تقدم تركي صوب مقر العمال الكردستاني في جبال قنديل

أكدت مصادر عسكرية تركية أن قواتها تتقدم صوب مقر حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل قرب الحدود العراقية الإيرانية في وقت أعرب البيت الأبيض عن أمله في ان تكون العملية العسكرية ''قصيرة'' وان تستهدف الانفصاليين الأتراك ، مبديا تفهمه لدوافع أنقرة· وفيما جددت الحكومة العراقية الاعراب عن خشيتها من ان يؤدي طول أمد التوغل، إلى صدام بين الجيش التركي وقوات ''البشمركة'' الكردية العراقية، تعهدت الأخيرة بالدفاع عن نفسها متهمة القوات التركية باستهداف القرى الكردية· وفي أحدث حصيلة، أعلن الجيش التركي ان 41 متمردا وجنديين تركيين قتلوا أمس ما يرفع عدد القتلى إلى 153 متمردا كرديا و17 جنديا تركيا بالتوغل التركي منذ الخميس الماضي، مؤكدا ان الاشتباكات الضارية ما زالت مستمرة في حين نقلت وكالة ''فرات نيوز'' الموالية للمتمردين عن مسؤول في حزب العمال أمس أن حصيلة الخسائر التركية بلغت 81 جنديا على الأقل· وذكرت صحيفة ''حريات'' التركية أن معسكرات حزب الانفصالي في منطقتي زاب ووادي جيمجو دمرت وتستهدف قوات الكوماندوز مدعومة بطائرات ''إف - ''16 قاعدة قنديل التابعة للحزب· وأعلنت عناصر من البشمركة ان الغارات الجوية استمرت طوال ليلة الأحد الاثنين في هاكورك أحد معاقل حزب العمال الكردستاني على مسافة 20 كلم من الحدود التركية وفي محيطها· وذكرت وكالة أنباء الاناضول شبه الرسمية ان حركة المروحيات تكثفت بين بلدة جوكورجا التركية القريبة من الحدود وشمال العراق إضافة إلى عبور طائرات مطاردة· وبث الجيش التركي أمس شريط فيديو للعملية يظهر جنودا يرتدون أزياء مموهة ينزلون من مروحيات تقلع من قاعدة غير محددة ترافقها مروحيات قتال· في الوقت نفسه، دافع المتحدث باسم الحكومة التركية جميل تشيشك أمس عن التوغل قائلا إن تركيا بمقتضى القانون الدولي تملك حق الدفاع عن النفس ومنع حزب العمال من استخدام العراق كقاعدة لشن هجمات على أهداف مدنية وعسكرية· وقال ''لقد أبلغنا العالم بأنشطة الحزب في شمال العراق· وكنا نريد أن يتخذ إجراءات لكن للأسف قمنا بهذه العملية نظرا لعدم الالتفات لدعوات تركيا· وتابع تشيشك قائلا ''لقد قلنا منذ البداية إن منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية هي هدفنا الوحيد '' مضيفا أن الشعب العراقي صديق لتركيا· وقال تشيشك إن القوات التركية ستعود إلى الوطن فور نجاحها في تدمير قدرة حزب العمال بحيث لا يصبح قادرا على التسلل إلى الحدود التركية لتنفيذ هجماته· ورفض التكهن بموعد هذه العودة· في واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو للصحفيين ''من الواضح ان هذا ليس وضعا مثاليا ونأمل أن يكون هذا توغلا قصير المدى بحيث يتسنى لهم التعامل مع هذا التهديد''· وقالت ان المسؤولين الأميركيين على اتصال مع الحكومة التركية وأشادت بالحوار بين أنقرة والقيادة العراقية حول المشكلة· وشددت على ان الرئيس جورج بوش ''كثيرا'' ما دعا تركيا إلى التحلي بضبط النفس في هذه العمليات، موضحة ان ''ذلك لم يتغير''· مضيفة ''نحن على اتصال وتحاور مع الطرفين التركي والعراقي للعمل على ان تكون هذه العملية محدودة وان تستهدف حزب العمال الكردستاني وتتجنب سقوط ضحايا مدنيين''· وأضافت بيرينو ''لكننا نتفهم حرص تركيا على حماية مواطنيها''· وفي بغداد، قال موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي إن مثل هذه العملية يمكن ان تكون لها عواقب خطيرة للغاية على جزء من العراق كان يتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية البلاد· وحين سئل عما إذا كان قلقا بشأن اندلاع مصادمات بين القوات التركية وقوات البشمركة قال للصحفيين في بغداد ان احتمال وقوع مثل هذه المصادمات يتزايد كلما تقدم الجنود الاتراك لمسافة أكبر داخل الأراضي العراقية وطال بقاؤهم·