الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشحي: نعمل لاستنهاض مجتمع قارئ

الشحي: نعمل لاستنهاض مجتمع قارئ
21 أكتوبر 2014 04:26
محمد وردي (دبي) في إطار فعاليات الدورة السابعة من «معرض الكتاب» الذي ينظمه «نادي ضباط شرطة دبي»، استضاف «المقهى الثقافي» في المعرض الكاتب جمال الشحي رئيس «جمعية الناشرين الإماراتيين» للحديث عن تجربته في عالم النشر وصناعة الكتاب مساء أمس الأول في مقر النادي بدبي، بحضور اللواء محمد سعيد المري مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع في شرطة دبي، والنقيب عبد الباسط علي رئيس الأنشطة الثقافية في النادي، منسق المعرض، ولفيف من الضباط وأفراد الشرطة والإعلاميين. استهل الشحي محاضرته في الحديث عن أهمية الكتاب باعتباره اللبنة الأساس في النهضة الحضارية للمجتمعات الإنسانية عموماً، حسبما يقول التاريخ، وكما تؤكد تجارب الدول أو الحكومات في هذا المجال، ملاحظاً أن حكومة سنغافورة اكتشفت أن المجتمع السنغافوري لا يقرأ، بضوء دراسة موثقة أنجزتها عام 1995 فوضعت خطة استراتيجية لتحويل السنغافوريين إلى مجتمع قارئ، تمتد على مدى خمسة عشر عاماً، بموازنة لا تزيد على مليار ونصف المليار دولار. وابتكرت أفكاراً إبداعية لجذب الناس إلى القراءة، منها: إلزام مراكز التسوق التجارية الكبيرة بتأسيس مكتبة في وسط المتجر بطريقة لا تترك مجالاً للمتسوق من دون أن يرى الكتاب بكل أجناسه، وكأنها أرادت أن توجه للمجتمع رسالة، مفادها أن اقتناء الكتاب وقراءته لا تقل أهمية عن المأكل والمشرب والملبس. ومنها أيضاً تنظيم مسابقات بجوائز قيمة لكل من يقدم عرضاً وافياً لأربعة كتب ذات محتوى نوعي. هذا بالإضافة إلى تعميم مراكز الترفيه التي تستقطب الفتيان في جميع القرى النائية ضمن خطة مبرمجة تستدرجهم للقراءة. فحصدت نتائج باهرة خلال خمس سنوات فقط، حسب دراسة أعدتها الجهة عينها التي أعدت الدراسة الأولى. ويقول الشحي، إنه ما زال حتى اللحظة يقتنع بأن محتوى الكتاب لا يحتل المرتبة الأولى في التوزيع، وإنما إلى جانب المحتوى لا بد من الأخذ بعين الاعتبار مجموعة أخرى من العوامل، مثل العنوان والغلاف والصورة أو اللوحة على الغلاف، والألوان، وفوق كل هذا الزبون، الذي يجب أن يشتري الكتاب، إذ لا بد من دراسة شخصيته ومعرفة اهتماماته أو انشغالاته الذهنية، وميوله أو نزعاته النفسية. ولم يخف الناشر جمال الشحي أنه بالأساس يتوجه إلى الفئات الشابة وهي من أهم سمات المجتمع الإماراتي الفتي، حيث تشكل نسبة الشباب أكثر من ستين بالمائة. موضحاً أنه لا يخفي أيضاً انحيازه المطلق للتجارب الإبداعية الجديدة لدى فئة الشباب، رغم كل ما قيل بشأن قدراتهم أو خبراتهم في تجاربهم الأولى، ولكنه بالتأكيد لن يتساهل معهم في تجربة النشر الثانية. أما بخصوص تجربته في رئاسة «جمعية الناشرين الإماراتيين»، فيؤكد الشحي أن عدد دور النشر المنتسبة للجمعية بترخيص رسمي تجاوز مائة دار، منها ست عشرة داراً تديرها كاتبات. وإن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على أن الكاتبة والكاتب الإماراتي لم تعد لديه مشكلة في موضوعة النشر، كما كان عليه الأمر قبل خمس أو عشر سنوات، مؤكداً أن محفظة سوق النشر في الإمارات تقترب من مليار درهم سنوياً، وأن حصة النشر باللغة العربية مازالت بحدود ثلاثين بالمائة لا أكثر، ما يعني أن السوق متعطشة للكتاب، وأنها جاهزة لاستيعاب ناشرين آخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©