الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ولد السالم: الصحافة العربية كان لها دور كبير في تطوير المسرح

ولد السالم: الصحافة العربية كان لها دور كبير في تطوير المسرح
25 يناير 2011 20:43
استضاف منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح بثقافية الشارقة مساء أمس الأول في سوق العرصة التراثي بالشارقة الأديب والصحفي محمد ولد السالم في جلسة نقاشية حول “المسرح في الصحافة الثقافية الورقية”. وقدم جلسة النقاش المسرحي السوداني السيد أحمد الذي ذكر أن غياب الكتابات النقدية التخصصية في مجال المسرح، لا يعني إهمال المتابعات الصحفية التي غطت نواقص كثيرة في هذا السياق، وأكد أن الصحافة المحلية قدمت خدمات كبيرة من ناحية استقطاب الجمهور والترويج للفعل المسرحي في الإمارات، وسرد بعدها جوانب من السيرة الإبداعية والصحفية للضيف. وفي مستهل حديثه عرج ولد السالم على بعض الإسهامات اللامعة في مسيرة الصحافة العربية والتي كان لها دور كبير في ملامسة ونقد وتطوير المسرح في فترة الذروة والتوهج، خصوصا في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن المنصرم، وقال “ لو لا الكتابات الصحفية لما تعرفنا مبكرا إلى مسرحيات توفيق الحكيم، ومحمود المسعدي، وغيرهما ممن تعرض لهم الكتاب بالنقد عبر مقالات صحفية كما فعل طه حسين، ومن بعده محمد مندور ورجاء النقاش” وأوضح ولد السالم أن الصحافة احتضنت وساهمت في إبراز الكتاب المهمومين والمشتغلين أساسا في المسرح كمؤلفين ومخرجين، مما صنع حالة من الحراك والنقد الذاتي والتفاعلي مع شؤون وشجون المسرح العربي، وذكر من هؤلاء سعد الله ونوس، وزكي طليمات، ويوسف العاني، وجواد الأسدي وروجيه عساف وقاسم محمد وغيرهم، مشيرا إلى أنهم كانوا في صلب العملية المسرحية، وعلى دراية ووعي بكل تفاصيلها وحركتها، فكان دور الصحافة في إيصال رأيهم إلى الجمهور دورا رائدا، ساهم في تنشيط الوعي المسرحي وتوسيع دائرة جمهور العروض المسرحية، وتعميق فهمه لها. واستدرك ولد السالم قائلا “ ولكن هذه الطفرة لم تلبث أن انحسرت نتيجة للتراجع الذي أصاب المسرح والصحافة على السواء، وهو وجه من أوجه التراجع الذي أصاب الثقافة والحياة العربية في كل جوانبها، وانكسار أحلام النهضة العربية نتيجة لعوامل كثيرة، فاختفى النقد المسرحي من صفحات الجرائد، واختفت المعالجات الجادة”. وعدد ولد السالم ثلاثة أنماط من الكتابات الصحفية التي تتناول الفعل المسرحي وهي: المتابعة الإخبارية التي تقدم الحدث المسرحي دون تحليل أو تقييم علمي. والنقد المسرحي الذي بات قاصرا وعاجزا بسبب المنظومة السياسية والاجتماعية المشوشة في المجتمع العربي والتي غيبت عنصر النقد الموضوعي والصريح والحيادي أثناء تناول الأعمال المسرحية. أما الاتجاه أو النمط الثالث للتناول المسرحي ــ كما أشار ــ فهي الكتابة الترويجية والدعائية مما أثر سلبا على ثقة الجمهور فيما يكتب. ونوه المحاضر إلى أن الصحافة الورقية باتت تعاني مشاكل عميقة تضربها في الصميم، وأهمها تراجع دورها في المجتمع بعد أن زحفت الفضائيات والإنترنت على مواقعها واحتلت حصونها التقليدية. وفي نهاية الجلسة دارت نقاشات مختلفة بين الضيف وبين الحضور دارت حول سبل تطوير الكتابة الصحفية وملاحقتها لفضاءات وتفاصيل العمل المسرحي، وتطرق النقاش إلى ضرورة تنظيم ورش تخصصية يشارك بها الصحفيون الذين يعملون في الأقسام الفنية والثقافية من أجل التعرف إلى تفاصيل العرض المسرحي والتعرف إلى المصطلحات والمفاهيم العلمية الدقيقة والمرتبطة بحيثيات ومكونات الشغل المسرحي كالكتابة والإخراج والسينوغرافيا والتقنيات الفنية والإبداعية والأدائية التي يتضمنها هذا الفن العريق والمتجدد في آن.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©