الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«خريف اجتماعي حار» في أوروبا الجنوبية جراء خطط التقشف الحكومية

«خريف اجتماعي حار» في أوروبا الجنوبية جراء خطط التقشف الحكومية
24 سبتمبر 2012
أثينا (ا ف ب) - تثير خطط التقشف التي فرضها الاتحاد الأوروبي موجة اعتراض متنامية، يخشى أن تؤدي إلى خريف اجتماعي حار في دول أوروبا الجنوبية. وعدلت الحكومة البرتغالية أمس الأول عن قرارها بفرض إجراءات رفضتها حركة احتجاج غير مسبوقة في البلاد. وتقضي الإجراءات التي كانت الحكومة تعتزم تطبيقها، زيادة قيمة اقتطاعات الضمان الاجتماعي التي يسددها الموظفون، وخفض متزامن لتلك التي تسددها الشركات. وقبل أسبوع، نزل الآف الأشخاص إلى الشارع في لشبونة وفي نحو ثلاثين مدينة في البرتغال، للاحتجاج على هذه الإجراءات، تلبية لدعوة حركة أنشأتها شبكات التواصل الاجتماعي، وفاجأت النقابات. وفي اليونان، دعت النقابتان الرئيسيتان في القطاعين الخاص والعام، إلى إضراب عام لمدة 24 ساعة، والى تظاهرات ألأربعاء المقبل، ضد إجراءات التقشف الجاري بحثها الآن. والنقطة المشتركة بين البلدين، تكمن في الاستفادة من قروض “منطقة اليورو” وصندوق النقد الدولي، مقابل فرض خطط تقشف صارمة وإصلاحات هيكلية لتحرير الاقتصاد على أمل تنقية ماليتهما العامة وتخفيف الديون. والدولتان الجارتان اللتان تمران بصعوبات مالية أيضا، وهما إسبانيا وإيطاليا, تجدان نفسيهما مضطرتين تدريجيا، لتبني برامج تقشف من دون لجوئهما حاليا إلى مساعدة مالية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وقالت برناديت سيجول غول التي تتولى إدارة الاتحاد الأوروبي للنقابات في بروكسل إن هناك تصاعداً لحركة الاحتجاج في أوروبا الجنوبية التي تواجه صعوبات مالية، ولا يرى السكان نهاية للنفق، وهو ما يغذي اليأس والغضب الاجتماعي. وفي إسبانيا، يزداد حجم الاستياء، اثر سلسلة تخفيضات في الموازنة معلنة في يوليو الماضي، وتتضمن زيادة ضريبة القيمة المضافة منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما زاد من التأثير السلبي على القوة الشرائية. وشهدت مدريد منتصف الشهر الجاري، احتجاجات ضد التقشف، وتتواصل تحركات منتظمة مثل تحرك الموظفين الذين يجتمعون كل يوم جمعة. وفي اليونان، تميزت العودة من العطلة الصيفية بغضب كبير في صفوف القضاة، والأساتذة والعسكريين، ورجال الشرطة الذين يحتجون ضد التخفيضات الجديدة في الرواتب التي تستعد الحكومة لتطبيقها. وقالت سيجول إن النقابات العمالية في وضع صعب، لأنها في غالبيتها تواصل الدعوة إلى حل أوروبي تضامني، لمواجهة الأزمة التي تستدعي مع ذلك حد أدنى من قبول مبدأ التقشف. لكن يبدو أن النقابات عاجزة أمام تصاعد الحركات الداعية إلى القطيعة مع أوروبا، والى العودة إلى القومية أو مطالبات انفصالية كما في المناطق الإسبانية، بحسب ما قالت سيغول. وتعاني دول الجنوب اكثر من بقية أوروبا من تصاعد معدل البطالة الذي يطال الشباب، وقال ماريو دراغي، رئيس البنك المركزي الأوروبي في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال إن ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب دليل على اختفاء النموذج الاجتماعي الأوروبي الشهير الذي جرى التفاخر به منذ أجيال. وتأمل برناديت سيغول أن تدرك السلطات الأوروبية الرهانات، مضيفة أنه لا يمكن تطبيق إصلاحات تعطي الأولوية للمنافسة وتضعف الحماية الاجتماعية، بينما يستمر الاحتيال المالي لدى الشركات والتهرب الضريبي..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©