الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق.. «الداخلية» لمنظمة «بدر»!

21 أكتوبر 2014 02:13
لوفداي موريس * * كاتبة أميركية صوّت البرلمان العراقي يوم السبت الماضي لصالح تعيين وزير الداخلية الجديد «محمد الغبان»، وهو سياسي شيعي لا يتمتع بشهرة كبيرة وينتمي لمنظمة «بدر». وثمة شكوك أن يكون «هادي العامري»، زعيم منظمة «بدر»، هو الذي سيمارس السلطة الحقيقية في الوزارة.وكانت لمليشيات «بدر» سمعة سلبية خلال الحرب الطائفية في العراق بعد أن اخترقت وزارة الداخلية. وذكرت برقية أرسلت لوزارة الداخلية الأميركية في عام 2009، وتم تسريبها، أن مصادر أشارت إلى أن «العامري» قد يكون هو شخصياً الذي أمر بشن هجمات على ما يقرب من ألفي سني. غير أن «العامري» نفى مثل هذه المزاعم. وبالإضافة إلى نشاطه العسكري، فـ«العامري» سياسي، وكان يشغل حتى وقت قريب منصب وزير النقل. وقد قام بتوسيع نفوذه الممتد بالفعل في العراق منذ أن بدأت البلاد في التمزق في أعقاب تقدم مليشيات «داعش» خلال هذا الصيف. وفي الحال، ارتدى زيه العسكري وذهب للإشراف على العمليات العسكرية في مسقط رأسه في محافظة «ديالى»، شمال العاصمة بغداد. وفي مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي في «فيلا» محصنة في المنطقة الخضراء -وهو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد- قال «العامري» إن حزبه له الحق في الحصول على وزارة كبيرة بعد فوزه بـ22 مقعداً في البرلمان الذي يضم 328 عضواً. وقد أسندت للحزب هذه الوزارة الأمنية على رغم المعارضة السنية. ويعزز تعيين «الغبان» من نفوذ المليشيا الشيعية -وإيران- على قوات الأمن في البلاد. يذكر أن العراق عيّن مؤخراً وزيراً لحقوق الإنسان ينتمي لمنظمة «بدر». وقد ظلت إدارة أوباما تمارس ضغوطاً على العراق من أجل تشكيل حكومة جديدة تضم كافة الأطياف، اقتناعاً منها بأن الحكومة السابقة برئاسة المالكي التي كان يهيمن عليها الشيعة قد استبعدت الكثير من السنة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى تأييد المتطرفين التابعين لتنظيم «داعش». وقال سياسيون مقربون من رئيس الوزراء الجديد «حيدر العبادي» إنه كان يقاوم على مدار أسابيع ترشيح عضو منظمة «بدر» لمنصب وزير الداخلية، ولكن، تحت ضغوط من «العامري» قدم اسمه إلى البرلمان. ومن جانبه، قال «العامري» الذي كان يجلس على مقعد مطعم بالذهب في غرفة الاستقبال الواسعة: «لقد قاتلنا من أجل وحدة العراق. وقلنا لهم: هذه بدر، بإمكانكم اختيار أي شخص.. وقلنا لهم: اعطونا ما نستحقه». وقد رحبت وزارة الخارجية الأميركية يوم السبت بتعيين وزير الداخلية، وستة قيادات أخرى بالوزارة كتتويج لتشكيل حكومة عراقية «شاملة». وتتكون جماعة «بدر»، التي أنشئت في إيران عام 1982، من عدد من المنفيين العراقيين من الشيعة الذين تم تدريبهم وتمويلهم من قبل الإيرانيين لمحاربة نظام صدام حسين. وفي عام 2003، انتقلت الجماعة إلى العراق عقب الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام صدّام. ولا يخفي «العامري» علاقته بإيران التي يرجع لها الفضل في إحباط تقدم قوات «داعش»، كما يقول: «لولا إيران لسقطت بغداد. لقد دعمتنا بشكل جيد. لقد أعطتنا السلاح والذخائر والخبرة العسكرية». وأردف «العامري»: «نحن لا نخجل من ذلك. عندما تكون بلادنا في خطر، سنتوجه لأية دولة يمكنها مساعدتنا. هل تريدون منا أن ننتظر الأميركيين؟». لكنه رفض ذكر المدى الذي أدى الإيرانيون به دوراً في القتال ضد «داعش». ووصف «قاسم سليماني»، رئيس فيلق القدس الإيراني، والذي تم تصويره في ساحة المعركة في العراق، على أنه «صديق». وعن السنوات التي قضاها في المنفى، قال «العامري»: «عندما كنت في إيران، كانت بيننا صداقة جيدة. إننا فخورون بهذه الصداقة». يذكر أن محافظة ديالى كانت مسرحاً لبعض من عمليات العنف في الصراع السني- الشيعي، ما يثير تساؤلات حول تأثير وزارة الداخلية التي تقودها جماعة «بدر». وقد أنكر «العامري» وجود عمليات قتل طائفي على نطاق واسع من قبل المليشيات هناك. وأكد أن ديالى هي مثال لبقية البلاد، حيث تم طرد «داعش» منها فيما عدا بعض القرى. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©