أحبطت السلطات الأفغانية مؤامرة لاغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حسبما أعلنت وزارة الداخلية الافغانية أمس مشيرة إلى اعتقال ستة أشخاص تورطوا فيها. فيما قتل قائد كبير من شبكة حقاني بقصف جوي قرب الحدود الباكستانية حسبما أعلن الحلف الأطلسي أمس.
وجاء الإعلان عن هذه المؤامرة فيما كان الرئيس الأفغاني يقوم بزيارة للهند حيث وقع اتفاق شراكة استراتيجيا مع نيودلهي حيث سعى أمس إلى تخفيف حدة المخاوف في باكستان بشأن هذا الاتفاق قائلا إنه لن يؤثر على العلاقات مع إسلام آباد.
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية أمس اعتقال ستة أشخاص أعدوا مؤامرة لاغتيال كرزاي. وأضاف المتحدث صديق صديقي إن “أجهزة الاستخبارات الأفغانية اعتقلت مجموعة من ستة أشخاص لعلاقتهم بمؤامرة كانت تستهدف اغتيال الرئيس”.
واغتيل عدد كبير من الشخصيات النافذة القريبة من كرزاي في الأشهر الأخيرة، منها الرئيس الأفغاني السابق والمفاوض من اجل السلام برهان الدين رباني في 20 سبتمبر في كابول. واعلن متمردو طالبان مسؤوليتهم عن معظم عمليات الاغتيال هذه.
من جانبها ، أكدت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان (ايساف) أمس أنها قتلت قائدا آخر كبيرا من شبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان، خلال عملية قصف جوية قرب الحدود الباكستانية.
وقالت ايساف التي لا يمكن التأكد من إعلانها من مصدر مستقل، إن القتيل الذي يدعى ديلاوار كان أحد مساعدي حجي مالي خان. وكانت قوة ايساف اعتقلت هذا الأخير الأسبوع الماضي، وذكرت أنه المسؤول الأول لشبكة حقاني في أفغانستان. وأشارت ايساف في بيان إلى أن ديلاوار “أحد أبرز مساعدي حجي مالي خان” قتل الثلاثاء في ولاية خوست (جنوب شرق) معقل حقاني “بعد أسبوع بالضبط على اعتقال” رئيسه. ورحبت بـ”هذه الخسارة الجديدة الكبيرة التي يمنى بها التمرد”. وأضافت ايساف أن ديلاوار كان ينظم هجمات ضد القوات الأفغانية وينقل أسلحة عبر الحدود الأفغانية الباكستانية.
وكان حجي مالي خان عم رئيس شبكة سراج الدين حقاني اعتقل قبل ثمانية أيام في جنوب شرق أفغانستان في عملية مشتركة للقوات الافغانية وقوة ايساف التي يتولى قيادتها الأميركيون.
ويعتبر الأميركيون أن شبكة حقاني هي أنشط مجموعة للمتمردين الأفغان. وقد نفذت عددا من الهجمات الكبيرة في الفترة الأخيرة ومنها الهجوم على السفارة الأميركية على كابول في منتصف سبتمبر.
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في بيان إن القوات الأفغانية وقوات حلف الأطلسي قتلت خمسة متمردين وأصابت 41 واعتقلت 27 آخرين في 12 عملية منفصلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
في غضون ذلك، سعى كرزاي إلى تخفيف حدة المخاوف في باكستان بشأن اتفاق مهم مع الهند قائلا إنه لن يؤثر على العلاقات مع إسلام آباد. وفي ظل التوتر الشديد في علاقة باكستان مع الولايات المتحدة فإنها تبدو معزولة على نحو متزايد بعد أن وقعت الهند عدوتها اللدود اتفاقا واسع النطاق مع جارتها افغانستان.
وقال كرزاي في كلمة ألقاها في نيودلهي “باكستان شقيقنا التوأم والهند صديقة رائعة. الاتفاق الذي وقعناه مع صديقتنا لن يؤثر على شقيقنا”.
وأضاف “هذه الشراكة.. ليست موجهة ضد أي دولة إنها لدعم أفغانستان”.
ووقع كرزاي ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج أمس اتفاقا شمل عدة جوانب بدءا بتوثيق العلاقات السياسية وانتهاء بمكافحة الإرهاب.
ويمثل هذا تعزيزا رسميا للعلاقات قد يثير مخاوف باكستان من أن الهند تنافسها على النفوذ في أفغانستان. والاتفاق مع الهند واحد من عدة اتفاقات تتفاوض عليها كابول بما فيها اتفاق مع الولايات المتحدة في إطار مسعى أفغانستان لتحسين الوضع الأمني حين تنسحب قوات حلف شمال الأطلسي من البلاد.
عدد اليوم
