الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مان بوكر» تصر على تجديد الإبداع عبر قائمتها القصيرة

23 سبتمبر 2012
مريم جمعة فرج (دبي)- في أعقاب سلسلة من المناقشات الطويلة والمثيرة للجدل، التي سلطت الضوء على مفهوم قراءة النص الأدبي، الروائي على وجه التحديد، تركز اهتمام لجنة تحكيم جائزة “مان بوكر” البريطانية للإبداع الروائي لسنة 2012 على موضوع، سلطة السرد الروائي الخالصة، ليكون المعيار الأساسي في اختيار الروايات الست، المرشحة للظهور في القائمة القصيرة للمنافسة على الجائزة. وكان قد أعلن عن هذه القائمة في الحادي عشر من الشهر الجاري، ولم تخب هذه المرة توقعات النقاد بوصول أسماء روائيين من أمثال “هيلاري مانتيل” مؤلفة سلسلة “قصر الذئب” و”اجتذاب الأجساد”، و”ويل سيلف” مؤلف رواية “مظلة”، المنتمي إلى تيار الوعي، إلى صدارة القائمة. غير أن القائمة لم تخل كذلك من أسماء لمؤلفين، تنشر أعمالهم الروائية الأولى، وهم “أليسون مور” مؤلفة “ المنارة”، والشاعر والمؤلف الموسيقي الهندي” جيت ثايل” مؤلف رواية “ناركوبولس”، ليشكل ذلك منافسة قوية ما زالت تدور على الجائزة التي تبلغ قيمتها خمسين ألف جنيه استرليني، والتي سيعلن عنها في السادس عشر من أكتوبر المقبل. تحتوي النصوص المرشحة لهذا العام على لغة سردية صادمة كما تم التعبير عنها. وهي في مجملها تجسد التعاطي مع سلطة السرد القابلة للتخلص من القراءة الانطباعية، القائمة على التواصل مع النص من الخارج، واستبدالها بالبحث في داخله، في حين أنها تسقط كذلك سلطة المبدع عن النص ليسير في اتجاه تحرير القارئ من عبء التلقي من المؤلف، والانتقال إلى الراوي ولغة النص التي هي بدورها تعينه على الوصول إلى داخله، من خلال تقنياتها السردية، مثل التفريغ النفسي والحوار والذاكرة، وغيرها ليتم التواصل معه. رواية “حديقة الضباب المسائي” الصادرة عن دار ميرميدون للنشر، للكاتب الماليزي “تان توان إنغ”التي تميزت بمواصفات سردية جمالية، تقع أحداثها في الملايو في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبطلتها “ين لنغ تيو” خريجة القانون من الناجين الخارجين من معسكر اعتقال ياباني، تجد الراحة والعزاء في الحياة في إحدى المناطق الزراعية. هناك تعثر على الحديقة اليابانية الوحيدة في البلاد التي تعود إلى شخص يبدو شديد التكتم على وجود هذا الأثر الذي يعود إلى فترة خدمته في الإمبراطورية اليابانية. وبدورها تجد الفرصة السانحة للتعرف إلى ذلك المكان، فتتفق معه للعمل فيه إلى فترة حلول الرياح الموسمية. غير أن أجمل ما في الاتفاق هو تصميمها على أن يتحول المكان إلى حديقة تذكارية تخلد ذكرى أختها التي قضت في أحد معسكرات الاعتقال اليابانية. إنغ 1972، درس القانون في جامعة لندن، وعمل محامياً في كوالالمبور، ويقيم حالياً في جنوب إفريقيا. في روايتها “المنارة”، الصادرة عن دار سولت للنشر، تقتفي أليسون مور 1971، قصة رجل في منتصف العمر، تنهار حياته الزوجية، فيسافر لمدة أسبوع إلى ألمانيا، التي زارها سابقاً مع أبيه المنفصل حديثاً عن أمه، لتتداعى لديه الذكريات المؤلمة. تتميز هذه الرواية بجمالية البناء الداخلي الذي يسلط الضوء على التفاعلات الداخلية للإنسان. نشر لمور عدد من القصص القصيرة، إلى جانب مجموعاتها القصصية. كما ظهر اسمها في القائمة القصيرة لجوائز قصصية عدة، منها جائزتا “بريدبورت”، وجائزة “مانشستر للقصة”، وحصلت على المركز الأول في مجال الرواية القصيرة، جائزة “الكتاب الواعدين فئة النثر والشعر”. يمثل الروائي والصحفي البريطاني ويل سيلف 1961 تيار الوعي في الرواية. وأعماله على الرغم من غموضها الظاهري، إلا أنها تقود القارئ إلى الإفصاح عما بداخلها، بواسطة تقنيات كالإسقاط، والبوح بمكنونات النفس، والذاكرة التي تلعب دوراً مهماً في فرض سلطة السرد لديه، وتجسد رواية “مظلة” الصادرة عن دار بلومزبيري، هذا التوجه. وتمتد أحداث الرواية على مدى قرن من الزمان، وتحتوي على 400 صفحة غير مقسمة إلى فصول، أو مجزأة إلى فقرات تقريباً. وتسترسل القصة في متابعة حالة تشخيص خاطئة، تتعرض لها إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة، في مصحة عقلية بلندن، أثناء إصابتها بمرض النوم، ما يضطر طبيبها إلى البحث طويلاً، عن وسيلة ناجعة لإيقاظها هي ومرضى آخرين يشرف على علاجهم. من الأعمال التي استطاعت الوصول إلى القائمة القصيرة بالنظر إلى احتوائها على روح التجديد الإبداعي التي تم التعبير عنها بتقنية سردية فريدة رواية “السباحة للوطن” للروائية والقاصة والمسرحية والشاعرة “ديبورا ليفي” .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©