الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعادة فرجوية لـ «داحس والغبراء»

استعادة فرجوية لـ «داحس والغبراء»
6 أكتوبر 2011 17:08
سوق عكاظ ـ ملتقى الحياة، هكذا تشير لوحة الإعلان على الطريق المؤدي إلى مهرجان سوق عكاظ السنوي الذي يقام في مدينة الطائف جنوب السعودية كل عام، وفي دورته الجديدة هذا العام واصل السوق احتفاءه بالأدب والإبداع في مجالاته المتعددة بين المسرح والأمسيات الشعرية والتراثية والرقصات والألعاب الشعبية الشهيرة في المنطقة، وبرعاية من الأمير خالد الفيصل وحضور وزير الثقافة السعودي عبدالعزيز خوجه أفتتح هذا المهرجان في صورته البانورامية الإبداعية وانطلقت الفعاليات واعلان أسماء الفائزين بالجوائز لهذا العام والذي حجبت منه جائزة الشعر واكتفى المهرجان بمشاركة شعراء من العالم العربي مثل آمال موسى ومحمد أبو دومة وهيفاء الحمدان وبدرية الوهيبي وحسن طلب، بالإضافة إلى شعراء آخرين من السعودية. وقد لوحظ هذا العام اهتمام بالمسرح فعرضت مسرحيات على مدار الأيام، فقد حضر الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى طيلة أيام المهرجان في مسرحية شهدت حضورا وتفاعلا كبيرا من الجمهور تروي قصة حياته وشيئا من شعره، كذلك عرضت مسرحية تناولت الصراع العربي الفارسي تاريخيا وكيف أسهم الفرس في إشعاله كل مرة حسب رؤية المؤلف شادي عاشور. أما في مسرحية “داحس والغبراء” فقد أبهرت الأجواء التاريخية الحضور، حيث الحرب الشهيرة بين قبائل عربية في الجاهلية وقعت في منطقة نجد بين قبيلتي عبس وذبيان، وداحس والغبراء هما اسما فرسين وقد كان “داحس” حصانا لقيس بن زهير، و”الغبراء” فرسا لحذيفة بن بدر. كان سبب الحرب هو سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانيين مما سبب غضب النعمان بن المنذر وأوعز بحماية القوافل لقيس بن الزهير مقابل عطايا وشروط اشتراطها ابن زهير ووافق النعمان عليها مما سبب الغيرة لدى بنى ذبيان، فخرج حذيفة مع مستشاره وأخيه حمل بن بدر وبعضا من أتباعه لعبس لمقابلة ابن زهير، وتصادف أن كان يوم سباق للفرس. اتفق قيس وحذيفة على رهان على حراسة قوافل النعمان لمن يسبق من الفرسين. كما أقيمت هذا العام مجموعة من المحاضرات النقدية الأدبية كندوة تجارب الكتاب التي شارك فيها الناقد محمد العباس والروائي السوري نبيل سليمان والأديب زكريا عناني، وأدارها الدكتور عاطف بهجات، وتحدث فيها الدكتور زكريا عناني أستاذ الأدب في جامعة الأسكندرية عن بداياته مع الشعر الرومانسي الذي كان يمثل مرحلة الشباب لديه التي تأثرت بأدب مصطفى لطفي المنفلوطي حيث أثرت تلك المرحلة في توليد تجربة شعرية ثرية. وتحدث عن بداية دخوله عالم ترجمة النصوص والقصائد الأجنبية والنثر إلى العربية والتي كانت من باريس عبر اتصاله في تلك الفترة بمن هم في عمره من جيل الشباب، واصفا إياهم بالشخصيات التي ارتبطت بوجدانه، مستعرضا الخلافات بين الآداب المختلفة وطرق ترجمة القصائد الشعرية ومراعاة حالتها وعدم فقد محتواها من الرموز والمدلولات. كما أقيمت ندوة بعنوان “تجربتي” مع الكتابة التي شارك فيها الناقد المصري الدكتور صلاح فضل والروائي الأردني سليمان القوابعة وأدارها الدكتور سهيل قاضي، وتحدث فيها المشاركون عن تجاربهم مع الكتابة ومفاهيمها، فقال الدكتور صلاح فضل إن نقد الشعر يحتاج إلى تأمل، لأنه يبدأ مع الإنسان وإن وظيفة الشعر تكمن في تربية الوجدان الإنساني وتنمية العواطف، وصناعة الوعي والذات والآخر، إضافة إلى الاتصال بالكون والحياة والطبيعة وبالثقافة وخلاياها الحية وبالموسيقى، وحفز الخيال، الأمر الذي يتمم في الإنسان إنسانيته ويشكل قدراته اللغوية والتعبيرية وذكاءه كما تحدث عن تجربته مع مجلة “فصول”. وتحدث الروائي سليمان القوابعة عن قريته وروايته الأولى. كما تضمن برنامج هذا العام سلسلة من المحاضرات والندوات المتخصصة عبر برنامج “عكاظ المستقبل”، بينها محاضرة عن نقل المملكة إلى مجتمع المعرفة عبر الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، ألقاها الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى ثلاث ندوات متخصصة، من بينها ندوة خاصة عن تقنية النانو وندوة أخرى بعنوان: “الإعلام وتحديات المستقبل” كما أقيمت محاضرة بعنوان “خطابنا الأدبي في عصر المعلوماتية” قدمها كل من: يوسف الوافي، وصالح الزهراني، وندوة أخرى بعنوان: “استثمار طاقات الشباب” قدمها كل من: سليمان الزايدي، وعادل باناعمه، وعبدالرزاق أبو داوود. وفي ندوة لاقت صدى وصخبا تحت عنوان “شعر زهير بن أبي سلمى.. قراءات نقدية” شارك فيها كل من الدكتور حسين جمعة، والدكتور حسن الهويمل، والدكتور صلاح عيسى، أثار الدكتور الهويمل قضية آراء طه حسين عن زهير بن أبي سلمى في كتابه عن الشعر الجاهلي وهجومه عليه، وقال إن هذا بسبب أن طه حسين كان شابا متحمسا لمنهجه النقدي وأتفق المحاضرون على أهمية الشاعر وكيف أنه وهب حياته للناس والحياة. كما أقيمت محاضرات تاريخية وعلمية دار بعضها حول تأريخ الأسواق عند العرب مثل سوق الكثيب، وسوق الأبطح، وسوق الليل، وسوق ساعة، وسوق بين الدارين، وعكاظ خاصة. وأشتمل برنامج هذا العام على معرضين فنيين هما معرض لوحة وقصيدة، ومعرض الخط العربي والتصوير الضوئي، إضافة إلى معرض الكتاب الإلكتروني، وشارك في المهرجان لهذا العام عدد من الجامعات والقنوات الثقافية المختلفة كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وعدد كبير من المخيمات التي تعرض فنون وآثار المناطق المختلفة شرقا وغربا وجنوبا وشمالا بين العرض الذي صار لازمة سنوية للحرف والمهن حيث يصطف العارضين في خيامهم يعرضون آثار وثقافة الأمكنة المختلفة والذين بلغ عددهم 230 حرفيا، وشارك لأول مرة أكثر من عشرة حرفيين من خارج السعودية، كل هذا مع مشهد الرقصات الشعبية التي تؤدى بشكل متتابع بين مختلف الرقصات. ونقرأ في المنشور الذي يوزع في المهرجان شعار السوق المستوحى تصميمه من الخط الذي ظهر في بعض الكتابات على الأحجار الباقية في موقع السوق التاريخي. وفي تقارب وانسجام الألوان التي ملأت الفراغات بين الكلمات دلالة على وحدة الهدف الذي من أجله توجه الناس إلى سوق عكاظ، وإن اختلفت مشاربهم وأهواءهم. الشعار الذي يزهو به مهرجان سوق عكاظ التاريخي أخذ من الماضي بقاءه ومن الحاضر عافيته، وفيه إحساس بصوت ومتلقي، وخيمة ووتد، وأولية فطرية تفخر بما هي عليه وتعتز. أما الفائزون هذا العام في جائزة عكاظ فكانوا “جائزة الخط العربي” وكانت من نصيب السوري محمد فاروق حداد، والمصري عبد الرحمن الشاهر، وهي جائزة تنافس فيها المتسابقون بأعمالهم في إبراز جماليات الخط ودوره في توثيق التراث العربي الإسلامي وإتاحة الفرصة للجيل المعاصر لاكتشاف مكانة الخط العربي، وجائزة “التصوير الضوئي” عن فئة (18) عاما فأعلى ونالها السعودي رائد سفر البقمي، فيما فاز بفئة أقل من (18) سنة المصري جلال رفعت المسري وكان موضوع المسابقة لهذا العام الخيل العربية الأصيلة بوصفها أصل لكل الجياد الأصيلة في العالم وأجودها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©