الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شكوك في أسواق النفط حول كبح جماح الأسعار خلال الصيف المقبل

24 سبتمبر 2012
نيويورك (رويترز) -تسود أسواق النفط شكوك هذه الأيام في قدرة منظمة أوبك على كبح جماح الأسعار المرتفعة خلال الصيف المقبل، بعدما ارتفع استهلاك السعودية اكبر مصدر للنفط بيد الدول الأعضاء خلال الصيف الماضي، لتلبية الاستهلاك المحلي المتنامي على الكهرباء. وقبل ستة أشهر قال علي النعيمي وزير البترول السعودي، إن لديه الكثير من الحيل لخفض الاستهلاك الكبير للنفط بالمملكة خلال فصل الصيف، ومن شأن ارتفاع إمدادات الغاز الطبيعي، سواء من بدء تشغيل مشروعات جديدة أو من نمو إنتاج الغاز المصاحب مع ارتفاع إنتاج النفط أن يساعد شركة أرامكو السعودية على خفض استهلاك الخام لتوليد الكهرباء، بما يصل إلى 100 ألف برميل يوميا. إلا أن المملكة العضو بمنظمة أوبك استهلكت كميات قياسية من الخام لتوليد الكهرباء خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، بمتوسط 743,5 ألف برميل بزيادة 82 ألف برميل عن نفس الفترة من العام الماضي، حسب مبادرة بيانات النفط المشتركة. ويحجم المسؤولون السعوديون عن مناقشة الوضع، ولم يتضح بعد ما حدث بالضبط هذا الصيف لكن مصدرا مقربا من أرامكو السعودية أكد لمراسلي (رويترز) أن انتاج الغاز الطبيعي كان أقل من المتوقع. ونتيجة التوسع الاقتصادي وصغر سن السكان والدعم الكبير للطاقة أصبح الطلب على النفط في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، مساهما رئيسيا في إضفاء الطابع الموسمي على الطلب على الخام، حيث يرتفع الاستهلاك في المنطقة عادة بالتزامن مع زيادات مماثلة في موسم الرحلات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وفي ضوء الطلب الجديد تصبح قدرة السعودية على كبح أسعار النفط المرتفعة عند أدنى مستوياتها في الصيف، خصوصا وأن المملكة ستعطي الأولوية بكل تأكيد لتلبية الطلب المحلي على حساب العملاء الأجانب. والسؤال المهم هو إن كانت هذه الظاهرة ستتكرر في العام 2013 أم أن العالم سيشهد العام المقبل أول انخفاض لاستهلاك السعودية السنوي. وبالرغم من أن المسؤولين السعوديين لم يذكروا سببا لنقص إمدادات الغاز الطبيعي الذي أدى لهذه الزيادة في الاستهلاك المحلي للخام، فإن تأخر أحد المشروعات من الواضح أنه السبب في ذلك. وقال مصدران في قطاع النفط الأربعاء الماضي، إن أرامكو انتهت من تدشين آخر وحدتين لانتاج الغاز الطبيعي في حقل “كران” بطاقة 600 مليون قدم مكعبة يوميا. ويظهر ذلك تأخرا طفيفا عما سبق إعلانه في ابريل الماضي، حين كان من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 1,5 مليار قدم مكعبة في يونيو الماضي. وتأخر المشروعات ليس جديدا على صناعة النفط والغاز، وبضعة أسابيع ليست بالفترة الطويلة، مقارنة بتعطل مشروعات لعدة سنوات، وهو أمر شائع في صناعة النفط والغاز على مستوى العالم. إلا أن هذا يعني أن “كران” لم يكن يعمل بكامل طاقته في فترة يونيو ويوليو الماضيين، حين ترتفع درجات الحرارة لأعلى مستوياتها خلال النهار. وتعرض أي مشروع آخر للغاز الطبيعي في المملكة لمشاكل سيؤدي لتفاقم تأثير تأخر إنتاج حقل “كران”. ويشير ذلك إلى أن السعودية ربما لم تستطع طرح كميات من الخام في السوق العالمية هذا الصيف، بالقدر الذي ربما تكون قد أوحت به مستويات إنتاجها، الأمر الذي ربما عزز الاتجاه الصعودي لأسعار الخام منذ يوليو الماضي. ولم تكن المملكة المنتج الوحيد الذي خفض صادراته في الصيف، فقد جاء إنتاج بحر الشمال ضعيفاً هو الآخر، وانخفضت الصادرات الروسية نتيجة الطلب المحلي القوي، وهبطت صادرات العراق نتيجة خلافات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان شبه المستقل. وأدى تشديد العقوبات الغربية على إيران لتفاقم شح الإمدادات في سوق الخام عالي الكبريت، خصوصا في سوق البحر المتوسط المهمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©