الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مرسي يطالب أميركا بتغيير سياستها تجاه العرب

24 سبتمبر 2012
واشنطن، القاهرة (وام، وكالات) - قال الرئيس المصري محمد مرسي إن الولايات المتحدة في حاجة إلى تغيير جذري لأسلوب تعاملها مع العالم العربي، وأن تظهر قدرا أكبر من الاحترام لتقاليده وأن تعمل على إقامة دولة فلسطينية إذا كانت تأمل التغلب على كل عقود الغضب من سياساتها. وقال الرئيس محمد مرسي في حديث نشرته أمس صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، قبيل الزيارة المرتقبة اليوم الاثنين للرئيس مرسي إلى نيويورك، إن على واشنطن إصلاح علاقاتها مع العالم العربي وإحياء تحالفها مع مصر التي تمثل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي. وأضاف الرئيس مرسي أنه إذا كانت واشنطن تطالب مصر باحترام اتفاقية السلام مع إسرائيل فإن عليها أن تفي بالتزاماتها في “كامب ديفيد” بإقامة حكم ذاتي للفلسطينيين. ورفض الرئيس مرسي اتهامات البيت الأبيض بعدم التحرك السريع لإدانة المتظاهرين الذين تسلقوا سور السفارة الأميركية وحرقوا العلم الأميركي.. وقال “إن أرواح الدبلوماسيين الأميركيين لم تكن أبدا في خطر وإننا لا يمكن أبدا أن نقبل هذا العنف”. وشدد مرسي على أن مصر لن تكون معادية للغرب كما أنها لن تكون تابعة له، لافتا إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة اشترت بأموال دافعي الضرائب الأميركيين الشعور بالغضب إن لم يكن الكراهية من جانب شعوب المنطقة، وأيدت الحكومات الديكتاتورية على حساب المعارضة الجماهيرية وأيدت إسرائيل على حساب الفلسطينيين. وأكد الرئيس محمد مرسي أنه بعد التغييرات التي أجراها في قيادة الجيش، فإن رئيس مصر هو القائد الأعلى لقواتها المسلحة ومصر الآن دولة حديثة مدنية ديمقراطية حرة ودستورية. وأشاد الدكتور محمد مرسي بتأييد الرئيس الأميركي باراك أوباما لثورات الربيع العربي وأنه يعتقد أن الأميركيين أيدوا حق الشعوب في التمتع بحريتها مثلما يتمتع بها الأميركيون، معربا عن تطلعه إلى التعايش السلمي المتناغم بين العرب والولايات المتحدة. وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الرئيس مرسي سعى من خلال الحديث إلى تقديم نفسه إلى الرأي العام الأميركي والى إعادة صياغة الأسس التي تقوم عليها العلاقات المصرية - الأميركية. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس مرسي كرر إصراره على الحقوق المتساوية لكل المصريين، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة مشيرا إلى أنه لن يمنع امرأة من الترشح أما أن يصوت لها فهذا شيء آخر. وبحسب نيويورك تايمز فإن رد مرسي كان غامضا حين سئل عما إذا كان يعتبر الولايات المتحدة حليفة. وقال “ذلك يعتمد على مفهومكم للحليف”، مضيفا أنه يعتبر الدولتين “صديقتان حقيقيتان”. وفي المقابلة أيضا أكد مرسي مجددا على ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين. وقال “لقد نشأت مع الإخوان المسلمين وتعلمت مبادئي منها وتعلمت معها كيف أحب وطني. لقد تعلمت السياسة مع الإخوان المسلمين، وكنت من قيادات الإخوان المسلمين”. وأشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة يجب ألا تحكم على أداء الشعب المصري، انطلاقا من معايير الغرب مشددا على الاختلاف الثقافي بين البلدين. وفي مقابلة منفصلة تعد الأولى من نوعها التي يجريها معه التليفزيون المصري الرسمي، تعهد مرسي بتلبية مطالب الشعب المصري بالقضاء على الفساد في كل المؤسسات الحكومية. وقال إن كثيرا من التغييرات التي أجراها في الجيش وأجهزة الرقابة الحكومية وجهاز المخابرات استهدف استئصال شأفة الفساد. وأضاف مرسي “ما زلت أكرر: لن ندع أبدا مفسدا يستمر في فساده ليعلم الجميع أن بإرادة هذا الشعب الذي حملني هذه المسؤولية لن أدع فاسدا في مكانه أبدا”. وقال “أنا لا أريد إجراءات استثنائية تنسب إلى هذه المرحلة في التاريخ الآن، لابد من إعلاء قيمة القانون واحترام أحكام القضاء لدينا نيابة ولدينا قانون لدينا أجهزة رقابية ولدينا منظومة عمل يمكن من خلالها تحجيم وتقليل هذا الفساد.. الفساد هذا كان فلسفة وثقافة نظام”. وفي إشارة إلى خطوته المفاجئة الشهر الماضي التي أقال فيها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة وإلغائه مرسوما كان قد اصدره الجيش ومنحه سلطات تشريعية في غياب البرلمان، قال مرسي إن هذه القرارات “كانت لازمة وواجبة”، دون أن يعطي تفصيلات بشأن الأسباب الحقيقية وراءها. وأضاف “اتخذت هذه القرارات وبعدها اتخذت قرارات أخرى أيضا.. ولم تكن أبدا هذه القرارات المقصود منها تهميش دور مؤسسة أو العدوان بأي شكل من الأشكال على أشخاص وإنما هو تحقيق المصلحة التي يقدرها الجميع”. وقال “أتصور أن الشعب المصري التف حول هذه القرارات.. وانظر إلى الواقع.. فأرى أنه أحب هذه القرارات.. هذا معناه إجازة لهذه القرارات وشرعية حقيقية لها”. وقال مرسي إن “القوات المسلحة المصرية قامت بدور عظيم في الحفاظ على الثورة.. القوات المسلحة المصرية أدارت المرحلة الانتقالية وتحملت الكثير في إدارتها وحمت هذه المسيرة”. وأضاف مرسي أنه سيسعى لتطبيق حد أدنى وأقصى للأجور لتحقيق العدالة الاجتماعية، وسيعمل على تطوير التعليم وأنظمة التأمين الصحي والوضع السياسي والأمني للدولة لزيادة تدفق الاستثمارات. وبسؤاله عن شعوره بعد أن علم بفوزه في انتخابات الرئاسة ليصبح أول رئيس مدني منتخب بشكل حر لمصر، قال مرسي “شعوري مليء بالإحساس بالمسؤولية والتحسب الشديد للمسؤولية في هذه المرحلة”. وقال إن “الأهداف كبيرة والآمال عريضة والموارد كثيرة والجهد المطلوب بذله مني ومن كل هذا الشعب مجتمعا مع بعضه جهد كبير جداً، لدينا الإرادة والموارد ولدينا الحرية والمناخ ولدينا الحب ولدينا واقع مطمئن.. نستطيع إن شاء الله أن نحقق أهدافا تأخذ بعض الوقت ونحتاج بعض الوقت وهذا الوقت لا أقوله تسويفاً ولا أقوله بعداً عن المشاكل، وإنما أنا في داخل المشاكل وحامل لها ومقدر لقيمتها ولآمال هذا الشعب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©