معرض تشكيلي يؤكد حاجة فناني رأس الخيمة إلى فضاء إبداعي دائم

اجتذب معرض الفن التشكيلي، الذي أقامه 8 فنانين مواطنين في رأس الخيمة الأسبوع الماضي، آلاف الزوار على مدى أيام المعرض الذي أقيم في مركز «منار». فقد شهد المعرض 95 عملا فنيا تعرض للمرة الأولى لعبيد سرور وناصر أبو عفرا وحميد ليواد. وهيبة راشد وعائشة المناعي وشيخة سالم ومريم القبيسي ومريم القبيس والطفلة ميثاء عيسى الطنيجي. ولأن الأعمال التي شهدها المعرض هذا العام كلها جديدة، وتنتمي لمدارس فنية مختلفة مزجت بين الأصالة والمعاصرة، فقد توافد زوار من كل الأعمار والجنسيات عل المعرض الذي يعد تمهيدا لمعرض فني كبير يتم التجهيز له الآن، بحيث تبدأ فعالياته مع بدء احتفالات اليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات. إلى ذلك، يقول الفنان عبيد سرور إن غالبية الأعمال التي شارك فيها فنانو الإمارة جديدة وتبشر بنهضة تشكيلية في رأس الخيمة التي تملك عشرات المواهب في المجالات المختلفة، ويضيف «في هذا المعرض استمرت تجربتي في المزج بين القديم والحديث، ولاقت أعمالي التي استخدمت فيها مفردات البيئة المحلية استحسانا كبيرا من جانب الزوار، فعلى مدى عشرة أيام لم تنقطع زيارات هواة هذا الفن». ويقول سرور إن أعمال الفنانين المشاركين تشكل مدارس فنية مختلفة لكنها تتفق في أمر واحد هو البعد عن الغموض. ويشير سرور إلى أن المتابع لإبداعات فناني الإمارة يلحظ تطورا كبيرا ورغبة ملحة في المشاركة في جميع المعارض سواء داخل أو خارج الإمارة، مضيفا أن اختيار مركز المنار الواقع في قلب الإمارة يتيح لكل من يقيم في رأس الخيمة المرور على المعرض حيث لا يوجد مكان في رأس الخيمة للعروض الدائمة لهذه الأعمال، وكل ما يقام من معارض على مدار العام يتم بالتنسيق بين المبدعين أنفسهم. وشارك الفنان ناصر أبو عفرا بثمانية أعمال جديدة مزجت بشكل واضح بين التراث والمعاصرة حيث تنتمي أعماله إلى مدرستين إحداهما التقليدية، والأخرى يستخدم من خلالها التجريد. ويستخدم أبو عفرا الألوان بصورة مبتكرة في التعبير عن فكرته ففي لوحاته «شبابيك وأبواب» تحضر البيئة المحلية بوضوح، وهو ما يستخدمه الفنان سرور الذي بدأ قبل سنوات استخدام مفردات البيئة المحلية، مثل الصدف والأحجار وشباك الصيد والحبال وغيرها في التشكيل وهو ما أنتج أعمالا مبتكرة. ويقول أبو عفرا إن آخر معرض فني تشكيلي شهدته الإمارة كان قبل أقل من شهرين في مركز رأس الخيمة للمعارض، وأقيم على هامش مهرجان رأس الخيمة الرمضاني، وشارك فيه العديد من التشكيليين. ويطالب أبو عفرا بتخصيص مكان لمبدعي الإمارة يكون بمثابة مرسم حر يلتقي من خلاله الراغبون في التواصل. ويضيف «خلال السنوات الماضية اضطررت لاستئجار مكان خارج المنزل خصصته للرسم لكن هذا الأمر ليس متاحا لكل المبدعين».وتقول د. وهيبة راشد «لا توجد طريقة لالتقاء المبدعين إلا من خلال المعارض حيث نتبادل من خلال ندوات تقام على هامش المعرض نتبادل فيها الآراء وآخر ما توصلت إليه الحركة التشكيلية في الدولة». وتضيف أن رسالة الدكتوراه الخاصة بها كانت حول كيفية إدخال متاحف الدولة في مناهج وزارة التربية، وهو ما تسعى إلى تحقيقه من خلال عملها في وزارة التربية. وتشير إلى أن الإعداد لاحتفالات العيد الوطني الأربعين بدأ من الآن، حيث طرح الزملاء إقامة مرسم حر في الهواء الطلق، ودعوة طلاب المدارس للتعبير بالألوان عن هذه المناسبة الغالية، وإفساح المجال أمام كل المبدعين للمشاركة.