خولة علي (دبي) - مريم العبدولي فنانة عبرت بوابة التصميم، إلى تقديم الهداية في مختلف المناسبات بطريقة لافتة، ترجمتها عبر أفكار وصور مختلفة، تحاكي شغف الطفولة تارة، وتعبر عن أجمل اللحظات تارة أخرى، من خلال أفكار تحولها إلى مجموعة من التكوينات المبتكرة، تظل ذكرى جميلة محفوظة.
وعن حبها لهذا الفن، تقول مريم العبدولي: ما دفعني إلى أن امتطي صهوة هذا الفن والغوص في أعماقه، هو ولعي بالأشغال والفنون اليدوية، حيث وجدت نفسي متشبثة به، لدي رغبة جامحة، في العبث بكل خامة قد تتناولها يدي لأحولها إلى قطعة مزدانه وذات مظهر أنيق وجذاب، فكثيرا ما تسمرت قدماي أمام كل من يبدع في تغليف هدية معينة، فبقدر ما كان هذا المشهد مشوقاً وممتعاً بالنسبة لي، بقدر ما كان الأمر يدفعني إلى خوض هذه التجربة.
تصميم البطاقات
وعن الصعوبات التي واجهتها لم أقف أمامهما مكتوفة الأيدي، إنما شرعت في تلبية رغبة الأصدقاء في تغلف هداياهم، والتي كانت بالنسبة لي بداية الخوض في تصميم البطاقات وأظرف المناسبات، التي بدات بها وبشكل فعلي، عندما شرع أهلي بمفاجأتي، في تجهيز غرفة بكامل معدات وأجهزة الطباعة الملحقة بجهاز كمبيوتر يضم احدث برامج التصميم، فكان الأمر بالنسبة لي تحدياً، ورغبة في خوض هذا المجال الذي لطالما أبدعت فيه، إلى جانب معرفتي الجيدة في استخدام برامج التصميم بحكم تخصيصي في مجال العلوم التطبيقية من جامعة زايد. وتتابع العبدولي: من النماذج التي صممتها، أظرف للعيدية وعادة ما تكون مستوحاة من مفردات وملامح هذه المناسبة، كما أحاول أن تجذب الفكرة الأطفال من خلال تصميمها وفق بعض الشخصيات الكرتونية المحببه لديهم، خاصة في حفلاتهم، وفيما يتعلق ببطاقات المواليد والتوزيعات، فأزينها بدمى الصغيرة، التي تحاكي نوع جنس الطفل، أما بطاقات حفلات الزفاف فأخذ فكرة وافية حول نمط الكوشة وتفاصيلها، وعلى ضوء المعلومات المتوافرة، أقوم بتصميم نموذج البطاقة.
أفكار العمل
وعن أنواع الخامات المستخدمة فتوضح العبدولي، من حيث الخامات، استخدام كل ما هو جديد وغريب بما يخدم أفكار العمل والتصميم سواء كان تغليف أو توزيعات أو حتى البطاقات، بدءا من ورق تغليف الهدايا المزخرف والتيشو والخيش، حتى مختلف الأقمشة، كالمخمل والتول والأورجنزا والدانتيل، واكسسوارات التزيين أيضا كثيرة ومتنوعة، منها شرائط الساتان والمخمل والورود الصناعية، وبعض الدمى الصغيرة وكل خامة تتماشى مع طبيعة الفكرة أو المناسبة.
وقال إن هناك أيضا الاكسسوارات الأساسية، مثل الأقفاص والسلال والصناديق الخشبية والعلب الجلدية وغيرها من الأشياء التي يمكن وضع الهدية فيهــا حتى تقدم بشكل فخم وأنيق، حيث يكمن الابداع عند استخدام خامات جديدة وغريبة والابتعاد عن التقليد والتكرار، بالإضافة إلى عرض فكرة المناسبة بطريقة لافتة وجذابة.
وأضافت، كثيرا ما كنت أجلب بعض الخامات التراثية، كالجفير والمهفة، وبعض التفاصيل الدقيقة والصغيرة، من بعض الدول المجاورة، نظرا لوجود الحرفيين الذين لا يزالون ينتجون بعض المشغولات الحرفية التراثية كقطع ونماذج صغيرة، فكنت أستعين بها في عمل بعض التوزيعات المتعلقة بليلة النصف من شعبان وغيرها من المناسبات الاجتماعية الاخرى.
التجديد الدائم
أما عن التجديد، فتؤكد العبدولي أن المرء لا بد أن يكون دائما متجدداً ومبتكراً من خلال الاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد حول محط ونقطة اهتمامه، وهي تثري خيالها من خلال الاطلاع على الأعمال الفنية، والمشغولات اليدوية التي تحاول تحسسها لكشف سرها، والمواقع الالكترونية الثرية بالمعلومات والصور، التي تعتبر بحراً من الأفكار والعلوم، ويمكن أن يبحر في تفاصيلها عبر الولوج في عالم الانترنت، إلى جانب حضور المعارض والورش الفنية، التي تحقق المتعة والفائدة، فهي تحب أن تكون مبدعة في هذا المجال لما يتركه من أثر جميل في ذاتي، عندما تجد أحد منتجاتها لقي تجاوباً بين الآخرين. وتذكر العبدولي أنها كانت لها مشاركات محدودة في عدد من المعارض، نظراً لانشغالها في تنفيذ الطلبات التي تمنعني في كثير من الأحيان من المشاركة في هذه المحافل، لكنها تروج لأعمالها عن طريق مواقع التواصل الإلكتروني وخدمات الهواتف الذكية، وهي تطلع مستقبلا إلى إقامة مشروعها الخاص والوجود في سوق العمل.
إضاءة
ترى مريم العبدولي أنه لا يمكن أن يبحر المرء في ذاته دون أن يجد شيئاً ما يميل إليه ويأنس به، وإن كنا مؤمنين بأن الموهبة عطاء من الله تعالى، لكن هذا لا يمنع أن يستكشف المرء ذاته، من خلال ممارسة بعض الانشطة والاعمال، عبر التجربة وتنمية مهاراته.
عدد اليوم
