الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنغازي: احتجاجات ضد «الميليشيات»

24 سبتمبر 2012
أبيجيل هوسلوهنر بنغازي بسطت قوات متحالفة مع الحكومة الليبية أول من أمس السبت سيطرتها على قواعد اثنتين على الأقل من الميليشيات القوية في مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد، بعد أن اجتاح المحتجون مقراتها خلال الساعات الأولى من الصباح. وقال رئيس المؤتمر الوطني الليبي، يوسف المقريف للصحفيين ليلة السبت إن كل الميليشيات في البلاد تلقت أوامر بالخضوع لسلطة جهاز أمني عام، مثل الجيش أو الشرطة، وإلا فإنه سيتم حلها. وكان المقريف، رئيس "المؤتمر الوطني العام" الليبي، يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقد قبيل منتصف الليل بوقت قصير، بعد اجتماعات مع مسؤولين وزعماء ميليشيات في بنغازي. يشار هنا إلى أن اشتباكات كانت قد اندلعت قبل يوم على ذلك بين المحتجين وبعض الميليشيات وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات. وقد أتت تلك الاشتباكات بعد مظاهرة كبيرة يوم الجمعة سار فيها آلاف المتظاهرين عبر المدينة مطالبين بحل الميليشيات التي تدير شوارع ليبيا في غياب حكومة مركزية ووحدات شرطة قويتين منذ أن أنهت الثورة في العام الماضي 42 عاماً من حكم معمر القذافي. ويحمِّل الكثير من الليبيين مجموعات متطرفة مسؤولية الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي ليلة الحادي عشر من سبتمبر الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين، من بينهم السفير الأميركي، علماً بأن الميليشيات تتمتع بنوع من الحصانة النسبية وسط حالة الفراغ الأمني السائدة منذ خلع ومقتل القذافي. وفي يوم السبت أيضاً، كان مقاتلون من ميليشيا موالية للحكومة يجوبون قاعدة ميليشيا "أنصار الشريعة"، التي يتهمها كثيرون هنا بتزعم الهجوم الذي استهدف القنصلية. وقال رزيق، وهو مقاتل من ميليشيا متحالفة مع الحكومة جاء لحراسة المجمع المهجور ورفض تقديم اسمه الكامل خوفاً من انتقام "أنصار الشريعة": "إن السفير كان رجلاً طيباً. لقد كان يأكل معنا. وحتى خلال الثورة، كان معنا". وفي هذه الأثناء يبدو المشهد متوتراً، فالزجاج المكسور والحطام منتشران في القاعدة، ورائحة الحريق تملأ المكان. وتحت الأرض، اكتشفت كتيبة رزيق بعض الزنازين التي لا نوافذ لها، والتي قالوا إن الميليشيا المتطرفة كانت تستعملها في ممارسة عدالتها الخاصة. وقال رزيق: "إنهم لا ينظرون إلينا -نحن الليبيين- كمسلمين"، مضيفاً "لقد كانوا يقومون بتوقيف الأشخاص الذين يتهمونهم ويسجنونهم هنا. كما كانوا يسيئون معاملة الأجانب". وأسفل الشارع، كان مقاتلون من "كتيبة شهداء الزاوية"، وهي ميليشيا أخرى من ميليشيات بنغازي يقول قادتها إنها اندمجت كلياً ضمن الجيش الوطني، يتولون الحراسة بشاحناتهم المزودة بالرشاشات أمام قاعدة كتيبة راف الله السحاتي، التي كان المحتجون قد اقتحموها في الليلة السابقة. وقال بعض المقاتلين إن ميليشيا راف الله السحاتي، وهي مجموعة ذات توجهات إسلامية محافظة، كانت تأوي أعضاء من "أنصار الشريعة"؛ بينما قال آخرون إن الميليشيا، التي كانت حتى عهد قريب تسيطر على مطار المدينة، إنما استُهدفت لأنها لم تمتثل لأمر الجيش الوطني. غير أن الخط بين الميليشيات المستقلة والميليشيات التي تقول إنها تعمل تحت إمرة الجيش الوطني الليبي الفتي يبدو خطاً رفيعاً. ففي تصريح متلفز بث في وقت متأخر من ليلة الجمعة، قال المقريف إن المحتجين أصيبوا بالحيرة والارتباك ولم يعودوا يميزون بين الميليشيات التي تعمل تحت مظلة الحكومة والميليشيات التي تعمل خارجها، مضيفاً أن ميليشيا راف الله السحاتي كانت في الحقيقة تمتثل للحكومة وأنها تعرضت للهجوم ظلماً. وكان عضو سابق في الحكومة الانتقالية في طرابلس قال هذا الأسبوع إن مقاتلي ميليشيا راف الله السحاتي كانوا جزءاً من الموكب الليبي الذي رافق فريق إنقاذ أميركياً إلى إحدى الفلل التي كان موظفو القنصلية قد لجأوا إليها خلال الساعات الأولى من يوم الثاني عشر من سبتمبر، بعد الهجوم الأول على القنصلية الأميركية. وكان هجوم أعنف استُعملت فيه مدافع الهاون وقذائف "آر بي جي" قد أعقب وصول فريق الإنقاذ بشكل فوري، مما أدى إلى اتهامات من الحكومة الليبية بأن الهجوم كان مخططاً له تخطيطاً جيداً. وما زال من غير المعروف ما إن كان أي أعضاء من ميليشيا راف الله السحاتي يخضعون للتحقيق حالياً على صلة بالهجوم. والمواجهة بين المحتجين ومقاتلي الميليشيا ليلة الجمعة فجرت قتالاً بالأسلحة النارية؛ وقد بث التلفزيون الليبي صوراً لرجال مصابين وهم يُنقلون إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات. ومن بين هؤلاء إسماعيل الصلابي، زعيم إحدى المجموعات، الذي أصيب إصابة خفيفة، حسب صهره. غير أنه لم يكن من المعروف يوم السبت أيضاً المكان الذي ذهبت إليه الميليشيا المخلوعة، وما إن كان سيُسمح لها بالعودة. وفي هذا السياق، قال عصام العربي من كتيبة شهداء الزاوية: "إننا لن نسمح لهم بذلك، إلا إذا قبلوا الاندماج ضمن الجيش الوطني". ومعظم الميليشيات التي تحتفظ بقواعد على شارع الكتائب، والذي يعد الشريان الرئيسي في بنغازي وكان يحتضن أيضاً مقر "أنصار الشريعة" و"راف الله السحاتي"، تقول إنها تنتمي إلى الجيش الوطني. غير أن المقاتلين، الذين لم يبلغ الكثير منهم سن العشرين بعد، ما زالوا يرتدون ملابس عسكرية غير موحدة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©