الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة إلى ثقافة الفقر ورحلة داخل حقل ألغام الإرهاب

عودة إلى ثقافة الفقر ورحلة داخل حقل ألغام الإرهاب
10 مارس 2009 23:42
فيلم Slumdog Millionaire، الذي رأى الصحفي اللبناني جهاد الزين في فوزه بالأوسكار لأفضل إخراج إنه ''الحدث الأبرز في مجال الثقافة السياسية العالمية''، ودليل على العودة إلى ''ثقافة الفقر'' في ظل الأزمة المالية - الاقتصادية العالمية الضخمة· وكتب: ''لا أظن أن هوليوود خارج الموجة (الأوبامية) -رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما- التي ساهمت أصلاً في وصولها''· وقد فاز الفيلم بالجائزة الرئيسية من بين ثماني جوائز أوسكار نالها الفيلم نفسه وأبرزها جائزة أوسكار لأفضل فيلم في العام ···2009 الأوسكار الذي تمنحه أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في عاصمة السينما هوليوود· وجاء الفيلم بتمويل وإخراج بريطانيين فالمخرج هو داني بويل، أما التمثيل فهندي· كتب السيناريو سيمون بوفوي، وشارك في التمثيل ديف باتل في دور جمال مالك، وأنيل كوبر في دور بريم كومار، وسوراب شوكلا وراجيندراناث زوتشي وجينيفا تالوار وفرايدا بينتو وايرفان خان، وأزراهودين محمد إسماعيل الذي مثل دور سليم شقيق جمال وهو صغيراً، وآيوش ماهيش خيديكار في دور جمال صغيراً· قصة الفيلم هي قصة شاب فقير اسمه جمال مالك، يشارك في النسخة الهندية من برنامج ''من سيربح المليون؟'' ويربح فينطلق من العدم إلى الثروة الطائلة، فيعود إلى سرد حياة الفقر في أزقة وشوارع بومباي حين لم يكن أمله منصباً على ربح الجائزة لتغيير حياته، إنما في الإطلالة على الشاشة كي تراه الفتاة التي يحبّها· الفيلم ومن خلال قصة الشاب، يعتبر تشريحاً صادقاً للمجتمع الهندي عبر سنوات، ترعرع هذا الشاب، تمرّ بسلاسة فاضحة بقسوة الاختلافات الطبقية والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية وتبدّلاتها· يتهم الشاب بالغش في المسابقة ويتعرض للتحقيق في أحد مراكز الشرطة، وحين يُسأل عن كيفية معرفته بالإجابة الصحيحة لكل سؤال يطرح عليه، نعود مشهدياً إلى الظروف القاسية التي عاشها في فقره والأحداث التي جعلته يعرف الإجابة الصحيحة· يمتزج الحاضر بالماضي في ''فلاش باك'' يأتي سلساً من دون إطالة في السرد، وتأتي الشاشة الصغيرة العنصر الثالث، حيث يطل الشاب في البرنامج ويجيب عن الأسئلة· الـ سي آي ايه في مواجهة آل سليم ''بودي أوف لايز'' أو ''جسم من الأكاذيب''، مغامرة شبيهة بالواقع في إطار الحرب الأميركية ضد ''الإرهاب'' في عالم الجاسوسية الشائك والخطر· يستند يالفيلم على رواية ديفيد اجناطيوس ويحمل اسم الرواية نفسها، عن عميل في الـ''سي آي إيي''- وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية- ينتقل من العراق إلى الأردن في إطار مهمة القبض على إرهابي كبير اسمه آل سليم · أخرج الفيلم ريدلي سكوت، وكتب السيناريو ويليام موناهان، من بطولة ليوناردو دي كابريو ''الجاسوس الأميركي فارس أو روجيه فاريس''، وراسل كروو ''في دور إد هوفمان في مرتبة أعلى من فارس ويدير العمليات من واشنطن'' ومارك سترونغ ''في دور هاني سلام المسؤول عن المخابرات الأردنية'' وفينس كولوزيمو والممثلة الإيرانية غولشيفتيه فراحاني· كيف تنشأ الكذبة أو هي الأكاذيب المبتكرة في سبيل القبض على آل سليم، بعد أن يتخلّى ''الإرهابيون'' عن أسلوب التواصل الإلكتروني ويستعيضون عن الهاتف والإنترنت بالأوراق التي تدسّ في أماكن محدّدة وبالتواصل المباشر الشفهي· لم يجد فاريس سوى أسلوب جذب انتباههم ليخرجوا من جحورهم عبر اختراع كذبة تفجير ينفّذ في الواقع تكون ضحاياه جثثاً استقدمت خصيصاً لإضفاء الصدقية على الحدث، وتلبيس التهمة لرجل أعمال له علاقات تجارية مع مجموعات تعتبر ''إرهابية''، وهو في الواقع لا علاقة له بنشاطات خارج إطار عمله· هذه الفكرة كان هدفها الإعلان عن مجموعة وهمية جديدة تنفذ أعمال التفجير وتتبنّى الحادث لجذب آل سليم إلى تواصل مبني على الغيرة والغضب لعدم معرفته بما جرى من دون تخطيط وتوجيه منه شخصياً· تنقلب الطاولة في عالم المخابرات المتداخل، وللكذب ثمن كاد يدفعه فاريس وصديقته الإيرانية عائشة ''تلعب الدور الممثلة الإيرانية غولشيفتيه فراحاني''، وهي ممرضة في الأردن، كونه لم يكن صريحاً بمخططاته مع مسؤول المخابرات الأردني، وهو كان قد اتصل به على أساس التنسيق من أجل الكشف عن خلية آل سليم· فقد كانا، فاريس ومعاونه الأردني المتعامل مع وكالة الاستخبارات الأميركية، يراقبان منزلاً تأكدا مع المخابرات الأردنية بأنه يستخدم لخلية من الإرهابيين بعد أن زرعا عميلاً لهما اسمه كرامي· غير أن قرار هوفمان من واشنطن للمعاون الأردني لديهم بخطف كرامي بعد أن رفضت المخابرات الأردنية تسليمه لـ''السي آي إيه''، جعل المخطط يفشل، بحيث أن كرامي نجا من عملية الخطف وأبلغ الإرهابيين بما يجري فأخلت المنزل وأحرقته· هنا بدأت الشكوك من قبل هاني مسؤول المخابرات الأردني حيال فاريس، واعتبر أن فاريس هو الذي قام بالأمر، فيما الأخير لم يكن على علم إطلاقاً بالقرار الأميركي من هوفمان إلى معاونه· خطورة وسرية ومكائد وخطوط حمراء، وتعاون ليست الصراحة المطلقة من أساسياته، يجعل الأمور تنقلب لصالح الخلية الإرهابية، غير أن تدخل المخابرات الأردنية يأتي لجعل فاريس الطعم للقبض على آل سليم وخليّته في اللحظة الحاسمة وقبل قطع عنق فاريس أمام عدسة الفيديو· فيلم يظهر التكنولوجيا الهائلة لوكالة الاستخبارات الأميركية المتابعة لكل الخطوات عبر الأقمار الصناعية، وفي مقابلها الخلية التي تمكنت من العبث في الأمن في عدة أماكن من العالم متخليّة تماماً عن الأساليب التكنولوجية مما يجعل مسألة التقاط خيوط لتتبعها أو مراقبتها والقبض عليها، من العمليات المخابراتية الشائكة· هذا التضاد والازدواجية والعمل غير المعلن حتى ضمن الفريق الواحد، تدفع فاريس إلى الاستقالة وعدم قبول عرض العمل المكتبي مع هوفمان، وفي المشهد الأخير نراه يشتري الخضار والفواكه من إحدى البسطات الأردنية من دون أن ندري إذا قرر إعادة الاتصال بعائشة أو تركها وعدم توريطها في مسائل تتجاوزها· وهنا كانت النهاية المتروكة لخيال المشاهد وما يحبّ أن تؤول إليه الأمور، وكذلك كان المشهد الأخير من الأقمار الصناعية لعميل المخابرات ''السابق''، حيث أصدر هوفمان القرار بعدم متابعة مراقبته
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©