الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترقب دولي لقمة البشير وكير في أديس أبابا اليوم

23 سبتمبر 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم، أديس أبابا، نيويورك) - وسط ترقب واهتمام دولي ملحوظين، يعقد الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت قمة مشتركة في أديس أبابا اليوم لتسوية كافة القضايا العالقة بين البلدين وذلك بعد يوم واحد من انقضاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لنهاية التفاوض بين الجانبين، والتي انتهت أمس. وأعلن في الخرطوم أن البشير سيغادر اليوم للمشاركة في القمة كما أكدت جوبا حضور سيلفا كير القمة في الموعد المحدد. ووفقا للخرطوم، تعقد القمة بدعوة من سيلفا كير وتعتبر الفرصة الأخيرة أمام البلدين للإعلان عن اتفاق شامل بشأن القضايا المتعثرة بينهما والانفلات من خطر التعرض لعقوبات يلوح بها مجلس الأمن الدولي إذا لم يتوصلا إلى اتفاق بشأنها. وتراوح القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان مكانها منذ انفصال الأخيرة في يوليو الماضي وفشلت جولات التفاوض على تعددها في تحقيق اختراق حقيقي بشأنها باستثناء اتفاق أمني وآخر بشأن الحريات الأربع بين البلدين ضلا طريقهما إلى الواقع ،وسرعان ما انهار الأمر الذي دفع الوساطة الأفريقية الراعية للتفاوض إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل، ووظف الأخير عنصر الزمن للضغط على الجانبين وامهلهما ثلاثة أشهر لطي كافة القضايا غير إن النتيجة جاءت كسابقاتها. وظل الإخفاق الرفيق الدائم لمحاولات الحل لكن تغيرا إيجابيا حدث للمرة الأولى في أجواء التفاوض في الجولة قبل الأخيرة شجع المنظمة الدولية والوساطة الأفريقية على منح الدولتين مهلة جديدة هي الأخيرة أمامهما لإظهار الجدية والتوصل إلى اتفاق. ونجح شرط المهلة الزمنية في تحريك ملفات التفاوض بامتياز وتم الاتفاق فعليا على قضايا النفط والتجارة إلى جانب أوضاع رعايا البلدين في البلد الآخر لكن الغموض لا يزال يكتنف مضمون تلك الاتفاقيات ومكامن القوة والضعف فيها في ظل تعتيم متعمد. وفي أديس أبابا، أنهت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا في اجتماع أمس الأول بحضور الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي، أعمال التحضير للقمة الرئاسية. وقال سفير السودان بأديس أبابا عبد الرحمن سر الختم إن الرئيس البشير سيلتقي الوساطة الإفريقية ومن ثم الاجتماع برئيس الوزراء الإثيوبي، ويختتم الاجتماعات بلقاء الرئيس سيلفا كير. وقالت صحيفة “الانتباهة” السودانية واسعة الانتشار، في تقرير لها من أديس أبابا إن أعضاء اللجنة المشتركة بقيادة وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين وباقان أموم من الجانب الجنوبي أكملوا رسم تصور نهائي حول الملف الحدودي والأمني تمهيداً لوضعه على طاولة الرئيسين. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع بأديس أبابا تمسك طرفي التفاوض بكل القضايا التي ظلت محل خلاف دائم حول إقامة المنطقة العازلة. وفي نيويورك، شجع مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية السودان وجنوب السودان على “إظهار روح بناءة وإرادة سياسية” لإنهاء المفاوضات بينهما، وذلك قبل يومين من قمة مقررة في أديس أبابا. وأورد بيان للمجلس أنه “من مسؤولية رئيسي السودان وجنوب السودان إظهار روح بناءة وإرادة سياسية لتأكيد التقدم الذي أحرز سابقا وتحقيق تقارب في وجهات النظر بهدف إنهاء مفاوضات 23 سبتمبر بنجاح”. وشددت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس على أن “قضايا حيوية لا تزال تتطلب معالجة”، داعية إلى الإسراع في تشكيل اللجنة المشتركة للتحقق من الحدود. وأبدى المجلس “تكرارا قلقه البالغ حيال التدهور السريع للوضع الإنساني” في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بجنوب السودان، مشددا على ضرورة “الإسراع في إيصال المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين” في هاتين الولايتين. ومن ناحيته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخرطوم وجوبا إلى “توقيع اتفاق شامل خلال قمة” أديس أبابا. وبعد أن أشاد بالتقدم الذي تحقق حتى الآن بين البلدين، دعا بان “الرئيسين إلى تحمل المسؤولية حاليا وحل الخلافات القائمة”. إلى ذلك، قال الاتحاد الأفريقي إن على الرئيسين السوداني والجنوب سوداني، التوصل إلى اتفاق لتسوية الخلافات القائمة منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. وقال بيان للاتحاد الأفريقي إن رئيس مفوضية الاتحاد المنتهية ولايته “جان بينج” يشيد بالقمة بين رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سيلفا كير” و”يحثهما على التوصل إلى اتفاق بشأن المسائل المعلقة منذ الانفصال بين البلدين”. وأوضح البيان أن “الاتحاد الأفريقي مستمر في التأكيد على أنه يتعين على السودانيين انفسهم التوصل إلى حل للتحديات القائمة”. من جانبها رحبت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون بالقمة، وناشدت حكومتي السودان وجنوب السودان بضرورة إبرام اتفاق شامل بشأن جميع المسائل المعلقة بينهما وفقا لخريطة الطريق للاتحاد الإفريقي والقرار رقم (2046) لمجلس الأمن. وأشارت إلى أن المفاوضات بين البلدين أحرزت بالفعل تقدما كبيرا في عدد من القضايا، خاصة تلك التي تتعلق بالنفط والترتيبات الأمنية، مطالبة حكومتي الدولتين بالتأسيس على هذا التقدم للانطلاق إلى مستوى أعلى للعلاقات المشتركة وفقا لمقررات اللجنة التابعة للاتحاد الأفريقي من أجل التوصل لحل بشأن القضايا القليلة المتبقية بما في ذلك نزع السلاح في المناطق الحدودية. واعتبرت آشتون أن هذه القمة تعد فرصة فريدة لوضع الدولتين على طريق السلام والازدهار، استنادا إلى مفهوم دولتين قابلتين للحياة، مشددة على ضرورة إنهاء الصراع الدائر في جنوب كردفان وولايات النيل الأزرق في السودان ومعالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن القتال. ودعت حكومة السودان والحركة الشعبية للدخول فورا في محادثات مباشرة للاتفاق على وقف كامل للأعمال العدائية والتوصل إلى تسوية سياسية على أساس إطار 28 يونيو 2011 على النحو المنصوص عليه في القرار 2046 لمجلس الأمن. وحثت حكومة السودان على تسهيل التنفيذ الفوري لاتفاق 5 أغسطس الخاص بتوصيل المساعدة الإنسانية إلى السكان المدنيين المتضررين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©