الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمعة يوم عيد يجتمع فيه المسلمون على طاعة الله

الجمعة يوم عيد يجتمع فيه المسلمون على طاعة الله
6 أكتوبر 2011 20:47
الحمد لله، له أسلمت، وبه آمنت، وعليه توكلت، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،،، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْـجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) «سورة الجمعة، الآية 9». يوم الجمعة يوم عظيم مبارك، وهو أفضل أيام الأسبوع، وقد خص الله به الأمة الإسلامية، التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، فهي أمة الخيرية وأمة الوسطية إلى يوم القيامة. ومن الجدير بالذكر أن العرب كانت تعظم هذا اليوم وتسميه يوم العروبة، وقد وُفِّق المسلمون للإهتداء إلى فضل يوم الجمعة، فجعلوه بعد الإسلام عيداً لهم، يجتمعون فيه على طاعة الله ومحبته، ويعمرون بيوت الله بالطاعة والعبادة والذكر. لقد وردت أحاديث كثيرة تتحدث عن فضل يوم الجُمعة منها: ما روى عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجُمعة، فيه خُلق آدم عليه السلام، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجُمعة»، (أخرجه مسلم). وكذلك قوله- صلى الله عليه وسلم-: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»، (أخرجه مسلم)، وقوله- صلى الله عليه وسلم- أيضاً: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، وَيَدَّهنَ من دُهنه، أو يَمسُّ من طيب بيته، ثم يخرج فلا يُفَرّق بين اثنين، ثم يُصلِّى ما كُتب له، ثم يُنصتُ إذا تكلم الإمام، إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى»، (أخرجه البخاري). ما حكم صلاة الجُمعة؟ صلاة الجُمعة فرض عين يكفر جاحدها لثبوتها بالدليل القطعي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْـجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) «سورة الجمعة، الآية 9»، ولتحذير الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- من تركها. متى فرضت هذه الصَّلاة؟ أول صلاة فرضت صلاة الجُمعة قبل الهجرة في مكة المكرمة، ومن المعلوم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلّى أول صلاة جمعة في المدينة، ولم يصلِّها في مكة، مع أنه أُذِنَ له بصلاتها، لضعف المسلمين، وقتئذ، وأول صلاة جمعة صلاها- عليه الصلاة والسلام- كانت في بني سالم بن عوف بين قباء والمدينة، وأول من جمع بالمدينة هو الصحابي أسعد بن زرارة- رضي الله عنه-. ما حكم من يتخلف عنها من غير عذر؟ لقد حذَّر الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- المسلمين تحذيراً شديداً من ترك صلاة الجُمعة تهاوناً من غير عذر، لقوله عليه- الصلاة والسلام-: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجُمُعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين»، (أخرجه مسلم)، ولما روي عن ابن مسعود- رضي الله عنه-، أن النَّبي- صلى الله عليه وسلم- قال لقوم يتخلفون عن الجُمعة: «لقد هممتُ أن آمر رجلاً يُصلي بالناس ثم أُحرق على رجال يتخلفون عن الجُمعة بيوتهم» (أخرجه أحمد)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً: «من ترك الجُمعة ثلاث مرات تهاوناً بها طبع الله على قلبه»، (أخرجه الترمذي). ما حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة؟ فائدة الخطبة إذا شرع الخطيب في خطبته، فعلى جميع المصلين الإنصات لأخذ الفائدة المرجوة من الخطبة، حيث إنها تعدل ركعتين، منها يتعلم الناس أمور دينهم، كما أنها تعالج أمور حياتهم اليومية، فالخطبة عبارة عن مجلة أسبوعية تصدر على المسلمين، لذلك حذر النَّبي- صلى الله عليه وسلم- من الكلام أثناء الخطبة فيقول- صلى الله عليه وسلم-: «من تكلم يوم الجُمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له أنصت ليست له جمعة»، (أخرجه أحمد). ولحديث أبي هريرة- رضي الله عنه - حيث يقول- عليه الصلاة والسلام-: «إذا قلت لصاحبك يوم الجُمعة: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت»، (أخرجه البخاري). ما حكم تحية المسجد لمن دخل والإمام يخطب؟ صلاة تحية المسجد سُنَّة مؤكَّدة عن الرَّسول- صلى الله عليه وسلم-، وقد بين الرَّسول الكريم مشروعية صلاة ركعتين لمن دخل المسجد تحية له، لما روي عن جابر- رضي الله عنه- قال: «دخل رجل يوم الجُمعة والنبي- صلى الله عليه وسلم- يخطب فقال: أصليت؟ قال: لا، قال: فصلِّ ركعتين»، (أخرجه البخاري)، كما أن ديننا الإسلامي حثَّ على التبكير لصلاة الجُمعة، وأنه كلما حضر الـمُصلّي مبكراً كان الأجر أكثر، كما وحث المصلين المبكرين إلى وجوب الجلوس في الصفوف الأولى، ورصِّ الصفوف، لا كما يفعل البعض بأن يجلس في الصفوف الأخيرة كي يستند إلى جدار ويترك الفراغ أمامه. لذلك فمن تخطى الرقاب بعد ذلك فقد آذى إخوانه، لما روي عن الإمام أحمد- رضي الله عنه- أنه بينما كان الرَّسول عليه الصَّلاة والسلام على المنبر يخطب الجُمعة رأى رجلاً يتخطى رقاب الناس فقال له عليه السلام: (اجلس فقد آذيت)، ويستثنى من ذلك: الإمام، ومن رأى فرجة فأراد سدَّها. بعض الأمور المستحبة في يوم الجُمعة: أذكر هنا بعض الأمور المستحبة في يوم الجُمعة مثل: 1- الإكثار من الصَّلاة على سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: فهو سيد الأنام، ويوم الجُمعة سيد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره، لقوله - عليه الصلاة والسلام-: «إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجُمعة فيه خُلِقَ آدم- عليه السلام-، وفيه قُبِضَ، وفيه النفخة، وفيه الصَّعْقة، فأكثروا عليَّ من الصَّلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا يا رسول الله! وكيف تُعْرَضُ صلاتنا عليك وقد أَرَمْتَ؟! فقال: إنَّ الله عز وجل قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء - عليهم السلام-»، (أخرجه النسائي). 2- استحباب الغُسل يوم الجُمعة: من الأمور المستحبة أيضاً أن يلبس الإنسان أفضل ملابسه ويتطيب ويتسوّك ويُصلي ما شاء الله له من النوافل، لقوله- عليه الصلاة والسلام-: «من اغتسل ثم أتى الجُمعة فَصَلّى ما قُدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يُصـلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجُمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام»، (أخرجه مسلم). 3- التبكير إلى الجُمعة: يُستحب التبكير لصلاة الجُمعة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من اغتسل يوم الجُمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرَّبَ بَدَنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»، (أخرجه البخاري). أما الإمام فيستثنى من الحضور مبكراً. 4- قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة وليلتها: ومن الأمور المستحبة قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها لقوله- صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ سورة الكهف يوم الجُمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين»، (أخرجه الحاكم). 5- الدعاء مطلقاً يوم الجُمعة وليلته: ومن السنة الدعاء مطلقاً يوم الجمعة وليلته لقوله- عليه الصلاة والسلام- عن يوم الجُمعة: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئاً إلا وأعطاه إياه، وأشار بيده يقللها»، (أخرجه الشيخان). الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©