الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آرشا كافياني: آمل أن أكون موهوباً

آرشا كافياني: آمل أن أكون موهوباً
10 مارس 2009 23:38
وفاءً للبلد الذي ولد فيه واحتضنه وحمّله في حقيبة السفر الذكريات والآمال، عزف أرشا كافياتي، عازف البيانو الإماراتي المولد، الإيراني الأصل لأول مرة أمام الجمهور مقطوعة ''فانتاسيا'' من تأليفه، بعد أن وجد أنها باتت حاضرة لتسمع علناً، وذلك ليل السبت الماضي في مهرجان العين التاسع للموسيقى الكلاسيكية· وقال لـ''دنيا'' في حوار سريع :''فانتاسيا هو نوع من الموسيقى الحرّة راج كثيراً في القرن العشرين، وما ألّفته لمدة ست أو سبع دقائق ينتمي إلى هذا الشكل الموسيقي في جزء كبير منه، إنما هذا لا يعني أن القطعة الموسيقية لا شكل لها''· أما لماذا وجد أنه حان الوقت لعزفها أمام الجمهور على البيانو-''الآلة التي أعشقها'' كما قال- فهو لأنه في السابق كان لا يزال يحضّرها، وأضاف: ''إنها خلاصة عمل سنة، طوّرتها خلال العام السابق كلّه، ووجدت أنه من المناسب أن أردّ الجميل للبلد الذي ولدت فيه وترعرت خصوصاً أن الإمارات لم تتوقف عند هذا الحدّ في عطائها لي، فهي أكثر من كونها نمت وتطورت تحت ناظريّ إذ شهدت مبانيها ومساحاتها تتشكّل، لا بل شاركت في المسابقة الموسيقية الأولى من خلال الإمارات وفزت، وكانت المسابقة في البحرين مخصصة لدول الخليج، ما سنح أمامي آفاقاً أخرى أوصلتني إلى منحة للدراسة في أهمّ المدارس الموسيقية في بريطانيا (مدرسة شيثام للموسيقى في مانشستر)· واليوم، وبفضل رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الدكتور زكي نسيبة، ها أنا أعود للمشاركة في مهرجان العين للموسيقى بموازاة مشاركة فرق أوركسترا عالمية''· البيانو أرشا كافياني، ولد في دبي العام ،1990 وبدأ العزف على البيانو منذ السادسة من عمره، وفي الرابعة عشرة فاز بجائزة مسابقة الخليج للموسيقيين الناشئين في فئة العزف على البيانو، وشارك في العام عينه لأول مرة في العزف مع أوركسترا ''سينت سينز أفريكا فانتاسي''، وذلك كعازف مع ''أوركسترا دبي شامبر''· وفي العام ،2006 فاز مرة ثانية في مسابقة الخليج للموسيقيين الناشئين بالميدالية الذهبية، وحاز منحة للدراسة الموسيقية في بريطانيا، حيث أمضى العامين المنصرمين مكبّاً على صقل موهبته ومشاركاً في العزف في عروض وفي مسابقات· فاز بالجائزة الأولى في مسابقة ''كونسيرتو بروكوفيف الثاني'' وعزف مع ''أوركسترا سيمفوني إسطنبول''، وعزف في أبريل العام 2007 لمناسبة افتتاح ''ستينواي أند سونز'' في منطقة الشرق الأوسط وقام بجولة موسيقية في بريطانيا· في ربيع العام ،2008 سافر أرشا إلى موسكو، حيث قام بعزف منفرد وشارك في موسيقى الحجرات· وفي أبريل من العام نفسه عزف لشوبان/ جودوفسكي على البيانو في عيد ميلاد الموسيقار رونالد ستيفينسون الثمانين في سانت جونز سميث في لندن· وفي يونيو، عزف مقطوعة فانتاسيا كونترابونتيستيكا للموسيقار بوسوني، وسجّلها· عشق الموسيقى يدرس أرشا حالياً في كلية نورثرن الملكية للموسيقى، واختير لتصفيات مسابقة ''آر· إن· سي· إم· كونسيرتو''، ولابتعاده خلال العامين المنصرمين عن الأهل وعن الإمارات، قال: ''ثمة تضحيات كان لزاماً عليّ القيام بها، خصوصاً أنني قررت مساري في عالم الموسيقى منذ الرابعة عشرة من عمري· الموسيقى شغفي الحقيقي، وبالتالي لا بد من تقديم عدد من التضحيات كالابتعاد عن البلد الذي استقبل أهلي ذي الأصول الايرانية منذ 24 سنة، فولدت فيه وكبرت وبات لي فيه أصدقاء وذكريات حملتها معي إلى حيث توجّهت· وبشكل عام، على الموسيقي أن يقضي الكثير من الوقت وحده ليركّز ويتدرّب ويعزف، وهذا ما يجعلني أقل اختلاطاً بالأصحاب ولكن هذا لا يعني أنني لست اجتماعياً··· لكن ليس بوسعي أن أمضي الكثير من الوقت مع الأصحاب مثل سواي· حين نلت المنحة لأسافر إلى بريطانيا، وجدت الأمر صعباً إذ ليس سهلاً أن أقول ''وداعاً'' لأهلي وأصدقائي وأذهب· وجدت بعض الصعوبة في أن أقيم التوازن الصحي بين عشقي للموسيقى وسعيي لتحقيق هدفي فيها والتواصل المستمر مع المحيط· ولكن ريثما التقيت بأصحاب جدد، حيث أدرس، وهؤلاء يتعلّمون مثلي وعليهم أن يمضوا وقتاً في العزف، فبدأت أتعلّم كيف أوازن بين أولويات الحياة كموسيقي· فأنا ليس لديّ دواماً محدداً كأن أعزف لعدد محدد من الساعات في اليوم، وأمضي الوقت الباقي منصرفاص إلى شؤون أخرى· فقد أجلس لعشرة ساعات وأنا أعزف في يوم من الأيام لأجلس في اليوم الذي يليه لثلاث ساعات فقط· الموسيقى كما الرسم وتأتي في الغالب بشكل عفوي، وترتبط بمزاج المرء''· وأضاف: ''الموسيقى أمر بارز في حياتي، وهي مسيطرة على كل شيء فيها، كما أرى نفسي، وليس بوسعي أن أرى نفسي إلا في هذا المجال وهذا المكان''· سألناه إذا كان يعتبر نفسه موهوباً في الموسيقى، فأجاب: ''آمل أن أكون موهوباً''· البدايات في الإمارات آرشا كافياني، ابن الثامنة عشرة، تحدث عن الأجواء الموسيقية في الإمارات التي يبدو أنها واكبته، إذ قال: ''لقد قدم والديّ إلى الإمارات، منذ 24 سنة، ولا يزالان هنا، في حين اضطررت للسفر والإقامة وحدي في بريطانيا منذ سنتين على إثر حصولي على منحة· في البداية، كان شقيقي الأكبر مني يتعلّم العزف على البيانو، ومنذ السادسة من عمري أبديت انجذابي إلى هذه الآلة، فتحمّس أهلي وبدأوا في تعليمي البيانو· كانت الدائرة الموسيقية في دبي صغيرة جداً ومحدودة، وكان لدينا أستاذة اسمها هافوري ميهتا، مقيمة في دبي، علّمت شقيقي وعلّمتني العزف على البيانو· لاحظت ميهتا موهبتي فشجّعتني أيضاً··· شقيقي أيضاً موهوب في الموسيقى وقد اختار لاحقاً العزف على آلة الجيتار، وهو حالياً في كندا يتابع تعليمه في مجال استراتيجيات التمويل''· وأضاف: ''لقد توسعت الدائرة في الإمارات وكما شهدت نمو إمارة دبي العمراني، أشهد اليوم نمو أبوظبي في المجال الموسيقي، فالفرق الأوركسترالية التي باتت تشارك في مهرجانات ومواسم أبوظبي هي من أهم الفرق العالمية يلاحقها الناس في العالم لسماعها تعزف· كما توسعت الدائرة التعليمية الموسيقية كما أسمع وأنا في بريطانيا وأشهد في زيارتي إلى أبوظبي، وإنه من اللافت ما تصرفه أبوظبي بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله من أجل التنمية الثقافية، وهذا بالفعل مذهل ومحفّز''· ويلاحظ: ''الفرق المهمة عالمياً تتشجع للقدوم إلى أبوظبي، وأنا حين طلب مني الدكتور زكي نسيبه (نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث) أن آتي لأعزف في مهرجان العين، تحمّست كثيراً للفكرة وأحببت أن أقدم ما ألّفته لأول مرة في الإمارات· وكما أرى، باتت الأجواء الموسيقية هنا مؤهلة لاستيعاب الفرق الأوركسترالية والعازفين العالميين، ولا أمانع أبداً في القدوم والعودة والبقاء في البلد الذي ولدت فيه؛ لأن ثمة ما يشجّع فعلاً في مجالي· صحيح أنني لا أحمل الجنسية، لكن الإمارات بيتي وذكرياتي'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©