الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار يسيطرون على موقعين جديدين في سرت

الثوار يسيطرون على موقعين جديدين في سرت
6 أكتوبر 2011 17:04
دارت اشتباكات عنيفة في سرت أمس، وتمكن الثوار من السيطرة على موقعين جديدين، وأكدوا أن المدنية ستصبح تحت سيطرة الثوار خلال يومين، في الوقت الذي درس فيه حلف شمال الأطلسي شروط إنهاء عملية ليبيا في بروكسل أمس. واندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين الثوار الليبيين والكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي في محيط قاعة “واجادوجو” للمؤتمرات شرق مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، وتتعرض سرت لهجوم متواصل منذ نحو 3 أسابيع، حيث تواجه قصفا شبه متواصل من الثوار وضربات جوية من طائرات حلف شمال الأطلسي. وقال القائد عادل الحاسي أحد القادة العسكريين لقوات الثوار إن “أكثر من نصف المدينة يخضع الآن لسيطرة الثوار... وخلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله”. وأضاف الحاسي أن “الثوار سيطروا على المنطقة السكانية الأولى والثالثة. كما تمت السيطرة على منطقة القرضابية وأبوزهاية شرق سرت.. ويشق الثوار طريقهم نحو وسط المدينة حالياً”. وكان الثوار سيطروا أمس الأول على بلدة قصر أبوهادي مسقط رأس القذافي. من جهة أخرى، قال المواطن محمد الميل أحد النازحين من سرت إن المدينة تعيش وضعا صعبا وإن الأوضاع الإنسانية والمعيشية تفاقمت، وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه إلى جانب النقص في المواد الغذائية والوقود والمستلزمات الطبية. وأوضح أن أهالي سرت ما زالوا يواصلون عمليات النزوح منها بسبب المعارك الضارية الدائرة وتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية. إلى ذلك أعلن مسؤولون في حلف شمال الأطلسي “الناتو” أن أعضاء الحلف بحثوا أمس في بروكسل الشروط اللازمة لإنهاء العملية العسكرية في ليبيا، حيث تتركز آخر المعارك في ضواحي معقلي القوات الموالية للقذافي. وتراجع عدد الغارات التي نفذتها طائرات “الناتو” كثيراً خلال الأسابيع الماضية مع شن غارة جوية واحدة للحلف الثلاثاء. ويرتبط هذا التراجع بطبيعة المعارك التي تتركز في سرت وفي بني وليد. وقال مسؤول طلب عدم كشف اسمه إن “الغارات الجوية ليست بالضرورة الأداة المناسبة لمواجهة مثل هذه التهديدات”. وأضاف أن “قناصاً على سطح مبنى لا يشكل بالضرورة هدفاً” لمقاتلة. وقال مسؤول في “الناتو” إن “هناك نية واضحة لإنهاء المهمة”. وأكد أن قراراً بهذا المعنى قد يتخذ بحلول نهاية أكتوبر إذا استمر الوضع على ما هو عليه ميدانياً. وأكد أمين عام الحلف آندرس فوج راسموسن أمس أن الحلف “سيواصل العملية طالما دعت الحاجة لكنه مصمم على إنهائها في أقرب فرصة”. من جهة أخرى، ترسم القصص التي يرويها السكان الهاربون من سرت صورة قاتمة للحياة داخل المدينة. وقال مسعود عويدات الذي خرج لتوه من المدينة في سيارة أصيب زجاجها الأمامي وبابها بالرصاص “الوضع لا يمكن تصوره هناك.. يزداد سوءا يوما بعد يوم.. لا يوجد طعام. هناك حرائق.. المساكن مدمرة”. وينام السكان الذين تملكهم الخوف في الشوارع وتحت السلالم خشية سقوط الأسقف فوقهم ليلاً. وتحدث الفارون عن أسرتين أصيبت سيارتهما بقذائف صاروخية لدى خلال محاولتهم الفرار من المدينة. وربط رجل سرواله بحبل حتى لا يسقط لأنه لم يأكل منذ فترة طويلة. وقال “كان مناسبا لمقاسي”. ورغم أن الثوار كانوا يوزعون أغذية ومشروبات في أكشاك متنقلة على طول الطريق، قال فتحي الناجي وهو يقضم شطيرة تونة “لم آكل خبزا منذ أسابيع”. وكان اليأس باديا على الكثيرين ممن غادروا المدينة أمس. وتجول رجلان وثلاث نساء من تشاد على جانب الطريق على مقربة من البلدة ومعهم 9 أطفال وبلا أمتعة وقالوا إنهم كانوا يعيشون في سرت منذ سنوات. وعندما سؤل أحد الرجلين عن تقديراته بشأن مدة كفاية الإمدادات الغذائية الموجودة في سرت قال “أي غذاء؟” وتتعرض سرت لهجوم منذ نحو ثلاثة أسابيع، حيث تواجه قصفا شبه متواصل من الثوار وضربات جوية من حلف شمال الأطلسي. ورغم ذلك يبدي المقاتلون المؤيدون للقذافي مقاومة شرسة ويقول حلف الأطلسي وبعض المدنيين إن ميلشيات القذافي يجندون بالقوة سكانا للمحاربة إلى جانبهم ويمنعون الناس من الخروج. وقال عويدات متحدثا عن محاولة سابقة لمغادرة المدينة “وصلنا إلى مشارف المدينة لكن الميليشيا منعتنا من الخروج”. ونجح عويدات في التسلل إلى خارج المدينة صباح أمس. وقال “ما زالت هناك عائلات محاصرة في المنطقة التي نعيش فيها”. وذكر فريق من الصليب الأحمر تمكن من توصيل إمدادات طبية إلى مستشفى سرت أن الكهرباء انقطعت عن المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة. واشتكى مدنيون من أن كثيرا من الشوارع غارقة في المياه. وتقول الأمم المتحدة وجماعات إغاثة إن بعض السكان لا يستطيعون حاليا شراء الوقود الشحيح الذي يحتاجونه للخروج من المدينة.
المصدر: سرت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©