«الهلال» تبحث مع منظمات في جنيف تعزيز الشراكة الإنسانية

ابوظبي (الاتحاد)- بحثت هيئة الهلال الأحمر مع برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونيسيف»كل على حدة عمليات تعزيز الشراكة، للحد من وطأة المعاناة الإنسانية حول العالم. وتم الاتفاق على تفعيل آليات التعاون والتنسيق لتقديم أفضل الخدمات الإغاثية، وتوفير احتياجات الساحات الملتهبة والمناطق المهمشة في المجالات الصحية والغذائية وتحسين سبل الاستجابة للكوارث الطبيعية والأزمات بصورة عامة. كما تم الاتفاق على الاستفادة القصوى من المزايا المتوافرة للجانبين، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات بما يخدم أهدافهما المشتركة، ويحقق تطلعاتهما في تحسين الحياة، والحد من شدة الاستضعاف في الأقاليم والمناطق الملتهبة. والتقى احمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر بمقر الأمم المتحدة في جنيف لوران لانديس مديرة برنامج الغذاء العالمي بحضور الدكتور عبد الكريم بن سي علي مستشار الهيئة للعلاقات الدولية، وبحث الجانبان تعزيز أطر التعاون والشراكة المستقبلية لمواجهة تداعيات شح الغذاء وارتفاع أسعاره وأثره المباشر على جهود التنمية البشرية في المجتمعات النامية. وتطرق الاجتماع للكارثة الإنسانية التي يشهدها القرن الأفريقي الذي يواجه مأساة حقيقية بسبب القحط والجفاف الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لشعوب المنطقة بصورة كبيرة، إلى جانب مناقشة الأوضاع الإنسانية على الساحة الباكستانية التي تواجه تحديات جمة نتيجة كوارث الفيضانات المتكررة. واتفق الجانبان على أن أزمة الغذاء العالمية أدت بصورة مباشرة إلى تردي الأوضاع الإنسانية في عدد من الساحات بسبب النقص الحاد في الغذاء، مما يتطلب تكثيف الجهود وحشد الطاقات والإسراع بعمليات إيصال الغذاء إلى مستحقيه في مناطق الأزمات والكوارث. وأكدا أن الظروف الراهنة تستوجب العمل بقوة لتحسين الحياة ودرء المخاطر الإنسانية المحدقة بملايين البشر حول العالم، وتمت مناقشة عدد من المحاور التي تسهم في تذليل العقبات أمام جهود الإغاثة الدولية في عدد من الساحات. وأشادت مديرة برنامج الغذاء العالمي بالدور الإنساني الكبير الذي تضطلع به دولة الإمارات على الساحة الدولية، مثمنة سعيها الحثيث وجهودها المستمرة للحد من حجم المعاناة الإنسانية في مناطق الكوارث والنزاعات والحروب. وأكدت أن الإمارات تعتبر من أهم الدول المانحة لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية والداعمة لقدراتها والمعززة لأهدافها والمحققة لتطلعاتها على الساحة الإنسانية. وأعربت عن تقديرها للمبادرات النبيلة التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر تجاه المنكوبين وضحايا الأزمات و الكوارث، وشددت على دور الهيئة المتنامي في تعزيز التضامن مع القضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من الشعوب وتأصيل قيم الشراكة بين المنظمات الإنسانية، وترسيخ مبدأ العمل معاً من أجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني الذي يواجه الكثير من التحديات، مما يتطلب تضافر الجهود وتوحيدها. وقالت إن السمعة الطيبة التي حققتها الهيئة على الساحة الدولية حدت بمنظمات الأمم المتحدة للسعي في نسج شراكة قوية مع الهيئة التي تتميز بكفاءة عالية في العمل الميداني والإغاثي. واستعرضت لانديس خلال اللقاء أهداف برنامج الأغذية العالمي ومجالات عمله ونشاطاته في المجالات الإغاثية والعمليات التنموية وتوفير الدعم اللوجستي والمؤن والاحتياجات الضرورية والطارئة في المناطق الملتهبة. وقدمت شرحاً لعملياته ومشاريعه في عدد من الدول التي نكبت بفعل الكوارث والأزمات، ونقلت رغبة المسؤولين في البرنامج في توثيق الصلات وتعزيز مجالات التعاون مع هيئة الهلال الأحمر كونها منظمة إنسانية رائدة تتواجد في جميع الساحات، واكتسبت خبرة كبيرة في العمل والحركة الميدانية الدؤوبة. إلى ذلك، التقى رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر في جنيف ديفيد جيرلنج الرئيس الإقليمي للشراكات في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) بحضور عدد من المسؤولين في المنظمة الدولية، وبحث اللقاء أوجه الشراكة القائمة بين الجانبين في عدد من الأٌقاليم خاصة في باكستان وغيرها من المناطق التي تشهد أوضاع الطفولة بها تحديات نتيجة لنقص الخدمات الموجهة إليها. واتفق الجانبان على تبني مبادرات مشتركة للحد من معاناة الطفولة المتفاقمة، وقال جيرلنج إن «اليونيسيف» تتابع بفخر وتقدير النتائج الباهرة لمبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر بعلاج مليون طفل حول العالم. وأشاد بالبرامج الإنسانية والمشاريع التنموية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في المجالات الصحية والتعليمية والخدمية لتحسين حياة الأطفال وصون كرامتهم الإنسانية. من جانبه أكد احمد حميد المزروعي ترحيب الهيئة بتعزيز الشراكة مع نظرائها في الحقل الإنساني على الساحة الدولية التي تواجه شحاً شديداً في الخدمات الضرورية بسبب الأحداث الجارية. وقال إن تضافر جهود تلك المنظمات ستحقق بلا شك مكتسبات إضافية للمستفيدين من برامجهما في مناطق النزعات والكوارث، وستضيف بعداً جديداً، ونقلة نوعية لمشاريعهما المستقبلية. وشدد على أن وحدة الهدف وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار بين الهيئة وهذه المنظمات جديرة بأن تحقق مكتسبات عديدة للمستهدفين، لذلك نحرص على أن نمضي في هذا الطريق إلى أقصى غاياته. وأكد أن الهيئة خاضت تجارب ناجحة في تعزيز الشراكة والعمل معاً مع عدد من الجهات والمنظمات الإنسانية العالمية والإقليمية، مما كان لها أكبر الأثر في تحسين ظروف أشد الفئات ضعفاً.