الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طرد «أنصار الشريعة» من بنغازي

طرد «أنصار الشريعة» من بنغازي
23 سبتمبر 2012
بنغازي (وكالات) - في خطوة وصفت بأنها “انتفاضة ضد الميليشيات”، طرد سكان بنغازي ميليشيا أنصار الشريعة من المدينة في وقت مبكر من صباح أمس، في إطار تزايد الاحتجاجات ضد الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من ليبيا بعد أكثر من عام من الإطاحة بمعمر القذافي. وفيما قتل فيه أكثر من 11 شخصاً على الأقل وأصيب 60، قال متحدث باسم الجماعة إنها أخلت قواعدها في بنغازي حفاظاً على أمن المدينة. وقال يوسف الجهاني المتحدث باسم أنصار الشريعة إن قائد الميليشيا أعطى تعليماته للأعضاء بإخلاء قواعدهم وتسليمها لسكان بنغازي، مضيفاً أن الجماعة تحترم وجهة نظر سكان بنغازي ولذلك أخلت القواعد للحفاظ على الأمن. وفي دلالة واضحة على هشاشة الوضع في ليبيا، مضى الحشد بعد اقتحامه القاعدة، في مهاجمة ميليشيا موالية للحكومة، معتقداً أن أعضاءها إسلاميون، ما أدى إلى رد مسلح قتل فيه أكثر من 11 شخصاً على الأقل وأصيب 60. وربطت تقارير بين ميليشيا أنصار الشريعة وبين الهجوم على القنصلية الأميركية الأسبوع الماضي، الذي قتل فيه السفير الأميركي لدى ليبيا وثلاثة أميركيين آخرين. وتنفي الميليشيا ضلوعها في الهجوم. واقتحام مقر أنصار الشريعة الذي لم يواجه مقاومة تذكر، هو فيما يبدو جزء من اجتياح منسق لمقار الميليشيا من قبل الشرطة وقوات الحكومة ونشطاء في أعقاب تظاهرة حاشدة ضد وحدات الميليشيا أمس الأول في بنغازي. ونزع المتظاهرون رايات ميليشيا أنصار الشريعة وأضرموا النار في عربة داخل المجمع الذي كان في الماضي قاعدة لقوات القذافي الأمنية. وهتف مئات الرجال الذين كانوا يلوحون بالسيوف والسواطير “ليبيا.. ليبيا” و”لا للقاعدة” و”دمنا من أجل الحرية لن يضيع سدى”. ومضى الحشد الذي واصل ترديد شعارات مناهضة لأنصار الشريعة وزاد عدده ليصل إلى الآلاف في محاولته لاقتحام مقر منفصل، تتولى ميليشيا السحاتي القوية المؤيدة للحكومة حراسة مخزن كبير للأسلحة داخله وفتحت النار على المغيرين. وحمل لصوص أسلحة من المقر، بينما هتف الرجال قائلين، إن بنغازي ستكون جحيماً لأنصار الشريعة. وقال مسؤولون في ثلاثة مستشفيات، إن لديهم خمسة قتلى إجمالاً وأكثر من 60 مصاباً من العنف الذي وقع الليلة قبل الماضية. وقال ضابط الشرطة أحمد علي عجوري إن آثار الدماء قرب سيارتين خاليتين قادت الشرطة إلى ست جثث أخرى قرب مقر ميليشيا السحاتي صباح أمس. وحذرت السلطات الليبية ليل الجمعة، السبت من “الفوضى” ودعت المتظاهرين إلى التمييز بين الكتائب “غير الشرعية” وتلك الخاضعة لسلطة الدولة. وعبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف عن ارتياحه لرد فعل السكان على “الكتائب الخارجة عن الشرعية”، لكنه دعا المتظاهرين إلى الانسحاب على الفور من أماكن وجود كتائب وزارة الدفاع، مشيراً إلى كتيبة راف الله الشحاتي وكتيبة 17 فبراير وكتيبة درع ليبيا. واتهم وزير الداخلية فوزي عبد العال من جهته أشخاصاً “اندسوا بين المتظاهرين”، وبعضهم كما قال ينتمون إلى أجهزة الأمن ويريدون إشاعة “الفوضى والتمرد”. وخلال نهار الجمعة، تظاهر عشرات آلاف الليبيين سلمياً في بنغازي احتجاجاً على الميليشيات المسلحة بعد عشرة أيام من الهجوم على القنصلية الأميركية في 11 سبتمبر الذي أودى بحياة سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وقبل التوجه إلى ثكنة أنصار الشريعة، تمكن المتظاهرون من طرد ميليشيا أخرى احتلت أحد مباني الأمن الليبي في وسط المدينة. وأفاد شهود عيان بأن مجموعة أنصار الشريعة أخلت أيضاً تحت ضغط المتظاهرين مستشفى الجلاء الذي كانت تسيطر عليه، ثم تمكنت الشرطة العسكرية بعد ذلك من السيطرة على المبنى. وقد أخلت الميليشيات أربع منشآت عامة أخرى على الأقل لدى وصول المتظاهرين. وكان آلاف الليبيين نظموا مسيرة في بنغازي أمس الأول دعماً للديمقراطية ومعارضة للميلشييات المتطرفة التي تنحي الولايات المتحدة عليها باللائمة في الهجوم على قنصليتها. ونظم مئات من مؤيدي أنصار الشريعة احتجاجاً. ودعت تظاهرة “يوم إنقاذ بنغازي” الحكومة إلى تفكيك الجماعات المسلحة التي رفضت التخلي عن سلاحها بعد نجاح الانتفاضة الليبية بدعم من حلف شمال الأطلسي في الإطاحة بالقذافي العام الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©