خرج المهاجم التوجولي إيمانويل أديبايور المعار إلى توتنهام عن صمته، وتمالك نفسه بعد الهتافات المسيئة التي تعرض لها من جماهير فريقه السابق أرسنال، وأكد أن غناء جماهير المدفعجية على أنقاض الموتى من رفاقه في منتخب توجو أثار دهشته، ولكنه لم يجعله يفقد وقاره وكرامته، وشدد على أنه يدرك جيداً أن هذه الجماهير كانت تتعمد إهانته والعزف على وتر الواقعة الشهيرة التي حدثت لمنتخب بلاده قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا 2010 التي أقيمت بانجولا، حيث تعرضت الحافلة التي كانت تنقل منتخب توجو في طريقه إلى أنجولا لاعتداء مسلح أدى إلى وفاة 3 من عناصره، وفارق أحدهم الحياة بينما كان ينزف بين ذراعي أديبايور.
وفي تصريحاته التي نقلتها الصحف البريطانية قال أديبايور: “الهتافات والأغاني التي أطلقها جمهور أرسنال كانت مسيئة للغاية، ولكنني لم أشعر بالحزن بقدر ما تملكني شعور بالدهشة، أعلم ان القصد كان الحاق الأذى النفسي بي، إثارة غضبي، ومن المخجل حقاً أن يغني هؤلاء الأطفال والمراهقون مثل هذه الأغاني ويرددون هذه الهتافات التي تتخطى في أضرارها أي هتافات عنصرية، ولكي أكون أميناً فقد توقعت هتافات مسيئة من جماهير أرسنال ضدي، لكن لم أتخيل أن تصل الأمور إلى هذا الحد”.
وأضاف: “من الجيد أنني لم أتأثر بما حدث، فقد تعلمت الكثير خلال السنوات الماضية التي تعرضت خلالها لكثير من المضايقات الجماهيرية، والآن لدي قناعة تامة بأن الرد النموذجي على مثل هذه الأفعال المشينة يكون بتقديم الأداء الجيد في الملعب، والتمسك بالإيجابية بدلاً من الانزلاق إلى مهاترات لن تجدي نفعاً”.
وتحدث أديبايور لصحيفة “الصن” قائلاً: “سيكون من العار أن يتذكر الناس الهتافات العنصرية، وشتائم الكراهية، ولا يفكرون في التفاصيل الفنية والكروية، يجب أن نستمتع بكرة القدم بعيداً عن هذه الأجواء البغيضة، وأنا شخصياً أشعر بالرضا عن نفسي، لأنني تعاملت بكبرياء وحافظت على وقاري وهدوئي في مواجهة الأغاني المسيئة التي رددها الجمهور على أنقاض الموتى، لقد لعبت لفريق أرسنال 3 سنوات، وسجلت 46 هدفاً في 105 مباريات، وسوف أظل فخوراً بأنني كنت جزءًا من هذا النادي، ولن أندم على ذلك أبداًَ على الرغم من تعرضي للإهانة على يد جماهير هذا الفريق، وأعترف بأنني أخطأت حينما احتفلت بطريقة انفعالية بالهدف الذي سجلته لمان سيتي في مرمى أرسنال، ولكنني اعتذرت عن هذا الخطأ في حينه” واختتم أديبايور: “أعلم أن جماهير أرسنال تشعر بالاحباط وخيبة الأمل بسبب تراجع نتائج الفريق في الوقت الراهن، وأعلم أن هزيمة فريقهم على يد توتنهام في “الديربي” اللندني ليست بالأمر السهل بالنسبة لهم، ولكن لا أدري ماذا فعلت لكي يوجهوا لي كل هذه الشتائم، عموماً سوف أسعى بكل قوة للحفاظ على صورتي كلاعب محترف، فأنا الآن لاعب في صفوف توتنهام، وهو الأمر الذي قد لا يرضى عنه غالبية جماهير أرسنال، ولكن هذا الأمر لا يعنيني من قريب أو بعيد، إذ يجب أن أفعل كل ما أستطيع لخدمة فريقي الحالي، أريد أن أشكر جماهير كرة القدم الذين ينتصرون للروح الرياضية، وبعد نجاتي من الموت في أنجولا لن أشعر بكثير من الألم جراء عدة هتافات مسيئة أتعرض لها الآن”.
عدد اليوم
