أيدت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (البرلمان الأوروبي) في ستراسبورج شرقي فرنسا فجر أمس طلب ضم دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة بعضوية كاملة، فيما أقر المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو” مبدئياً طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عضويتها في المنظمة.
وفي ختام جلسة نقاش بشأن “الديمقراطيات الناشئة” في العالم العربي، دعا النواب الأوروبيون أعضاء مجلس الأمن الدولي، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وجمهورية البوسنة والهرسك، إلى “تأييد الطلب الرسمي لانضمام فلسطين كعضو كامل الى منظمة الأمم المتحدة”. وقالوا”إن استقرار العالم العربي، الذي يتطلع إلى الديموقراطية، سيكون أسهل إذا تمت تسوية النزاعات الكبرى المستمرة في المنطقة”. ودعوا الفلسطينيين والاسرائيليين إلى “انتهاز الفرصة السانحة من الثورات العربية لإحياء مفاوضات السلام”.
من جانب آخر، أوصى مجلس “يونيسكو” التنفيذي في باريس بأغلبية 40 صوتاً واعتراض 4 دول بينها الولايات المتحدة وامتناع 14 دولة بينها فرنسا وإسبانيا عن التصويت، المؤتمر العام للمنظمة المقرر عقده في الفترة من 25 أكتوبر الحالي إلى 10 نوفمبر المقبل بقبول طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة.
ويُعتبر ذلك تأييداً رمزياً قوياً لطلب عضوية الأمم المتحدة انتقدته فرنسا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو لصحفيين في باريس “إن الأولوية الآن لاستئناف المفاوضات ويونسكو ليست المكان المناسب ولا مؤتمرها العام هو الوقت المناسب لذلك”. وأضاف “في ما يتعلق بوضع فلسطين، فإن المحادثات تجري في نيويورك”.
كما دعت الولايات المتحدة إلى رفض الطلب بالإجماع. وقال مندوبها لدى المنظمة ديفيد كيليون في بيان أصدره بهذا الشأن “إن الولايات المتحدة تدعو كل الوفود إلى الانضمام لها في رفض هذه التوصية”.
وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان ضغوطاً على الدول الأعضاء في المنظمة وعددها 193 دولة شديدة لإفشال التصويت. وقال لصحفيين في رام الله “هناك ضغوط هائلة وغير معقولة تمارسها دول عديدة وكبرى ضد عضويتنا، وهذه الضغوط تمارسها أساساً إسرائيل والولايات المتحدة بشكل فظيع جدا وقد جندتا معهما بعض الدول حتى لا يتم التصويت أو يفشل لكننا مستمرون”. وأضاف “نتمتع الآن بعضوية مراقبة وإذا أخذنا العضوية الكاملة نستطيع أن نقدم، كدولة، مشاريع قرارات مباشرة للمنظمة وأهمها تسجيل المواقع الأثرية والدينية الفلسطينية في قائمة التراث العالمي، لا سيما أن إسرائيل تحاول تزوير التاريخ لتقول إن بعض هذه المواقع اسرائيلية وتحاول تسجيلها على أنها كذلك”. وأوضح “عضويتنا في اليونيسكو ستمكننا، بالتأكيد، من حماية تراثنا الديني والتاريخي والحضاري في عموم الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين التي تتعرض لحملات تهويد إسرائيلية من خلال محاولات طمس هويتها الفلسطينية”.
في غضون ذلك، بدأ عباس جولة في أوروبا وأميركا اللاتينية ، تشمل فرنسا والبرتغال والدومينيكان والسالفادور وكولومبيا، لحشد التأييد لطلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فشل مبادرة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط الأخيرة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال جوبيه لعدد من النواب الفرنسيين في باريس “دعا اعلان اللجنة الرباعية الصادر في 23 سبتمبر الماضي الى استئناف المفاوضات، متضمناً الكثير من الأفكار التي طرحناها، على اساس جدول زمني وتكثيف وتيرة التفاوض وتنظيم مؤتمرين دوليين واحد للمانحين وآخر للسلام في موسكو”. وأضاف “لم يصدر حتى الآن رد رسمي من الإسرائيليين أو الفلسطينيين ولكن، لنكن مباشرين، لم تلق هذه المبادرة أي صدى حتى الآن. ببساطة لأن الرئيس عباس أعاد التأكيد في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة أن وقف الاستيطان هو شرط مسبق قبل استئناف المفاوضات ولأن الاسرائيليين اعلنوا فورا خطة بناء 1100 وحدة سكنية جديدة في إحدى المستوطنات”.
وقال جوبيه “إن الاقتراح الفرنسي الذي تبنته اللجنة الرباعية هدفه التوصل إلى دولة اسرائيلية للشعب اليهودي، وهي صيغة أفضل من القول بدولة يهودية، ودولة فلسطينية للشعب الفلسطيني مع احترام الاقليات في كل دولة”.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند لصحفيين في واشنطن بأن اللجنة ستجتمع في بروكسل يوم الأحد المقبل لبحث اقتراح جديد لاستئناف المفاوضات. وسيلتقي مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل مع مسؤولين ألمان وفرنسيين وبريطانيين في برلين وباريس ولندن قبل أن يحضر اجتماع بروكسل. واستبعدت القيادة الفلسطينية نجاح مسعى اللجنة الجديد. وقال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية إن اللجنة لا تمتلك أكثر من بيانها الأخير، خاصة بعد تصريح جوبيه بأن مبادرتها فشلت.
عدد اليوم
