الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصدارات المحلية تتصدر السباق·· والمنع يحضر على استحياء

الإصدارات المحلية تتصدر السباق·· والمنع يحضر على استحياء
10 مارس 2009 23:43
لم يكن قول مدير معرض مسقط الدولي خالد الغساني إن عدد الفتيات اللائي زرن المعرض 106 آلاف، سوى تأكيد على أن جيل الشباب يكتسح الساحة العُمانية، فهو جاد في بحثه عن الجديد والتعرف إلى الفعاليات المعرفية، سواء تواصل بعد ذلك مع ''خير جليس'' أم تركه على أرفف المكتبة يعلوه الغبار·· ويعاني الإهمال· وخصص المعرض، الذي اختتم مساء الجمعة الماضي ''6 مارس''، بعض فتراته الصباحية لطلبة المدارس الذين توجهوا زرافات ووحداناً إلى مركز عُمان للمعارض، قاصدين شراء كتاب أو من باب الخروج في رحلة مدرسية، وضج المعرض بأعدادهم، إذقدرت بأكثر من مائة ألف في كل صبيحة من أيامه، وفيما يضرب أصحاب دور النشر المتخصصة في الآداب أيديهم ضجراً مما يحدث لبضاعتهم من كساد، فإن الناشرين المتخصصين في كتب الأطفال يبدون سعادة مطلقة في حصد ما في أيدي الطلبة والطالبات القادمين من الصفوف الابتدائبة، لكن ثمة من يبحث بين الطلاب الكبار عن رواية أدبية، أو كتاب تفسير الأحلام على الأقل· المنظمون يسعون من خلال هذا التدفق الطلابي لربط جيل الغد بالمعرفة التي يمثلها الكتاب والحفاظ على العلاقة الحميمة بين الإنسان و''خير جليس في الزمان''، كما أشار إلى ذلك المتنبي قبل أكثر من ألف عام، لكن الناشرين في دور النشر الكبرى لا يرغبون في تلك الأعداد؛ لأنها معوقة للعمل، حيث يفتش الصغار في الروايات الكبرى عما قد يروي عطش الفضول لديهم وينتقلون من كتاب لآخر وما على الواقف وراء طاولة العرض سوى محاولة إعادة الأمور إلى نصابها التنظيمي مرة أخرى· تلك المئات من الآلاف رفدت المعرض بأعداد من الزوار عدّت من حسنات المهرجان والرقم القياسي الذي حققه المقبلون عليه، يضاف إلى ذلك الرقابة التي تراجعت عن إعمال مقصها في حذف إصدارات معينة من قوائم الناشرين، والممنوعات أغلبها تقفز على ''تابو'' الدين وقليل منها يقترب من العناوين السياسية المتجاوزة للخطوط الحمراء، لكن وجدت في معرض مسقط كتب تم رفض دخولها إلى معارض عربية أخرى· المعرض الذي عدّ الاحتفائية الأولى ضمن ''القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م''، شهد في دورته الرابعة عشرة مشاركة 570 دار نشر مثلت 25 دولة توزعت على 6354 متراً مربعاً محتلة ثلاث صالات عرض حمل كل منها اسم رمز من رموز الثقافة العمانية ''الخليل بن أحمد الفراهيدي، العوتبي، الصحاري، ابن دريد''· وزير الإعلام حمد الراشدي، اعتبر المعرض رسالة متكررة ومتجددة ودعوة مفتوحة للجميع للقراءة، لكن المعرض لم يكتف بعرض الكتب فقط فقد قدم ست أمسيات ضمن فعالياته الثقافية، احتسبت على أنها فعاليات حتى مع ضعف الإقبال على مقاعد القاعة الصغيرة الواقعية على يمين مدخل المعرض، وكانت بداية الأمسيات مع محاضرة حول ''العلامة الموسوعي ابن زريق العُماني بين المعرفة والإبداع'' شارك فيها كل من الأستاذ د· محمد حبيب صالح ود· محمود السليمي والثانية محاضرة بعنوان ''قراءة في تطورات المشهد المقدسي'' قدمها الباحث نواف جودة عبد الجواد· والثالثة محاضرة بعنوان ''تطور القصة والرواية ودور المرأة في الحركة الثقافية في الخليج العربي'' قدمتها باسمة محمد يونس والرابعة أمسية شعرية فصحى شارك فيها كل من إبراهيم بن عبدالله السالمي وجميلة بنت سلام القرني وعائشة بنت محمد السيفي وخالد بن علي المعمري والخامسة محاضرة بعنوان ''تأملات في التاريخ السياسي العماني'' قدمهاد· هادي حسن حمودي، فيما اختتمت الفعاليات بأمسية شعرية شعبية شارك فيها كل من خميس بن خلفان الوشاحي وحمود بن سليمان الحجري وأصيلة بنت سعيد المعمري وبشرى بنت عوض الحضرمي· واللافت في معرض هذا العام، هو تلك الفورة من الإصدارات العُمانية التي تجلت هذا العام وكأنها تريد القول إنها غفت زمناً وآن لها أن تستيقظ، والأهم هو عبورها للحدود المحلية بعد أن كانت زمناً برعاية المؤسسة الرسمية، حيث تولت وزارة التراث والثقافة طباعة معظم الإصدارات في السلطنة· مؤسسة الانتشار العربي البيروتية قدمت نحو 25 إصداراً عُمانياً توزعت على أشكال الكتابة الأدبية مدعومة من مؤسسات خارج تلك المتعارف عليها، فقد أصدر النادي عن طريق هذه الدار اللبنانية عشرة كتب هي: حياة على عجل، مجموعة مقالات للشاعر سيف الرحبي، وسينمائيات للكاتب عبدالله حبيب والقلعة الثانية للدكتور ضياء خضير ورصد فيها قراءات متعددة في القصة القصيرة العمانية، وسعفة تحرك قرص الشمس وهي قراءات قصصية متعددة قدمها عدد من الكتاب في أمسيات أقامتها أسرة كتاب القصة في فترات متعددة خلال عامين· أما الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، فقدمت للقارئ عشرة إصدارات أخرى هي: ''أشكال تشظيات ومضامين'' لعبدالله حبيب، والرواية الثانية لبدرية الشحي عنوانها ''فيزياء،''1 ومجموعات قصصية هي: ''شمس النهار من الماء'' لحمود الشكيلي وسفر المنامات لرحمة المغيزوي، و''ثايبة ليست بعيدة من هنا'' لعيسى البلوشي، أما شعرياً فهناك ''لا ظل للأسماء يحرسها'' لعلي الرواحي و''عباءات الفراغ'' لأحمد العبري وديوان شعري نبطي لحمود الحجري بعنوان ''تتسع حدقة على آخر مداها''، وهناك ''أحكام الوجوب عند سيبويه دراسة علمية في النحو'' لموزة المقبالي، و''نبضات قلب راحل''·· كتاب يسجل جزءاً من حياة القاص الشاب الراحل إبراهيم الراشدي· تلك الإصدارات وغيرها، والحضور المكثف، والرقابة، والحضور الضعيف للفعاليات، جوانب حضرت بقوة في معرض مسقط الدولي الرابع عشر للكتاب لتعيد مشهد المعرفة من جديد مع العصر الورقي، مع أن المؤشرات تقول إنه يتداعى أمام هيمنة الثقافة المطلة عبر الشاشات والشبكات الإنترنتية، إلا أن الارتباط التاريخي مع الكتاب باقٍ ما بقي الإنسان يبحث عن المعرفة
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©