الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مفاوضات أممية لمكافحة ظاهرة التغير المناخي

مفاوضات أممية لمكافحة ظاهرة التغير المناخي
7 أكتوبر 2011 09:39
بنما (د ب أ) - ربما كان على الذين ينكرون التغير المناخي، أن يتحدثوا مرة مع كاروتو تيكيتا أو مع أويتيك ناساريان أو مع تشاي ايرقوان. يعيش تيكيتا في جزيرة كيريباتي في المحيط الهادي، وتمتد أرضه بالفعل لمسافة عشرة أمتار في المياه. أما منزل ناساريان في بلدة ياكتوسك في سيبريا فيغوص بشكل مستمر في الماء جراء ذوبان الجليد تحته وهو غارق في الماء بشكل دائم. أما المزارع الصيني ايرقوان فلا يجد حتى نصف كوب ماء شرب على عمق 300 متر في مكان كانت فيه بئر ماء على عمق 30 مترا فقط. هذه ثلاث تجارب تجعل الكثيرين يصابون بالدهشة، ولكن الصور التي التقطها السويسري ماتياس براشلير ومواطنته مونيكا فيشر والتي توجت بجائزة وشهادات الأشخاص الذين يحكون عن معاناتهم في ألبوم الصور الجديد لكل من براشلير وفيشر، والذي يحمل عنوان “مصائر التغير المناخي” فتقدم شهادة متنوعة ومركبة في نفس الوقت على تداعيات التغير المناخي، وذلك من خلال أمثلة من 16 دولة. وتجرى مفاوضات في مدينة بنما حتى نهاية الأسبوع الجاري عن سبل إنجاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا والمقرر في الفترة من الثامن والعشرين من نوفمبر وحتى التاسع من ديسمبر المقبل والإجراءات الملحة الواجب اتخاذها في طريق إبرام معاهدة دولية جديدة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي. تدور مباحثات بنما عن كيفية توسيع ما يعرف ببروتوكول كيوتو الذي ينتهي عام 2012 ليشمل جميع العالم، وربما يحمل البروتوكول اسما آخر وقواعد أخرى. وحيث إن دبلوماسية المناخ تسير بخطوات بطيئة للغاية فإن هناك تفكيرا متزايدا بشأن طرق مختلف عليها لمواجهة هذه الظاهرة مثل تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض في مستودعات عملاقة أو حجب إشعاع الشمس من خلال أغبرة. بروتوكول كيوتو هو الإطار القانوني المنظم والوحيد حتى الآن والذي يشتمل على أهداف ملزمة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ولكنه لا يشمل دولا كبيرة معروفة بتلويثها للمناخ بصناعاتها العملاقة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لم تصدق عليه. لذلك فإنه من غير الممكن تحقيق هدف كبح التغير المناخي لكي لا يتجاوز درجتين مئويتين إلا من خلال اتفاقية أكثر شمولا من كيوتو. ولكن مراقبين لا يتوقعون أن تتخلى الولايات المتحدة في دوربان عن موقفها الرافض لإبرام مثل هذه الاتفاقية وذلك بسبب الموقف السياسي والانتخابات الرئاسية في أميركا العام المقبل. لذلك قال وزير البيئة الألماني نوربرت روتجن مؤخرا:”لن نستطيع حل المشكلة بمفردنا”. وأشار الوزير الألماني خلال حوار المناخ في قصر بيترسبرج بالقرب من برلين إلى أن أوروبا تتسبب فقط في 15% من انبعاثات الغازات الاحتباسية وقال إن ألمانيا ستكون رائدة في خفض هذه الانبعاثات بنسبة 40% حتى عام 2020. كما بدأت تداعيات التغير المناخي تظهر بشكل ملموس على دول شمال أفريقيا. وقال مدير إحدى المدارس في ألاسكا في كتاب “مصائر التغير المناخي” إن قريته تغوص في الماء بشكل حقيقي جراء الذوبان المستمر للجليد مضيفا:”لا أعتقد أن من الممكن أن يعاد توطيننا، إذا نزحنا من هنا فلن نظل إحدى مجموعات الإسكيمو”. أما سكوت سوتون، فيعاني من مشكلة ترفية وهي عدم توفر العشب جراء نضوب الماء في منطقة وايلد هورس في مدينة لاس فيجاس الأميركية مما يهدد حسب قوله إلى أن تصبح المنطقة قاحلة. لذلك فإن مكتب ترشيد المياه في جنوب نيفادا يعطي مكافأة دولار على كل قدم مربعة يتم إزالتها من أندية الجولف. ولكن مزارع العنب الأسباني ميجويل توريس الذي ارتفعت درجة حرارة الجو بواقع درجة مئوية خلال الأربعين سنة الماضية في جبال العنب التي يزرع فيها أجبر هو الآخر على تغيير طرق زراعته. وعلى سباح الإنقاذ الإيطالي مارسيلو بلاتي أن يرى عند ارتفاع درجة حرارة الجو إلى 46 درجة مئوية أن بشرته لا تستطيع التكيف مع هذه الحرارة التي لم يعهدها حتى الآن. ويبدو أن مراحل العواصف المتداخلة وكذلك البطاطس التي تنبت في غير أوقاتها في سلسلة جبال الأنديز في بيرو بأميركا الجنوبية ومواسم المطر في أوقات غير معهودة حتى الآن هي شهود صامتة على التغيرات التي لا يعرف أحد ما إذا كان من الممكن إعادتها لأصلها أم لا. الفقراء هم أكثر من يعاني من تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض خارج الدول الغربية، وذلك رغم أنهم أقل من ساهم في حدوثها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©