السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاتيح المُعجم العربي

مفاتيح المُعجم العربي
6 أكتوبر 2011 17:19
يُطلق على المعاجم اسم قاموس في بعض الأحيان، بل وإن من بين أشهر المعاجم العربية ما سمي قاموساً مثل القاموس المحيط لمؤلفه الفيروز آبادي. إلاّ أن لفظ قاموس وفي الوقت الحاضر يُطلق على تلك الكتب التي توفر ترجمة كلمة من لغة إلى أخرى والتي تُعدّ معاجم متعددة اللغة. والتأليف المعجمي قديم قدم الحضارات الإنسانية، فالأمم السابقة ذات الحضارات القديمة وضعت الأسس الأولى للمعاجم في شكل تصنيف رسائل وجدت آثارها في بعض مكتبات العالم. فقد عرف البابليون والأشوريون في حضارة العراق القديم، هذا النوع من التأليف في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث تم العثور على ألواح خزفية تحوي أسطوانات رأسية في المكتبة الأشورية في بلدة نيانيقيا تشمل تفسيرات للغة الأشوريين والبابليين وهي نفس الوظيفة الأساسية للمعاجم الحديثة. كما أنّ اليونانيين والرومان عرفوا تأليف المعاجم في القرن الثالث قبل الميلاد. ونجد الصينيين قد ألفوا معاجم كثيرة منها ما هو مرتب بحسب المعنى وما هو مرتب بحسب الرمز الكتابي للكلمة. ولم يعرفوا الترتيب بحسب اللفظ إلاّ في القرن السادس الميلادي وقد كان أول معجم صيني مرتب بحسب اللفظ هو معجم هوفاين الذي ألف بين عامي (581 ـ 601م). أما فكرة المعجم عند العرب كانت قد بدأت بعد نزول القرآن الكريم، ودخول غير العرب في الإسلام واستعصاء بعض مفردات القرآن على الكثير منهم. مما استدعى شرح غريب القرآن والحديث ولغة العرب عموما. وكانت أولى الرسائل المعجمية في القرآن الكريم تنتسب لعبد الله بن العباس (ت. 68هـ,678م)، أجاب فيها على أسئلة نافع بن الأزرق (ت. 65هـ 684م) والمُسماة مسائل نافع بن الأزرق في القرآن. وظهرت المعاجم العربية بمعناها العام والشامل لمفردات اللغة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري وفيما يلي بعض المعاجم العربية وطريقة التبويب والتصنيف التي اتبعها مؤلف كل معجم، ومنها “مُعجم العين” للخليل بن احمد الفراهيدي، البارع في اللغة لأبي علي القالي، تهذيب اللغة لأبي منصور الزهري، تاج اللغة وصٍحاح العربية لأبي العباس الجوهري، اساس البلاغة للزمخشري، لسان العرب لأبن منظور، والقاموس المحيط للفيروز آبادي. وهناك معاجم للألفاظ مثل مُعجم الصِحاح والقاموس المحيط، ومعاجم المعاني مثل المخصص لابن سيده، ومعاجم الأبنية مثل معجم ديوان العرب لأبي إبراهيم الفارابي. كما تختلف المعاجم باختلاف ترتيب مفرداتها وهناك أكثر من طريقة لترتيب المفردات, وللمعاجم العربية أربع طرق رئيسة في ترتيب المفردات وهي: المعاجم الصوتية التقليبية، المعاجم الألفبائية التقليبية، المعاجم الألفبائية بحسب الأواخر وتسمى معاجم القافية، والمعاجم الألفبائية بحسب الأوائل، فضلاً عن وجود المعاجم المتخصصة، وهي المعاجم التي توجه اهتمامها إلى فئة معينة من الباحثين, فتقتصر على تسجيل المفردات التي تفي بحاجاتهم الخاصة مثل المعاجم الطبية والعلمية والهندسية والجغرافية. يلقي كتاب “نظرة عامة في المعجم العربي، نشأته ومراحل تطوره وكيفية الإفادة منه” لمؤلفه الدكتور خلف رشيد نعمان، الصادر عن سلسلة الموسوعة الثقافية، بدار الشؤون الثقافية العامة ببغداد، الضوء على المعاجم لما لها من “أهمية بارزة في حياة العالم والمُعلم والمتعلم. فهي وسيلته إلى فهم ما أشكل عليه من معنى مما يقرؤه أو يسمعه من ألفاظ اللغة. ولذاك ظهرت حاجتنا إلى معرفة معاجم لغتنا. وطريقة الإفادة منها عن طريق معرفة السبل التي انتهجت في تأليفها وترتيب موادها. لمعرفة ما ننشره فيها من معاني الألفاظ بسهولة ويسر” وأضاف قائلاً: “حدثني صديق أثق بمعرفته اللغوية، ودراسته القرآنية، انه كان يعتمد في فهمه للآية الكريمة: “مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء”. على الإحساس الذي يوحي إليه بان معنى مهطعين مقنعي رؤوسهم. أي: خافضيها بشيء من الذلة والمسكنة. ثم شاء له أن يطلع على معناها الذي هو: “مهطعين” أي: مسرعين. و”مقنعي رؤوسهم” أي: رافعيها إلى السماء. و”لا يرتد إليهم طرفهم” أي: لا تطرف عينهم بل تبقى شاخصة. وأفئدتهم هواء. أي : خلاء، خالية من الفهم لفرط الدهش والحيرة. فأدرك خطورة الخطأ الذي ذهب إليه عندما لم يكلف نفسه مهمة البحث عنها في تفسير من تفاسير القرآن الكريم ـ وهي كثيرة ـ أو في معجم من معاجم اللغة. ولا أظن أن صاحبي الفاضل يشق عليه البحث عن الحقيقة، ولكنه فيما يبدو الإسراف في الثقة بالنفس. وهي آفة تصيبنا أحيانا. فما بال الدارس وطالب المعرفة حين ليرجع إلى هذه الكتب التي تساعده على الكشف عما غمض عليه، وهي أيضا تعينه على تقويم لسانه، والحفاظ على لغته. الكتاب: نظرة عامة في المعجم العربي، نشأته ومراحل تطوره وكيفية الإفادة منه المؤلف: الدكتور خلف رشيد نعمان الناشر: سلسلة الموسوعة الثقافية ـ دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©