دراسة: النساء من ذوات الإعاقة يواجهن عقبات أكثر من الرجال

أعلنت مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي أمس نتائج مشروع بحثي حول المشكلات التي تواجه المرأة المعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم من «أوكسيدنتال بتروليوم» . أوصت الدراسة البحثية التي أعدها الدكتور عبد العزيز السرطاوي، رئيس قسم التربية الخاصة في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع فريق من الباحثين، بدعم حقوق الفتيات والنساء من ذوات الإعاقة للحصول على تعليم مناسب، أسوة بغيرهن من النساء، والحصول على فرص أكبر في العمل والتوظيف، وبرامج التدريب المهني، وكذلك الاستفادة من برامج الدعم التي يوفرها المجتمع للنساء من ذوات الإعاقة وعائلاتهم. وأكدت دراسة أشرفت عليها مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي حول المشكلات التي تواجه المرأة المعاقة في الدولة أن النساء من ذوات الإعاقة يواجهن عقبات أكثر من الرجال لأنهن يتعرضن لتمييز مضاعف لكونهن نساء بالدرجة الأساسية. ولاحظ البحث أن النساء من ذوات الإعاقة يتعرضن للإهمال ليس من قبل قطاع ذوي الإعاقة نفسه، وإنما أيضا من قبل المجتمع المحلي والنساء الأخريات. وأشار الدكتور عبد العزيز السرطاوي الى الهدف من اجراء البحث الذي أجري على فتيات من سن 16 فوق 30 عاماً هو التعرف على مشكلات المرأة في الامارات، لأن كثيراً من الأسر تشعر بنوع من الإحراج والخجل بوجود امرأة معاقة بينها وقد تتحفظ بعض الاسر على خروج الفتاة للتعليم والاختلاط بالمجتمع. وتعتبر هذه الدراسة الأولي حول إعاقة المرأة في دولة الامارات وأنجزت بدعم مؤسسة الامارات للنفع الاجتماعي، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية ومراكز تاهيل المعاقين بالدولة ومؤسسة زايد العليا وغيرها. كما تناول البحث الذي قام بإعداده الدكتور السرطاوي، بالتعاون مع فريق من الباحثين، العوامل المختلفة التي تؤثر على حياة المرأة المعاقة في الدولة، مثل العمر، ومستوى الإعاقة، ومستوى التعليم، والحالة الاجتماعية. ويعتبر الدكتور السرطاوي أحد الباحثين الذي حصلوا على منح من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، من خلال «برنامج دعم البحوث المتعلقة بالأسرة الإماراتية» لعام 2009، وهو برنامج يحظى بدعم شركة «أوكسيدنتال بتروليوم»، ويهدف إلى زيادة المعلومات المتعلقة بالأسر الإماراتية في الدولة. يشار إلى أن هناك بحوثاً أخرى حصلت على منح «برنامج بحوث الأسر الإماراتية لعام 2009، والتي عالجت موضوعات مهمة من قبيل – أولياء الأمور، والخادمات ومقدمات الرعاية، وعلاقات الشباب مع ذويهم وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى قضايا الزواج والطلاق في المجتمع الإماراتي. وفي إطار البحث، قام الدكتور السرطاوي وفريق الباحثين بإجراء استطلاع شمل 150 امرأة وفتاة من ذوات الإعاقة، و38 من أولياء الأمور الذين لديهم فتيات من ذوات الإعاقة حول المشكلات الرئيسية في حياتهن اليومية. ووجدت الدراسة أن النساء من ذوات الإعاقة يواجهن عقبات أكثر من الرجال من ذوي الإعاقة لأنهن يواجهن تمييزاً مضاعفاً ينجم عن كونهن من ذوات الاحتياجات الخاصة، ولكونهن نساء بالدرجة الأساسية. ويلاحظ البحث أن النساء من ذوي الإعاقة يتعرضن للإهمال ليس من قبل قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، وإنما أيضاً من قبل المجتمع المحلي، وكذلك من قبل النساء الأخريات. وقالت الدكتورة صبحا الشامسي، مستشار تنفيذي أول لبرنامج التعليم والتنمية الاجتماعية في مؤسسة الإمارات: « مثل هذه الدراسات تقع على جانب كبير من الأهمية، ليس فقط لدورها في تحسين التفهم المحلي أو الوطني للقضايا التي تؤثر على المجتمع في دولة الإمارات، وإنما لدورها في تعزيز الفهم الذي يتخطى النطاق المحلي، ليترك تأثيره الإيجابي على مستوى المجتمعات حول العالم أيضاً». وأعرب جلين فانجولن، نائب الرئيس التنفيذي لشركة أوكسيدنتال للنفط والغاز – الشرق الأوسط عن سعادة الشركة لدعم هذه المبادرة، وقال: « هذا النوع من البحوث يقدم رؤى قيمة حول القضايا التي تؤثر على النساء من ذوات الإعاقة، والتي تساعد بالتأكيد مخططي السياسات وصناع القرار والأسر الإماراتية التي تعمل على تحسين حياة الفتيات والنساء من ذوات الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة». حجم التحديات يرتبط بنوع الإعاقة كشف البحث أن النساء المعاقات اللواتي يعانين من إعاقات بدنية يواجهن عوائق حياتيه أقل من أولئك اللواتي يعانين من إعاقات سمعية أو بصرية، وذلك لكونهن قادرات على الاستفادة من مرافق التعليم بسهولة أكبر وأن المعاقات اللواتي حصلن على تعليم ثانوي لديهن فرصا أكبر من أولئك اللواتي لم يتمكن من الحصول على التعليم الثانوي. وحسب الدراسة فإن هناك مجموعة من العوامل التي تضاعف من المــشاكل والتحديات التي تواجهها النساء من ذوات الإعــاقة وهي مستوى الإعاقة والحالة الاجــتماعية، حيث أوضحت الدراسة أن النساء المتزوجات يحظين برعاية أفضل من قبل الأشخاص المحيطين بهن. استعراض النتائج في المؤتمر التربوي باليابان من المقرر أن يتم استعراض نتائج هذا البحث في المؤتمر التربوي لعام 2011 والذي يعقد الشهر الجاري في أوساكا بالـيابان، بمشاركة وفود من جميع دول العالم لمــناقشة القضايا المختلفة التي تؤثر على التعــليم في القارة الأسيوية. وأعربت الدكـــتورة صبحا الشامسي، مستشار تنفيذي أول لبرنامج التعليم والتــنمية الاجتماعية في مؤسسة الإمارات عن ســعادة المؤسـسة بدعم هذا البحث، وبأنه ســوف يحظى بالاهتمام الذي يســـتحقه في مؤتمر اليابان الذي يعقد خـــلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر الحالي.