هونج كونج (ا ف ب) - في شوارع هونج كونج المزدحمة، ترتفع أصوات أبواق السيارات، بينما تقل سيارات الأجرة الحمراء والحافلات الضخمة والحافلات الصغيرة التي تنقل الناس من مقار أعمالهم وإليها، لكن شيئاً واحداً ينقص هذا المشهد وهو الدراجات الهوائية.
فقد اعتمدت مدن كثيرة في العالم الدراجات الهوائية كوسيلة نقل غير مكلفة وصحية وصديقة للبيئة، وأعلنت نيويورك مؤخرا عن مشروع لتشارك الدراجات.
لكن الوضع مختلف في هونج كونج، حيث تعتبر الحكومة الدراجات الهوائية نشاطا ترفيهيا وليست وسيلة نقل، وترفض تشجيع التنقل على متن الدراجات الهوائية في مناطق المدينة المزدحمة بسبب خطر الحوادث.
إلا أن رئيس تحالف الدراجات الهوائية في هونج كونج، مارتن ترنر، يرى أن الوقت قد حان كي تعتمد المدينة وسيلة النقل هذه.
ويقول “هونج كونج بحاجة إلى الدراجات الهوائية، فنحن نعاني زحمة سير خانقة وتلوث الهواء ومشاكل صحية، والدراجات الهوائية هي الحل لتلك المشاكل كلها”. ويضيف “لكن هناك جموداً بيروقراطياً، فالخطة الموضوعة لوسائل النقل تقوم على القطارات والحافلات ولم تأخذ يوما الدراجات الهوائية في الحسبان”.
وقد تكون هونج كونج أسوأ مدينة بالنسبة إلى راكبي الدراجات الهوائية، فقد ارتفع عدد الدراجين الذين قتلوا في هونج كونج من 10 في 2010 إلى 19 العام الماضي، بحسب الشرطة، وازداد عدد حوادث الدراجات الهوائية من 1914 إلى 2348 حادثاً في الفترة عينها.
ومن الأسباب التي تفسر ذلك، أن السائقين غير معتادين على تشارك الطريق مع راكبي الدراجات الهوائية.
لكن لهونج كونج تاريخاً في رياضة ركوب الدراجات الهوائية. فقد فازت ساره لي واي-تزي بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية في لندن هذا الصيف، وأصبحت ثالث مواطن من هونج كونج يفوز بميدالية في هذه الفئة.
إلى ذلك، أمضى البريطاني ديفيد ميلار الذي فاز في سباق فرنسا للدراجات الهوائية خمس مرات، مراهقته في هونج كونج وهو يقود دراجته بين المتنزهات، لكنه كتب في سيرته الذاتية أن الحافلات ذات الطابقين تشكل “خطراً داهماً” على راكبي الدراجات الهوائية وقد تدهسهم.
ولهذا السبب، يفضل البعض ركوب دراجاتهم في الليل لتفادي زحمة السير، على حد قول شون جودلي الذي يملك متجراً للدراجات في المدينة. لكن الخطر لا يقتصر على السائقين، بل يشمل راكبي الدراجات الهوائية أيضاً الذين لا يعرفون في غالبيتهم قوانين السير.
عدد اليوم
