الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلاقات «الإماراتية - الأميركية» متجذرة وقائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة

7 مارس 2016 00:45
أبوظبي (وام) عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على توسيع وتنويع خيارات تحركها السياسي على الساحة الدولية وتعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى والقوى الإقليمية المؤثرة والناشئة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها. وتأتي الولايات المتحدة الأميركية في طليعة القوى الكبرى التي تستهدف الدولة تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية معها في المجالات كافة بالنظر لما تمثله من أهمية كبرى كونها تعد قوة دولية فاعلة في تفاعلات النظام الدولي خاصة بالنسبة لقضايا منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن ما تمتلكه من خبرات متقدمة في العديد من المجالات التكنولوجية والنووية والفضاء وهي المجالات التي يمكن لدولة الإمارات الاستفادة منها وهي تمضي بخطى ثابتة نحو اقتصاد المعرفة. وباتت العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة متجذرة وقائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة.. ويعمل الطرفان على تعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الازدهار الاقتصادي ومجابهة التحديات الملحة في مختلف أرجاء العالم.. وكانت الولايات المتحدة في طليعة البلدان التي اعترفت باتحاد الإمارات غداة قيامه عام 1971. وشهدت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة دفعة جديدة خلال الفترة الأخيرة برزت من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والتي تميزت بدعم الإمارات للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب. ومن هذا المنطلق تأتي زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لدولة الإمارات والتي ينظر لها في الإمارات والمنطقة بكثير من الاهتمام نظراً لطبيعة التحديات التي تواجهها المنطقة وتزايد التعاون الإماراتي - الأميركي في المجالات كافة خصوصاً في مواجهة الإرهاب والتطرف. و قالت باربارا أ ليف سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة في كلمة لها بمناسبة زيارة بايدن: إن زيارة نائب الرئيس الأميركي لدولة الإمارات تعد علامة فارقة وهامة في العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات وستسلط الضوء على قوة ومتانة العلاقات الثنائية مع واحد من أقرب شركاء الولايات المتحدة الإقليميين وهي دولة الإمارات. وأضافت إن الزيارة ستعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين وستغطي مجموعة واسعة من المجالات السياسية والاقتصادية بجانب القضايا الأمنية خاصة وأنها تأتي في وقت حرج تمر به المنطقة.. معربة عن تقدير بلادها لوجهات نظر قيادة دولة الإمارات فيما يتعلق بهذه القضايا الهامة. وتعد زيارة «جو بايدن» لدولة الإمارات ثاني زيارة لأكبر مسؤول أميركي بعد زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش للدولة عام 2008، وتشكل بذلك إضافة هامة في سجل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.ومن أبرز الزيارات على الصعيد الثنائي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال شهر مايو الماضي. وتعكس زيارة بايدن للدولة - من منظور أميركي وعالمي - الدور المتزايد والمهم الذي تقوم به دولة الإمارات لتعزيز وترسيخ الأمن الإقليمي والسلم العالمي والذي برز بقوة في الفترة الأخيرة وانعكس بشكل واضح في التحالفين العربي والدولي لمحاربة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية لكثير من المناطق التي أصابها الإرهاب. وتشهد العلاقات بين البلدين تحركات واسعة على المستويات كافة وتأتي زيارة نائب الرئيس الأميركي للدولة تتويجا لهذه التحركات وتكشف مقدار الاهتمام الأميركي بإقامة علاقات أكثر تطوراً بين البلدين في إطار روابط الصداقة التي تجمعهما وخطت خطوات واسعة بعد زيارتين متعاقبتين قام بهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما. ويرجع التقدير الأميركي لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى الدور المسئول الذي تمارسه في محيطها العربي والإقليمي وانخراطها الفاعل في حل أزمات المنطقة.. ولم تكن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مايو الماضي للولايات المتحدة الأميركية الأولى فقد تعددت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في إطار التنسيق المستمر بينهما بشأن القضايا المختلفة. وبرزت في هذا الإطار الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى الولايات المتحدة عام 1998/‏‏‏ بصفته آنذاك ولياً لعهد أبوظبي ونائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة/‏‏‏.. وجاءت بعدها بعشر سنوات الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي «جورج دبليون بوش» إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 13 يناير 2008 . و كانت الولايات المتحدة الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات العربية المتحدة ولها سفارة فيها منذ عام 1974 وطيلة هذه الفترة شهدت العلاقات نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية. وتستند العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية إلى إرادة سياسية قوية لقيادتي الدولتين نحو تطوير هذه العلاقات فعلى مدار السنوات الماضية تعززت العلاقات الثنائية بين الدولتين. وفي المقابل تنظر الإمارات مثلها في ذلك مثل باقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً استراتيجياً وطرفاً أساسياً في معادلة تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وتتسم العلاقات الإماراتية - الأميركية بالتنوع والشمول ولا تقتصر على جانب دون الآخر وإنما تتضمن أبعاداً سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية فعلى صعيد التقارب السياسي بين الدولتين تتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء العديد من قضايا المنطقة كالأزمة في سوريا والحرب ضد تنظيم «داعش» والأزمة في اليمن. وتعتبر الشراكة الاقتصادية بين البلدين من أكثر الشراكات نمواً على مستوى العالم ضد التطرف والإرهاب وتتبنى دولة الإمارات والولايات المتحدة مواقف مشتركة ضد التطرف والإرهاب. الصراع العربي- الإسرائيلي لا ينفي ما سبق حقيقة بروز وجهات نظر خاصة من كلا البلدين بشأن كيفية التعاطي مع عدد من الملفات الإقليمية المهمة، ويبرز في هذا المجال موقف الإمارات من الصراع العربي- الإسرائيلي، وفي القلب منه قضية فلسطين، إذ أعربت الإمارات عن رغبتها في أن تقوم الولايات المتحدة بدور أكثر فاعلية للضغط على إسرائيل للمضي قدماً في مسيرة التسوية السلمية في المنطقة وتنفيذ الاتفاقات الدولية بهذه المسألة للوصول إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على أساس خطة خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية. واستناداً إلى هذا التاريخ الطويل من علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، تمثل الولايات المتحدة الأميركية ضلعاً مهماً في أي ترتيبات للأمن الإقليمي في منطقة الخليج العربي. التعاون في مجال الأمن الوطني برز التعاون بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية في المجال الفضائي بقوة إذ اتفق البلدان خلال مارس 2015 على زيادة التعاون الفضائي المدني وفي مجال الأمن الوطني.. حيث تم الاتفاق على وضع منهج استراتيجي يركز على بناء الثقة والتفاهم المتبادلين للأنظمة الفضائية تعتمد عليه الدولتان من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي والبيئي والأمني والاجتماعي. وحسب «جيف راتكي» المتحدث باسم الخارجية الأميركية فإن مجالات التعاون بين الجانبين تتضمن سياسة الفضاء والتطورات التنظيمية والأمن الفضائي والتعاون في علوم الفضاء ومتابعة الطقس واستخدام التطبيقات المعتمدة على الأقمار الصناعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©