الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أرباح الشركات الأميركية تواجه ركود الأسواق في الداخل

أرباح الشركات الأميركية تواجه ركود الأسواق في الداخل
24 سبتمبر 2012
سجلت أرباح الشركات الأميركية، بعد تفوقها بشكل كبير على نمو الاقتصاد ككل، انخفاضا ملموسا، وسط مخاوف من تداعيات سلبية أكثر حدة، جراء فترة الركود الأخيرة.ويتوقع محللو “وول ستريت”، تراجع أرباح الشركات الأميركية بنسبة قدرها 2,2% في الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في أول انخفاض من نوعه منذ الربع الثالث في 2009. وذكرت 88 شركة، أن النتائج ستكون دون التوقعات، في حين أشارت 21 منها إلى توقع مستقبل أفضل. وتحذر كل من “فيدكس” و”إنتل” من تراجع أرباحهما الفصلية، نظراً لضعف الطلب العالمي. وطال هذا التأثير شركات أخرى خارج أميركا مثل “بربري” البريطانية العاملة في السلع الفاخرة، رغم أنها كانت من الشركات المحصنة ضد الركود. ولم يقتصر تراجع الأرباح على الشركات الكبيرة فحسب، بل تعداها لشركات عائلية صغيرة مثل “إيستمان ماشينز” في مدينة بافلو التي تقوم بصناعة أدوات القص لقطاع الغزل والنسيج. ويتوقع “وول ستريت” انخفاضاً في الأرباح الفصلية للشركات الأميركية الكبيرة يتضمن جميع الأنشطة تقريباً لأول مرة منذ 2009. وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع المتوقع، من ضمنها ضعف الاقتصاد الأميركي، ودخول معظم الدول الأوروبية في دائرة الركود، إضافة إلى حالة بطء النمو تلازم الاقتصاد الصيني، كما أن هناك توقعات ماثلة بزيادات تلقائية في الضرائب، وخفض في الإنفاق في واشنطن، مما قاد الشركات للعزوف عن مزاولة بعض النشاطات. ونجحت الشركات الأميركية في تحقيق أرباح كبيرة، بعد خفضها للإنفاق والوظائف إبان فترة الركود، وذلك من خلال تقليل المصروفات، وتأجيل تعيين موظفين جدد لحين عودة النمو التدريجي. كما دفعت قوة الأرباح إلى ارتفاع أسعار الأسهم مما تسبب في طمأنينة المستثمرين الذين تراجعت قيمة أصولهم الأخرى، مثل العقارات في نفس الفترة. لكن وبينما بلغ مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” أعلى معدل إغلاق له منتصف الشهر الجاري منذ 2007، بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن آخر خطط لبرامج الإنقاذ، يبدو أن دورة استمرار زيادة الأرباح قاربت نهايتها. ويقول إيثان هاريز، كبير الاقتصاديين الأميركيين في بنك أوف أميركا ميريل لينش أن جزءا كبيرا من الأرباح التي حققتها الشركات الأميركية خلال السنوات القليلة الماضية، يعود إلى فترة الركود، والخفض الكبير في التكاليف، وهي العوامل التي يصعب تكرارها في الوقت الراهن. ومن المنتظر أن ينتج عن تراجع الأرباح المتوقع، المزيد من عمليات خفض الوظائف، خصوصا وأنه عامل آخر يساعد على استمرار معدل البطالة فوق 8%، ذلك المستوى الذي يكسب أهمية سياسية خاصة. وأعلن الاحتياطي الفيدرالي مؤخراً عن واحد من الجهود الكبيرة التي يبذلها لإنعاش النمو، ومواجهة ارتفاع مستوى البطالة، لكن كشفت الحكومة في اليوم التالي لذلك مباشرة، عن انخفاض الإنتاج الصناعي بنحو 1,2%، في أكبر نسبة تراجع شهري منذ مارس 2009. ويزيد عدد مديري الشركات الأميركية الذين يتوقعون ارتفاع مستويات الإنتاج خلال الإثني عشر شهرا المقبلة عن النصف بقليل، مقارنة بنحو 64% في الربع الثاني. كما انخفض في ذات الربع عدد الذين يتوقعون زيادة معدل التوظيف من 41 إلى 34%. كما بدأ بطء النمو يؤثر على أرباح الشركات الخارجية الكبيرة والصغيرة على حد سواء، التي استفاد العديد منها خلال السنوات القليلة الماضية من ارتفاع الطلب حتى في ظل تراجع النمو في أميركا. وانخفض الطلب من الصين وأوروبا دون مستويات العام الماضي في شركة “إيستمان ماشينز” الأميركية. وعلاوة على انتعاش سوق الأسهم خلال شهر سبتمبر، من المنتظر أن تُنهي أرباح الشركات 2012 بزيادة قدرها 6,1% عن السنة الماضية، نظراً إلى أن أرباح النصف الأول ستعوض أي تراجع خلال الربع الثالث. وفي حالة استمرار تراجع أرباح الشركات بهذه الوتيرة، من المتوقع أن تواجه الشركات الكبيرة المزيد من الضغوطات لتخفض من عدد العاملين لديها، منذ أنه لم تعد هناك مساحة لخفض تكاليف نشاطات أخرى. وبعد ارتفاع مستقر في أعقاب فترة الركود، بلغ هامش أرباح الشركات المدرجة في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”، ذروته في نهاية 2011 إلى 8,9%، الذي من المتوقع تراجعه إلى 8,7% في 2012. وفي واقع الأمر، انخفض هامش الأرباح بنسبة كبيرة في بعض الشركات بسبب تراجع عائداتها. وذكرت “إنتل” أن إجمالي عائداتها المتوقعة للربع الثالث يقدر بنحو 13,2 مليار دولار، أي أقل من التوقعات الأولية التي تتراوح بين 13,8 إلى 14,8 مليار دولار وأقل من عائدات السنة الماضية بنسبة 7%. ومن المتوقع كذلك، تراجع هوامش أرباحها إلى 62% مقارنة بنحو 63,4% في العام الماضي. وتقدر “وول ستريت” أرباح “إنتل” في الربع الثالث بنحو 2,58 مليار دولار، بتراجع قدره 26% عن نفس الفترة من العام الماضي. وتأثرت الشركة العاملة في صناعة أشباه الموصلات بخفض شركة صناعة الكمبيوتر لمخزونها من الرقاقات في آسيا في وقت خفت فيه وتيرة طلب الكمبيوتر الشخصي على نحو عالمي. وفي شركة “فيدكس” التي حذرت من تراجع في أرباحها أكثر مما هو متوقع، من المرجح انخفاض أرباحها بنسبة تتراوح بين 2 إلى 6% خلال الربع الحالي. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©