في الصومال، ما يعني أن ما يقرب من 1,100 طن من الفحم الحجري قد سلمت إلى الأمم المتحدة، وأن ما يقدر بـ5500 شجرة قد اجتثت. وقد أدلى متحدث باسم NSOA التي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الكينية نيروبي بتصريح قال فيه "إنه ليس بمقدوره" تأكيد أن تلك الإمدادات من الفحم قد جاءت من مدينة كسمايو، التي تعتبر المعقل المتبقي لحركة الشباب، ومركز تجارة الفحم الحجري في البلاد. ويشار إلى قوات AMISOM قد أطبقت على المدينة الساحلية تمهيداً لشن هجوم متوقع لطرد الإسلاميين منها. ويقال إن كبار قادة الحركة في المدينة قد فروا بالفعل وأن ما يقدر بـ 10 آلاف مدني قد غادروا ديارهم بحسب المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في تصريح له يوم الجمعة الماضي. وقد اضطلع كاتب التقرير على نسخة من أمر شراء كمية من الفحم الحجري زنتها 52,125 كيلو جرام بقيمة 17،722.50 دولاراً موعد تسليمها 31 أغسطس المنصرم، وهذه كانت أحدث الصفقات التي تم عقدها. وكان من المقرر إرسال هذه الكمية إلى المفرزتين النيجيرية والبوروندية المتمركزتين بمطار مقديشو وجامعتها واللتين يشكل جنودهما أغلبية قوة الطوارئ التابعة لـ AMISOM التي يبلغ تعدادها 17 ألف جندي. وكان من المقرر أن يتم توريد تلك الكمية من الفحم بواسطة شركة "ستار تريدنج كومباني" ومقرها مقديشو، وهي شركة يمتلكها صوماليون ويوجد مقرها الرئيسي في دبي ولها مكاتب في كينيا والصومال. ولكن مسؤولاً بمكتب الشركة في نيروبي أنكر أن إمدادات الفحم التي يتم توريدها لقوات الأمم المتحدة تأتي من"كسمايو"، وقال إن تلك الكمية يتم توفيرها من مواقع مختلفة في الصومال. يشار إلى أن الروابط المباشرة مع تجار الفحم الحجري ليست هي المصدر الوحيد للأموال التي تحصل عليها حركة "شباب المجاهدين"، وإنما تأتي تلك الأموال أيضاً من الضرائب التي تفرضها الحركة على شاحنات نقل الفحم الحجري التي تمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها. يقول" اندروز عطا- اسموا" الخبير المتخصص في شؤون القرن الأفريقي بمعهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا: من غير المرجح لحد كبير ألا تكون "الشباب" مستفيدة على الأقل بشكل غير مباشر من العقد المشار إليه". ويوضح ما يقصده بقوله" من المستحيل أن تأتي كل تلك الكمية من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وحتى إذا لم تكن "حركة الشباب" تقوم ببيع الفحم مباشرة، فإن ما يحدث أنه مجرد ما أن تدخل أموال تلك الصفقة في شرايين النظام في منطقة جنوب- وسط الصومال، فإن الحركة تأخذ نصيبها منه. وعملية قطع الأشجار وحرقها لاستخراج الفحم الجحري تعتبر من ضمن الأسباب الرئيسية للجفاف الذي ضرب الصومال خلال السنوات الأخيرة والذي ترك ما يقرب من 2,1 مليون صومالي في حاجة ماسة إلى المساعدة الدولية كما عرض أجزاء من البلاد للمجاعة. لهذا السبب، ونظراً لأن تلك التجارة تفيد حركة "الشباب"، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً في شهر فبراير الماضي تم بموجبه حظر تصدير الفحم الحجري من الصومال، وموانئها إلى الدول الأخرى. وفي شهر يوليو الماضي أمر الرئيس الأميركي بفرض عقوبات ضد أي شخص أو جهة متورطة في تجارة واستيراد الفحم الصومالي. يقول سايمون ديفيز المتحدث باسم NSOA في العاصمة الكينية نيروبي:"نحن واعون تماماً بالتأثير السلبي لتجارة الفحم الحجري في الصومال ولذلك نعمل بشكل إيجابي على تحويل اعتماد AMISOM إلى مصادر وقود بديلة على الرغم من أن المطابخ التابعة لها قد اعتادت على استخدام هذا النوع من الوقود. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©