الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتقال قيادة «الجيش الحر» إلى سوريا ثقة بالنفس أم استجابة لضغوط؟

24 سبتمبر 2012
بيروت (أ ف ب) - أفاد محللون أمس، بأن قرار الجيش السوري الحر نقل مقر قيادته من تركيا إلى “المناطق المحررة” داخل سوريا يظهر زيادة في الثقة بالنفس لدى الجيش الحر رغم مخاطر تعرضه لضربات جوية من قبل الجيش النظامي. وأعلن الجيش الحر أمس الأول، عن نقل قيادته من تركيا المجاورة إلى داخل الأراضي السورية في خطوة رمزية تقوم بها المعارضة التي تواجه انتقادات بأنها تقيم مقراتها في خارج سوريا. وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد في شريط فيديو بث على الإنترنت في رسالة موجهة إلى الشعب السوري “نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر إلى المناطق المحررة بعد أن نجحت الترتيبات..في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريباً”. وذكر محللون أن هذه الخطوة تظهر المكاسب التي حققتها المعارضة على الأرض. ورأى رياض قهوجي مؤسس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليلات العسكرية “اينغما”، أن “نقل القيادة المركزية دليل على أن الجيش الحر حقق قدراً كبيراً من التقدم والنجاح”. وقال إنه من الناحية العملية، فإن هذه الخطوة ستحسن اللوجستيات وتسهل الاتصالات. وأضاف أنه “عندما تتمكن من نقل قيادتك إلى مكان أقرب من خطوط المواجهة، فإن ذلك يجعل عملياتك أكثر فعالية. وهذا أمر جيد للمعنويات”. وصرح عقيد في الجيش السوري الحر لفرانس برس بأن الجيش النظامي يفقد السيطرة بشكل متزايد على الأرض في سوريا وأن قدراته الجوية فقط تتيح له البقاء. وقال العقيد أحمد عبد الوهاب في قرية أطمة القريبة من الحدود التركية، “نسيطر على القسم الأكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود النظاميون يبقون داخل ثكناتهم. لا يخرجون إلا لفترات قصيرة ونحن نتحرك كما نريد في كل الأماكن تقريباً، باستثناء دمشق”. ورأى فابريس بلانش المتخصص في الشؤون السورية ورئيس مركز الأبحاث الفرنسي “غريمو” أن نقل قيادة الجيش الحر يظهر أن المسلحين السوريين “حرروا منطقة”، مضيفاً أن “إقامة القيادة في سوريا هو خطوة رمزية للغاية”. إلا أنه قال إن المسلحين لم يحرزوا الكثير من الناحية العملية “فالقيادة المركزية كانت في تركيا غير البعيدة” عن الحدود مع سوريا. كما تحدث بلانش عن احتمال أن تكون الحكومة التركية التي تواجه انتقادات من المعارضة الداخلية بشأن سياستها الخاصة بسوريا، قد دفعت الجيش الحر إلى الخروج من أراضيها. وأشار إلى أن هذه الخطوة تخلق مشكلة أمنية جديدة للمسلحين “فقد أصبحوا الآن عرضة للهجمات الجوية”. ولكن مع خضوع مساحات شاسعة من المناطق الحدودية لسيطرة المسلحين السوريين، فقد قرر قادة المسلحين الإقدام على هذه المخاطرة بهدف توحيد صفوفهم. وقال قهوجي إن هذه الخطوة “لها تأثير قوي على المعنويات وتنفي ما يدور من حديث عن أن المعارضة تجلس في المنفى بينما جناحها العسكري في داخل سوريا”. ويأتي إعلان الجيش الحر قراره بنقل مقره فيما تدور نزاعات داخله خاصة بين القيادة المركزية التي أقيمت في تركيا قبل أكثر من عام ويقودها رياض الأسعد، والقيادة الداخلية التي يقودها العقيد قاسم سعد الدين. وهناك مشكلة كبيرة أخرى تتجسد في انتشار الجماعات المتفرقة والتي يعلن بعضها العمل بمفرده. وقال قهوجي إن وجود قيادة الجيش الحر داخل سوريا سيساعد على كبح مثل هذه الجماعات “حيث أنه لا يمكن الفوز إلا إذا عمل الجميع بشكل جماعي ومنظم”. غير أن بلانش قال إن انضمام المقاتلين في المناطق البعيدة إلى صفوف الجيش الحر سيستغرق وقتاً “ولا أعتقد أن الوضع سيتغير بسرعة”. وأضاف “إذا تمكنت قيادة الجيش الحر من إعطائهم الأسلحة والمال، يستطيعون من خلال ذلك توحيد صفوفهم. ولكن إذا لم يكن لدى هذه القيادة ما تقدمه لهم، فإنهم لن يذعنوا لها”. ويأمل المسلحون السوريون كذلك في كسب دعم المجتمع الدولي المتردد حتى الآن في تزويدهم بالسلاح لقتال نظام الرئيس بشار الأسد. وصرح خبير في الشؤون السورية طلب عدم الكشف عن هويته بأن “ضغوط المجتمع الدولي هي التي أجبرت الجيش الحر على تنظيم صفوفه، لأن المجتمع الدولي يخشى من صعود الإسلاميين والمتطرفين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©