الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبار المسؤولين الماليين في العالم يبحثون مصير مصارف منطقة اليورو

كبار المسؤولين الماليين في العالم يبحثون مصير مصارف منطقة اليورو
7 أكتوبر 2011 01:53
برلين (وكالات) - تباحث عدد من كبار المسؤولين الماليين في العالم مع البنك المركزي الأوروبي أمس في برلين حول مصير مصارف منطقة اليورو التي يمكن أن تأمل بإعادة رسملة تنقذها من الانهيار. وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أنه يقترح “عملا منسقا” في أوروبا من اجل إعادة رسملة المصارف للتخلص من الأصول السامة. ورحبت الأسواق بالإعلان الذي أتى ردا على طلب تقدمت به المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مساء أمس الأول. وسجلت بورصتا باريس وفرانكفورت ارتفاعا بـ 2% قبل الظهر. ويخشى قادة منطقة اليورو من أن تتحول أزمة الديون لا سيما في اليونان إلى أزمة في القطاع المصرفي كما حصل في عام 2008 بعد انهيار مصرف ليمان براذرز في الولايات المتحدة. وبلغت مساهمة مصارف دول منطقة اليورو لدى المصرف المركزي مستوى قياسيا جديدا ما يدل على المنافسة بين مختلف المؤسسات المالية. وبدلا من أن تحرك هذه المؤسسات سيولتها وتسهم في رسملة بعضها البعض، فهي تتهافت على احتياطي المصرف المركزي الأوروبي رغم تراجع الاداء. كما أن توقف المعاملات بين المصارف يمكن أن يهدد تمويل الاقتصاد وبالتالي النمو الذي يسجل تراجعا في أوروبا. وأثارت أزمة مصرف الاستثمار الفرنسي البلجيكي “ديكسيا” الذي بدأت آلية تفكيكه، مخاوف من تكرار ما حصل بعد انهيار مصرف “ليمان براذرز”. كما أن من المفترض التباحث في قضايا المصارف خلال لقاء تم أمس في برلين يضم عددا من كبار المسؤولين الماليين في العالم من بينهم ميركل والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ووزير الاقتصاد الفرنسي فرانسوا باروان ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، وجان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوربي. إصلاح النظام النقدي وتدور القمة رسميا حول إصلاح النظام النقدي كما دعت إليه فرنسا التي تتولى حاليا رئاسة مجموعة الدول العشرين الأكثر ثراء في العالم والتي تعترض على هيمنة الدولار على الأسواق العالمية. إلا أن المشاركين لا يمكنهم تجاهل أزمة ديون منطقة اليورو خصوصا بعد أن دعا وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر مجددا الأوروبيين إلى “بذل المزيد من الجهود” قبل أن تمتد الأزمة لمختلف أنحاء العالم. وستتيح إعادة الرسملة للمصارف الأوروبية أن تواجه خفضا جديدا لقيمة أسهم الدين اليوناني يفوق عتبة الـ 21% التي وافقت عليها أساسا. إلا أن الملح بالنسبة إلى اليونان التي شهدت أمس الأول يوما جديدا من الاضرابات والتظاهرات ليس خفض قيمة الاسهم بل استئناف المساعدة الدولية. وتوقف صرف المساعدة الدولية بانتظار استنتاجات مبعوثي المصرف المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الذين يراجعون التقدم الذي حققته اليونان على صعيد الإصلاحات. وعلاوة على “الترويكا”، فان اليونان تنتظر وصول وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر. وبدا الرأي العام في ألمانيا المساهم الرئيسي في خطط الإنقاذ الأوروبي يبدي تبرمه من المساعدات المتتالية. حتى أن صحيفة “بيلد” الأوسع انتشارا والأكثر انتقادا لأثينا لم تتردد في تأنيب اليونانيين على سوء إدارتهم. أزمة دكسيا إلى ذلك، قال لوك فريدن وزير مالية لوكسمبورج أمس إن مستثمرا دوليا ذا مركز مالي قوي مستعد للاستحواذ على حصة أغلبية في ذراع بنك دكسيا في لوكسمبورج بينما ستحصل الحكومة على حصة أقلية. ودكسيا بي.آي.ال وحدة تابعة لبنك دكسيا المتعثر الذي سيحتاج أيضا لدعم من فرنسا وبلجيكا فيما ستكون أول حزمة إنقاذ حكومية لبنك أوروبي جراء أزمة ديون منطقة اليورو. وقال فريدن في إفادة صحفية “يمكنني ابلاغكم أن مستثمرا دوليا مستعد لشراء بنك دكسيا بي.آي.ال في لوكسمبورج بغرض تطويره كلاعب استراتيجي في المركز المالي في لوكسمبورج”. وأضاف الوزير إن المفاوضات في مرحلة متقدمة ومن المتوقع الانتهاء منها قبل نهاية أكتوبر. ولم يتضح كيف يمكن للصفقة أن تؤثر على وحدتي ار.بي.سي دكسيا ودكسيا لإدارة الأصول التابعتين لمجموعة دكسيا. وأكدت دكسيا في بيان أنها دخلت محادثات حصرية مع مجموعة من المستثمرين الدوليين لبيع فرعها في لوكسمبورج. من جهته، شدد وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان على أنه يتم إعداد “حل” لأزمة بنك ديكسيا بعد أن بدأ العملاء سحب اموالهم من المصرف الفرنسي-البلجيكي المتعثر، وتزايدت المخاوف من أزمة مصرفية جديدة في الوقت الذي دعا فيه صندوق النقد الدولي أوروبا إلى إعادة رسملة البنوك المهددة بتداعيات أزمة الديون في منطقة اليورو. جاء تصريح الوزير بعد ساعات من تأكيد مسؤولين في بلجيكا أنه تم التوصل لاتفاق مع نظرائهم الفرنسيين للتخلص من الأصول السامة للبنك بنقلها إلى ما يطلق عليه بنك الأصول المعدومة “البنك السيئ”. يشار إلى أن ديكسيا هو أحد أكثر البنوك الأوروبية تعرضا لتداعيات أزمة ديون اليونان وهو يعاني من جفاف عالمي لعمليات الإقراض بين البنوك. ونقلت وكالة أنباء “بيلجا” البلجيكية يوم الثلاثاء عن إيف ليتيرم القائم بأعمال رئيس الوزراء إن “بلجيكا ستبذل كل ما هو ضروري بحيث لا يخسر أي مدخر أو عميل لدى ديكسيا سنتا واحدا من اليورو في هذه الأوقات المضطربة”. ورغم ذلك، سحب عملاء في بلجيكا300 مليون يورو (399 مليون دولار) من حساباتهم في ديكسيا الثلاثاء، وفقا لما ذكرته صحيفة “دي تيجد” التي أشارت إلى أن المبلغ كان أقل مما تم سحبه عندما تعرض البنك لأزمة عام 2008. وقال ليتيرم: “ليس هناك سبب لسحب الناس أموالهم”. ووفقا للقواعد الأوروبية، تضمن الحكومة البلجيكية ودائع الأفراد بحد أقصى 100 ألف يورو لكل مودع. وفي حين رفض القائم بأعمال رئيس الوزراء التكهنات بشأن وقف أنشطة ديكسيا في بلجيكا، قال وزير ماليته ديداير ريندرز أمام البرلمان إن هذه المجموعة لا يمكن أن تستمر بدون الاندماج في بنك آخر. وأضاف: “سيستغرق الأمر ساعات أو أياما (ولكن) ليس أسابيع”. وفي فرنسا، ظهرت خطة بأن يتولى قروض البنك التي قدمت للسلطات المحلية الفرنسية والتي تعتبر من بين الأصول المعدومة، كيان مملوك لبنك البريد الفرنسي ومؤسسة التمويل العامة “كسيس دي ديبوتست كونسيجناسيو”. التصنيف الائتماني وقال باروان إن مثل هذا الحل سيكون الحل الأكثر “رسوخا”. وقال مسؤولون في بلجيكا وفرنسا إنهم واثقون في أن الوضع لن يؤثر على التصنيف الائتماني لبلادهما. لدى ديكسيا عمليات في بلجيكا ولوكسمبورج وفرنسا، فضلا عن تركيا من خلال وحدته دينيز. في الوقت نفسه دعا أنطونيو بورجيس المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي في أوروبا إلى وضع خطة أوروبية لإعادة هيكلة البنوك المتعثرة في حين قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الحكومة مستعدة للقيام بهذه الخطوة إذا لزم الأمر. كانت أسهم البنك تراجعت بأكثر من 30% خلال اليومين الماضيين، وعقب إعلان ليتيرم، تأرجحت الأسهم نحو الصعود في بورصة بروكسل. تزامنت المشاكل الجديدة للبنك مع انعقاد اجتماع لوزراء مالية الاتحاد الأوروبي ما أعاد بشكل مباشر البنوك التي تعاني من نقص في رأس المال إلى دائرة الضوء من جديد ما أثار شبح إجراء عمليات إعادة رسملة جديدة. وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله إن الهاجس الأكبر هو أن ضغوط السوق التي تعيق اليورو يمكن أن تتصاعد لتصبح “أزمة مصرفية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©