محمد حامد (دبي) - انطلقت على استحياء هتافات جماهيرية من أنصار تشيلسي ضد مهاجم الفريق فرناندو توريس خلال مباراة “البلوز” مع ستوك سيتي في الأسبوع الخامس للدوري الإنجليزي، والتي انتهت بفوز تشيلسي بصعوبة بالغة بهدف وحيد في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة.
والمفارقة أن الهدف جاء بواسطة المدافع آشلي كول صاحب الأهداف النادرة، والذي اكتفى بتسجيل 6 أهداف في 250 مباراة خاضها مع الفريق اللندني في جميع البطولات، لتخرج جماهير بطل أوروبا في حالة من الاستياء الشديد من أداء المهاجمين، وخاصة فرناندو توريس صاحب صفقة الانتقالات الأغلى في تاريخ الدوري الانجليزي.
وأشارت صحيفة “مترو” اللندنية إلى أن توريس تعرض لهتاف هو الأشد قسوة على مسامع أي لاعب، حيث قال أنصار البلوز: “لو كان ديديه هنا لأحرز هدفاً من هذه الفرصة”، في إشارة إلى أن توريس لازال يواصل وبإصرار شديد مسلسل إهدار الفرص السهلة أمام المرمى، على العكس من الفيل الإيفواري الذي كان ينقض على أنصاف الفرص ليسجل منها أهدافاً.
كما انطلقت عقب المباراة حملة ضد توريس على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ويبدو أن الهجوم على اللاعبين بهذه الطريقة وعبر هذه الوسيلة أصبح الصيحة الأشهر والأكثر تأثيراً في الأوساط الجماهيرية الإنجليزية، وخاصة بالنسبة لأنصار البلوز، فقد تعرض أوبي ميكيل لانتقادات حادة وصلت إلى حد الإهانات العنصرية من بعض أنصار تشيلسي عبر تويتر، عقب الأداء السيئ الذي قدمه أمام يوفنتوس في دوري الأبطال، خلال المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق الأسبوع الماضي في مستهل مشوار دوري الأبطال، ويبدو أن سياسة الهجوم الجماهيري على اللاعبين مستمرة، في ظل الانتقادات اللاذعة التي طالت توريس عقب مباراة تشيلسي مع ستوك سيتي، حيث حصل اللاعب على أشد عبارات الهجوم عبر تويتر، عقاباً له على الأداء المتواضع، ووصفه أحد أنصار “البلوز” بأنه ليس مهاجماً، بل مجرد مشاهد في الملعب.
مقارنة ظالمة
قبل ساعات كان لجوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد، وصاحب التجربة التدريبية الكبيرة في ملاعب أوروبا، وخاصة في إنجلترا دور في رفع وتيرة الضغوط التي تطارد توريس، وعلى الرغم من أنه لم يكن يقصد ذلك، إلا أن تصريحات مورينيو التي أكد خلالها أن دروجبا مهاجم لا يمكن تعويضه، وأن تشيلسي سوف يعاني بقوة بعد رحيل الفيل الإيفواري، كان لها دور في رفع درجة الضيق الجماهيري بأداء الماتادور الإسباني.
ويبدو أن المقارنة بين الفيل والماتادور سوف تكون صعبة إلى حد كبير، بالنظر إلى الفرصة الكبيرة التي حصل عليها دروجبا في ستامفورد بريدج، حيث لعب للفريق من عام 2005 حتى 2012، وسجل 157 هدفاً في 341 مباراة، منها 100 هدف في البريميرليج، كما أنه صنع 71 هدفاً، وفي موسم 2009 – 2010 أحرز 29 هدفاً في 32 مباراة ببطولة الدوري، وهو أفضل هداف أجنبي في تاريخ البلوز، كما أنه رحل عن النادي وهو يحتل المركز الرابع على لائحة هدافي البلوز عبر تاريخ النادي.
وفي المقابل لازال توريس يبحث عن نفسه، ويفتش بقوة عن مكان في قلوب عشاق بطل القارة العجوز، ولكنه لم يتمكن من فعل ذلك حتى الآن، حيث اكتفى بتسجيل 16 هدفاً في 75 مباراة بجميع البطولات منذ أن انتقل إلى تشيلسي موسم 2010 – 2011 في صفقة قياسية، هي السادسة من حيث قيمتها المالية في تاريخ الانتقالات الكروية، والأولى على مستوى البريميرليج، وكانت بداية اللاعب الملقب بـ”النينو” كارثية، حيث اكتفى بتسجيل هدف يتيم في 18 مباراة.
أوسكار السقوط
من ناحيته، هاجم توني بوليس المدير الفني لفريق ستوك سيتي بعض عناصر تشيلسي، وعلى رأسهم برنيسلاف أيفانوفيتش، وأسكار، مشيراً إلى أنهما يستحقان جائزة الأوسكار في إدعاء السقوط والضغط على الحكام للحصول على قرارات غير شرعية، وخاصة داخل منطقة الجزاء، وقال مدرب ستوك سيتي أن مثل هذه التصرفات تصيبه بمزيج من الاستياء والرغبة في الضحك.
بدوره إنبرى روبرتو دي ماتيو للدفاع عن نجوم فريقه، مؤكداً انهم ليسوا حفنة من الممثلين، وانهم لا يدعون السقوط والتمثيل على الحكام، مضفياً: “لا أعتقد أن أوسكار كان يدعي السقوط، فقد كان هناك احتكاك به من دفاع ستوك سيتي حينما سقط على الأرض، والطريف في الأمر أن المدير الفني لفريق ستوك سيتي لم يكن ليشتكي أو يتحدث عن إدعاء سقوط من لاعبينا لو أن حكم المباراة احتسب ركلة جزاء، ولكن عدم احتسابها وحصول أوسكار على بطاقة صفراء غير مستحقة شجعه على وصف اللاعب بالممثل”.
ووفقاً لما نقلته صحيفة “الصن” فقد أكد دي ماتيو أن تجديد عقد آشلي كول صاحب هدف الفوز للبلوز يتم بين إدارة النادي واللاعب، في ظل ما يتردد عن رفض كول التجديد لمدة موسم واحد فقط، وأشار دي ماتيو إلى أنه يطالب ببقاء اللاعب لأطول فترة ممكنة في ظل الأداء الجيد الذي يقدمه.
عدد اليوم
