أمجد الحياري:
بدأت في المجمع الثقافي في أبوظبي أمس فعاليات المؤتمر العالمي ''سحر اللؤلؤ'' الذي يقام ضمن مهرجان أبوظبي الدولي للؤلؤ، التي تتواصل فعالياته تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي وعدد من المتاحف والجهات المعنية بالتراث في دول مجلس التعاون الخليجي·
وأكد سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في كلمته الافتتاحية لجلسات المؤتمر أن المهرجان، وفعالياته المرافقة، قد حقق النجاح المتوقع منه والأهداف المرسومة له، وخاصة على صعيد رفع مستوى الوعي الدولي بالأهمية التراثية والثقافية لأبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشدداً على أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي انسجاماً مع أهداف واستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مجال تعزيز الهوية والثقافة الوطنية وحفظ التراث الثقافي، ولتستمر هذه الأسابيع الشيقة من الإثراء الثقافي والفائدة العلمية والبحثية النادرة· وأشار المزروعي إلى أهمية المؤتمر، حيث يتناول نخبة من الباحثين والخبراء في عالم اللؤلؤ اليوم، عدة قضايا تاريخية وعلمية وأدبية متعلقة بالمجوهرات والأحجار الكريمة، وصولاً إلى اللؤلؤ وتاريخ البشرية بالتوازي معه، وذلك بهدف البحث في ماضي وحاضر ومستقبل اللؤلؤ في المنطقة والعالم·
وقال: إن مهرجان أبوظبي الدولي للؤلؤ يمزج التراث بالعلم والفن والأدب والتاريخ، ويُساهم في إعادة إحياء تراث الآباء والأجداد، وفي خدمة التواصل والتعاون الثقافي بين الأمم والشعوب·
وأشاد مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالدعم الكبير الذي يلقاه المهرجان من رعاة الحدث، وبشكل خاص من شركة نخيل إحدى أبرز شركات التطوير العقاري على مستوى العالم، ومن شركة طيران الاتحاد الناقل الرسمي للدولة، وذلك في إطار حرص هذه الجهات الرائدة على دعم خطط التنمية المستدامة ومشاريع الحفاظ على التراث العريق لدولة الإمارات، مثمناً الجهود المتميزة التي بذلها المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، ومختبر البحرين للؤلؤ، وسائر الجهات المعنية بالتراث في دول مجلس التعاون الخليجي، ولجميع اللجان المنظمة، لما قامت به من دور متميز في إنجاح كافة فعاليات المهرجان·
وناقش المشاركون ورقة عمل بعنوان القوة واللؤلؤ في الأزياء قدمتها الباحثة باميلا جولبين من متحف اللوفر الفرنسي والتي أشارت فيها إلى أن القرن السادس عشر يعتبر العصر الذهبي للأزياء الغربية، حيث كان اللؤلؤ، رمز السلطة والثراء والمكانة النخبوية، التحف الفريدة منقطعة النظير في مجوهرات وملابس الملوك والملكات على حد سواء، كما استخدمت الملكة إليزابيث الأولى وكاترين دوميتشي ونبيلات البلاط الإسباني اللؤلؤ للتأكيد على الصور المتعددة للطهارة والرفعة والثراء·
وأشارت إلى أنه وللحفاظ على قيمتها، كثيراً ما تم فك اللؤلؤ عن الثياب وأعيد وضعه في نمط جديد ليناسب الأذواق الحديثة، حيث داومت الملكة ماري أنطوانيت والإمبراطورة جوزفين والإمبراطورة يوجين على استخدام قوة اللؤلؤ في الملابس كأدوات تعكس سلطتهن السياسية والاقتصادية المطلقة·
علاقة تاريخية مع المنطقة
قدم باتريك نورماند المدير العام لشركة كارتيير الشرق الأوسط ورقة عمل بعنوان علاقة كارتيير التاريخية والفريدة مع اللؤلؤ في العالم والخليج العربي خاصة أكد فيها ارتباط كارتييه ''ملك المجوهرات وصانع مجوهرات الملوك بعلاقة طويلة مع اللآلئ خلال مسيرته· لقد بدأ كل ذلك منذ 100 سنة مع الرحلات حول العالم التي قام بها الأخوة كارتييه المغامرون، عندما استكشف جاك، المقيم في لندن، آسيا وزار الشرق الأوسط بحثاً عن اللآلئ النادرة·
عدد اليوم
