الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد الفلاسي يتتبع العلاقة بين عنصري الثبات والحركة في برج خليفة

حمد الفلاسي يتتبع العلاقة بين عنصري الثبات والحركة في برج خليفة
23 سبتمبر 2012
دبي (الاتحاد)- رغم الفترة القصيرة نسبيا لتجربة الفنان الفوتوغرافي حمد الفلاسي، ورغم أنها قامت على الهواية والتعلم الذاتي وليس على التخصص والاحتراف، فإنها تجربة تميزت خلال سنواتها القليلة بالقدرة على المزج بين عنصري الحداثة والموروث، بين الانغماس في مضمون يركز على البيئة والتراث والأشياء اليومية والتوجه الحداثي المتمثل في منجزات ما يدعى “الفن المفاهيمي”، ولكنه يبتعد عن المفاهيمية التجريدية، ليسهم في تكريس مفاهيمية تقترب من الناس والمجتمع وتعكس المزج الحميم بين عالمين متباعدين على مستوى الرؤية والمضمون. في إطار مسابقة “الفن في القمة” التي أطلقها “ذا آرا غاليري”، بالتعاون مع برج خليفة في دبي، تم الإعلان مؤخرا عن فوز عمل للفنان حمد الفلاسي بعنوان “لحظة تاريخية... معلم تاريخي” بالمرتبة الأولى في هذه المسابقة، التي استقطبت مشاركة أعمال خمسة من الفنانين الإماراتيين الذين عبروا من خلالها عن رؤيتهم الخاصة حول هذا المعلم، حيث جاءت جميعها تحت عنوان “ما الذي يعنيه برج خليفة بالنسبة لكم؟”. والفنانون المشاركون إضافة إلى حمد الفلاسي هم: حمدان الشامسي، ناصر نصر الله، زينب الهاشمي ونشوى زكريا. تم ذلك الإعلان خلال حفل خاص أقيم في منطقة الاستقبال بـ”قمة برج خليفة”، أعلى منصة مشاهدة مفتوحة للعموم، مع شرفة في الهواء الطلق على مستوى العالم. وسيتم عرض العمل الفائز لمدة ستة أشهر في المنصة، لتتاح لعشاق الفنون في دبي فرصة مشاهدة انعكاسات “برج خليفة” على الروح الإبداعية لدى فناني الدولة خلال زيارتهم إلى “قمة البرج”. وبهذه المناسبة قال أحمد الفلاسي، المدير التنفيذي لإدارة العقارات في إعمار العقارية “لقد أصبح برج خليفة اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة سكان دبي ومقصداً لزوارها من كافة أنحاء العالم، فهو يشمخ عالياً في أفق المدينة شهادةً حية على ما يمكن لتضافر الجهود الإنسانية أن يحقق من إنجازات. ولا شك بأن التصميم المعماري السبّاق للبرج يلهم المجتمع الفني لإبداع أعمال لا تقتصر على الفنون التشكيلية بل وتشمل أيضاً المفاهيم التجريدية التي تستند إلى مختلف العناصر الهندسية للبرج، بما في ذلك ارتفاعه الشاهق. وتتضمن مجموعة المشاركات المقدمة ضمن مبادرة “ذا آرا غاليري” عدداً من الإبداعات التي تعبر عن رؤى الفنانين المميزة وما يعنيه البرج بالنسبة إليهم”. أما موزة العبار ممثلةً “ذا آرا غاليري” فقالت “بوصفنا مؤسسة فنية، فإن برج خليفة يشكل مصدر إلهام حقيقي لكونه نموذجاً مذهلاً للإنجازات الاستثنائية التي حققتها دبي. ونسعى من خلال هذه المسابقة إلى استكشاف الإبداعات الخلاقة التي يستقيها فنانونا من هذا الصرح المعماري الكبير. وبخصوص عمل الفنان حمد الفلاسي، فقد قام بتنفيذه ليتتبع العلاقة بين عنصري الثبات والحركة في “برج خليفة”. وترمز الصورة الرقمية إلى الرحلة التي يقطعها الناس من كافة أصقاع الأرض لمشاهدة “برج خليفة”، ليجدوا أنفسهم أمام هذا الصرح العملاق، وكأن الزمان والمكان قد دخلا في حالة من السكون التام”. وفي لقاء مع “الاتحاد” قال الفنان حمد الفلاسي إن العمل الذي قدمه ينطوي على مشهد للبرج ومجموعة من الأبراج المحيطة به، كما تتضمن عددا من الأشخاص هم تكرار لصورته الشخصية في إطار مصغر داخل الإطار العام للصورة، وأضاف الفنان الذي شارك في السنوات الممتدة بين 2005 وحتى اليوم في عدد من المعارض ونال جوائز عدة إن “هذا العمل عبارة عن صورة فوتوغرافية مركبة بحجم (2,5 م طولا/و بعرض 1,5 م)، وهي تحمل مضمون الحركة في اتجاه البرج ومن حوله. وتتدخل في إنجازها عناصر وعوامل عدة، يتدخل حضور الحجر والهندسة المعمارية والفخامة الباهرة، كما تتدخل بعض التقنيات في التحضيرات الأولية للعمل ككل”. وبخصوص حضوره الشخصي في العمل الفني يوضح الفنان “أنا أحب أحضر في الكثير من أعمالي تعبيرا عن إيماني بضرورة وجود الفنان في عمله، والدمج بين الواقعي والرؤيوي في المشهد، ما يجعل العمل ينطوي على كل من التخييل والتجسيد لهذا المشهد، وهو ما أسعى لترسيخه في تجربتي هذه، كي لا أقع في التصوير المباشر للمشهد، فأقوم باللعب بأسلوب المقاربة والزوايا التي ينبغي تناول الموضوع منها، بما يؤدي إلى جمع عنصري الزمان والمكان كما يبدو في عنوان العمل “لحظة تاريخية... معلم تاريخي”. ومن خلال رؤيته للعلاقة بين الموضوع والتقنيات الفنية يقول “التقنية بالنسبة لي هي مجرد وسيلة لبلوغ المقصد النهائي من العملية الفنية، ولكن أحاول التركيز على موازنة الطرح مع طريقة التنفيذ للحصول على أفضل النتائج. والمقصود هو مدى التأثير على المتلقي، والوصول إلى هذه النقطة يتطلب الطرح العميق للموضوع والاهتمام بالتفاصيل والعناصر الموجودة في الكادر التصويري، والجمع بين الحديث والقديم في هذا المجال، وهو ما تفتقر إليه أعمال غالبية الشباب التي تذهب بعيدا عن هذا التوازن”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©