الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المري: «قضية مانع» صدعت الرؤوس !

المري: «قضية مانع» صدعت الرؤوس !
30 سبتمبر 2015 00:57
بعد ثلاثة أشهر من تداول قضية مانع محمد مع الشباب، لدى اللجان القانونية باتحاد الكرة، من غرفة فض المنازعات، وهيئة التحكيم، ثم المنازعات من جديد، وبعد «الشد والجذب» الذي شهدته فصولها، خاصة مع وجود طرف ثالث كان يسعى للفوز بخدمات اللاعب، حُسمت أمس الأول القضية بالطرق الودية، حيث عاد اللاعب إلى فريقه من جديد، وكأن شيئاً لم يكن، وانتظم في تدريبات الفريق الأول، ليسدل بذلك الستار على القضية التي شغلت الشارع الرياضي طويلاً، خاصة أنها سابقة، برفع لاعب شكوى ضد ناديه، مطالباً بفسخ عقده الذي يمتد لسنتين إضافيتين. منير رحومة (دبي) وسط تصاعد الأحداث وتطورها يوم بعد الآخر اتجهت الأنظار صوب إدارة الشباب التي كانت في موقف لا تحسد عليه خلال الأشهر الماضية، بسبب خطورة القرار الذي سوف يصدر من اللجان القانونية باتحاد الكرة، خاصة إذا نجح اللاعب في فسخ عقده ومغادرة «القلعة الخضراء»، وما يسببه من مشاكل كبيرة، للحفاظ على بقية اللاعبين في الفترة المقبلة، وحرصنا على معرفة رأي إدارة النادي، بعد حسم القضية والاحتفاظ باللاعب وقطع الطريق أمام الطرف الذي يصطاد في «الماء العكر»!. وسألنا محمد المري نائب رئيس مجلس إدارة الشباب عن مدى اعتبار النادي المنتصر في القضية، بعد أن خرج مستفيداً، وسحب اللاعب طلب فسخ عقده، وقال: «الطرفان مستفيدان، لأن النادي احتفظ بلاعبه، وفي الوقت نفسه عاد مانع محمد إلى الفريق الأول، دون ضغط أو إكراه، وذلك وسط تفاهم تام بين اللاعب وناديه». وأضاف أن مانع اختار سحب الشكوى بكل اقتناع، بعد أن تخلص من كل الضغوطات والتأثيرات التي كانت تلاحقه في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن ما حدث خلال الأشهر الماضية دخل مرحلة النسيان، وأن الطرفين استعادا العلاقة القوية التي تميزهما، مؤكداً أيضاً أن استمرار مانع مع «فرقة الجوارح» أنصف الاستراتيجية التي تتبعها إدارة الشباب في إدارة النادي، وذلك تحت شعار الاستقرار الفني، من خلال المحافظة على لاعبي الفريق لأطول فترة زمنية ممكنة، وإيجاد «توليفة» ناجحة تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة. وعن أبرز الدروس المستخلصة من القضية، قال نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب «إن قضية طلب فسخ العقد، هي سابقة جديدة في كرتنا، وتسببت في إرباك جميع الأطراف، سواء الجهة القانونية المكلفة بالفصل في النزاع أو أطراف القضية»، مشيراً إلى أنها صدعت مسؤولي الشباب، نظراً لرغبتهم الكبيرة في علاج الأمور بالطرق الودية، والحفاظ على أهم الأسس التي تقوم عليها «القلعة الخضراء»، وهي روح الأسرة الواحدة، وفي الوقت نفسه أحرجت اللجان القانونية باتحاد الكرة، وتمثل ذلك في إصدار غرفة فض المنازعات، لقرار بعدم اختصاصها وإحالتها إلى هيئة التحكيم، والتي أعادت بدورها القضية من جديد إلى «المنازعات». وأضاف أن القضية كشفت عن بعض القصور في المنظومة التعاقدية، والتي تحتاج إلى الدراسة والتطوير لإيجاد مراجع ثابتة، يمكن الاحتكام إليها في حال نشوب خلافات مشابهة في المستقبل، مشيراً إلى أنه من المفيد خلال الفترة المقبلة الاطلاع على تجارب بعض الدول التي سبقتنا في التجربة الاحترافية، لتفادي الوقوع في الأخطاء نفسها، خاصة على المستوى التشريعي. وشدد المري على أن الاحتراف ليس تعاقدات ومبالغ يتم دفعها، وإنما هناك أمور أخرى أهم مثل ميثاق الشرف الذي يربط مختلف أطراف اللعبة، مؤكداً أننا ما زلنا في طور بناء منظومة الاحتراف، لذلك يجب أن يكون التنافس الشريف في الملعب فقط، حتى يعود بالنفع على منتخباتنا الوطنية، وليس المصالح الفردية الضيقة، وأن الاحتراف يجب أن يكون مبنياً على قواعد سليمة، وفي مقدمتها التشريعات والقوانين، وتحديد المسؤوليات والالتزام بذلك من جميع أطراف اللعبة. عقد مانع بخصوص مدى وجود تعديلات جديدة، تطرأ على عقد مانع محمد بعد سحب الشكوى، رفض المري الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالعقد الذي يربط بين الطرفين، مؤكداً أنها أمور تخص اللاعب والنادي فقط، وأن إدارة نادي الشباب حريصة على استمرار اللاعب لفترة طويلة، وليس لموسمين مقبلين فقط، مثلما ينص الحقد الحالي مثله مثل بقية اللاعبين، لأن سياسة النادي تنص على الاحتفاظ باللاعبين كافة إلى آخر مشوارهم الكروي. أما فيما يتعلق بإمكانية التفريط في مانع محمد، بالانتقال إلى فريق آخر خلال «الميركاتو الشتوي»، خاصة أن إدارة «الجوارح» تلقت ثلاثة عروض رسمية، قال المري «إن مسؤولي النادي أغلقوا باب التفاوض مع أي نادٍ آخر، خلال هذه الفترة، للتركيز على مشوار الفريق بالدوري»، رافضاً الكشف عن نوايا مستقبلية خلال فترة الانتقالات الشتوية. روح الأسرة أشاد المري بالعلاقات الوطيدة التي تربط بين لاعبي الشباب وإدارة النادي، مشيراً إلى أن روح الأسرة الواحدة أهم ما يميز «القلعة الخضراء»، حتى خلال المشاكل التي يمكن تحدث في بعض الأحيان، وقال إن العلاقة المتميزة التي تربط مانع محمد بإدارة النادي كان لها دور كبير في حسم الخلاف، وإنهاء القضية بشكل ودي، قبل أن تتدخل اللجان القانونية وتحسم الأمر. وامتدح أخلاق اللاعب، وتعامله الراقي مع مسؤولي النادي، والتزامه الكبير بالتعليمات، سواء مع الفريق الأول أو الرديف، مؤكداً أن الطرفين فتحا صفحة جديدة، وأن مانع عبر عن رغبته في تعويض غيابه عن الملاعب، خلال الفترة الماضية، والعودة بقوة إلى تشكيلة «الجوارح» وإفادة فريقه، خاصة بعد انتهاء الأمور الجانبية التي كانت تؤثر في تركيزه داخل الملعب. الطرق الملتوية بخصوص تكرار استهداف لاعبي الشباب من موسم إلى آخر من بعض الفرق الأخرى، خاصة أن بعض الأطراف لا تلجأ إلى الطرق الشرعية، وتحاول التأثير على اللاعبين بأساليب مختلفة لتحويل وجهتهم، أجاب المري قائلاً: «للأندية حرمات، وهناك سبل وطرق معروفة للتعامل مع هذه الحرمات، من خلال التواصل المباشر، واحترام المواثيق والعلاقات التي تربط بين الأندية». وأضاف أن نادي الشباب يتعامل مع بقية الفرق الأخرى باحترافية وأسلوب حضاري، إلا أن بعض الأطراف تحاول كسر التعامل السليم، وتلجأ إلى طرق ملتوية، لكنها لم تفلح فيما كانت تصبو إليه، مشيراً إلى أن العلاقة الوطيدة التي تربط الأندية بلاعبيها داخل الدولة أحبطت هذه المحاولات الاستثنائية التي تسعى للإضرار بالعلاقات بين الأندية. وتمنى المري أن تكون قضيتا طلب لاعبين فسخ عقديهما مع نادييهما أول وآخر حالات تسجلها كرة الإمارات، لأن التأثير على أذهان اللاعبين وممارسة ضغوطات عائلية، وتقديم إغراءات مختلفة من شأنه أن يعرض كرتنا إلى موجة خطيرة قد تهدم منظومة الاحتراف وتتسبب في عواقب وخيمة تطال الجميع وتضر بمصلحة وسمعة كرة الإمارات بالدرجة الأولى. الاستقرار الفني التوجه الجديد لأنديتنا دبي (الاتحاد) أشار محمد المري إلى أن أغلب أنديتنا في دوري الخليج العربي، اختارت خلال هذا الموسم سياسة الاستقرار، سواء على مستوى الاحتفاظ بالمدربين، أو نسبة كبيرة من اللاعبين الأجانب، وأن نحو 12 فريقاً فضل استمرار جهازه الفني، لمواصلة العمل الذي بدأه وتحقيق النتائج المرجوة. وأضاف أن هذا التوجه يعد مؤشراً إيجابياً، يسهم في مزيد تطور المستوى الفني، وتنفيذ البرامج والخطط بشكل دقيق وناجح. وقال إن مسؤولي الأندية أصبحوا أكثر وعياً على مستوى تسيير الفرق وإدارة شؤونها، بما اكتسبوه من خبرة واستفادة من التجارب السابقة، مؤكداً أنها خطوات مهمة في الارتقاء بالاحتراف وكسب فوائد حقيقية لكرة الإمارات، ليس على المستوى المحلي فقط، وإنما أيضاً على صعيد المنتخبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©