الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ازدواجية الولاء... خيانة عظمى

ازدواجية الولاء... خيانة عظمى
24 سبتمبر 2012
ازدواجية الولاء... خيانة عظمى يقول سالم سالمين النعيمي: لفتت نظري ردود فعل قليلة داعمة لأدعياء التحزب السياسي باسم الدين والمتعاطفين معهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهم زمرة لا تكاد تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من مواطني الدولة والإخوة العرب ضيوفها. وكنت قبل ذلك متابعاً دائماً أكاد لا أبرح التلفاز ومراقبة وسائل الإعلام والتواصل المختلفة متابعاً مسارح السباق الرئاسي في دول "الربيع العربي" راصداً لردود أفعال المؤيدين للإسلام السياسي التحزبي من المقيمين في دول الخليج العربي، وكنت مشاهداً لقناة "الجزيرة" المخصصة للحالة المصرية، وكان أكبر قدر من التعليقات التي وردت من دول الخليج تحديداً ومعظمها من نساء تكتب تحت كنية معينة كأم سيف الإماراتية... الخ. وبعد فوز الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بكرسي الرئاسة فإن أكثر تعليق لم أجد له أي مبرر هو "عقبال دول الخليج العربي إن شاء الله"! وهذا التحدي لم يعد سراً يخفى، وحان الوقت لفضح تلك الآلة التنظيمية المتحزبة المضللة لبعض أبناء الدولة، فمن أعطاهم الحق في استخدام مرافق الدولة ووظائفهم الحكومية في تجنيد حتى الأطفال من سن (9) سنوات؟! وللعلم فقد قامت مؤخراً الجماعات المتطرفة دينياً وسياسياً، والمفلسة فكرياً، بتعميق الهوة بين ممارساتها الملتوية وتوقعات الجهات المختصة التي لم تتفاجأ بخفض سن التجنيد وبداية التكييف للانضمام إلى تلك الجماعات والتنظيمات الداعية للفرقة وتجزئة وحدة الأمة إلى أحزاب وفِرق، في خروج صريح عن الجماعة، إلى مرحلة طلبة الروضة وترسيخ الأفكار في أذهان الأطفال كمرحلة أولية. وهي شديدة الخطورة تستخدم في ذلك بعض قنوات التلفاز المتخصصة للأطفال والمسيطر عليها من قبل أدعياء تلك الجماعات الذين لا يخجلون أبداً من التأليب على دولهم والنَّيل من ولاة أمرهم، وهم لا يزالون يراهنون على مفاهيم مغلوطة وقراءات خاطئة يستقون منها رؤى حزبية تضر ولا تنفع، ويربطون مصيرهم بشؤون خاصة بدول إسلامية تمارس عنصرية المرجعية الدينية ساعين إلى تجييش وتوجيه سياسات الدول من خلال ممارسات الميكافيلية المذهبية الحزبية لخدمة أجندتهم الموبوءة. بل لقد جعل جنون الإيديولوجيا بعضهم ينادي، في لهجة خطاب مفلس وسقيم، بسقوط النظم في دولهم مُلمِّحين إلى أنَّ تلك المجريات الأخيرة في العالم العربي، على حد زعمهم، بداية سقوط الأنظمة التي تمارس ديمقراطية تعكس بيئتها القبلية بمنظور عصري يحميه الدستور والقانون والأعراف المحلية، متناسين أن هذا النمط من الديمقراطية غير مستورد وهو انعكاس مباشر لواقع اجتماعي وسياسي مستقر. وهو نظام ديمقراطي وليد البيئة التي احتضنته وحققت أكبر المكاسب من خلاله. ففي ظل الأربعين سنة الأخيرة أصبحت دول المنطقة هي الدول الأكثر نمواً في تاريخ البشرية عطفاً على الفترة الزمنية لتكوينها كدول مستقلة. مسلسل الإساءات... من الرابح ومن الخاسر؟ يرى أحمد المنصوري أنه لم تكد تخبو زوبعة الفيلم المسيء الذي أنتجه الحاقدون على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أميركا، أو تهدأ ردّات الفعل التي كان بعضها مسيئاً أيضاً لصورتنا كمسلمين مثل القتل وتخريب الممتلكات والاعتداء على السفارات، حتى برز حاقدون آخرون لا يقلّون وضاعة وسخفاً عن سابقيهم عندما قاموا بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة هي الأخرى في حق رسولنا الكريم. وقد أشارت تقارير إلى أن المجلة الفرنسية المغمورة التي قامت بنشر تلك الرسوم بعد الفيلم المسيء تعاني أصلاً من مشاكل مالية وهي على وشك الإفلاس، فلاشك أن القائمين عليها رأوا أن نشر الصور سيدرّ عليهم دخلاً جيداً وشهرة عالمية عندما يتصدّرون نشرات الأخبار والعناوين الرئيسية للصحف متذرعين بمبدأ حرية التعبير المزعومة عندهم. ويبدو أن مثل هذه الحماقات تستهوي آخرين لديهم نفس المنطق المعوج حيث قررت مجلة ألمانية أيضاً نشر رسوم مسيئة. فتصدر المشهد الحاقدون بأفلامهم ورسوماتهم المشينة. القلق الأفريقي... والتنظيم الدولي حسب حلمي شعراوي تبدو، صورة أفريقيا من الخارج غير بعيدة الآن عن صورتها من الداخل، ولكن ذلك نفسه يعتمد على موقع المشاهد، بل لقد أصبح يعتمد على ألوان "آلة التصوير"، أي منهج الرؤية. فثمة صورة من نافذة الاستقرار أو قل الاستثمار، فتبدو أفريقيا في معظم التقارير الأخيرة ذات "درجة نمو" عالية Growth Rate، تصل إلى 5,1 في المئة، وأن النمو في تزايد معتدل منذ عقد تقريباً، وأن ذلك يرتبط طبعاً بالمليارات المقدمة أو المتعهد بها من قبل دول كبرى ومتوسطة، متنافسة ومتصارعة حول الاستثمار طوال هذه الفترة التي تشهد قمماً مشتركة مع أفريقيا، صينية وأميركية وهندية وكورية وتركية... الخ. وحتى صورة بعض الدول الأفريقية، تشارك في هذا البريق المفاجئ أحياناً، فعلى رأس هذه الدول الناهضة أو القابلة للتسارع في النمو نجد جنوب أفريقيا والمغرب، بل ومصر (في رأي صحيفة "إندبندنت" مثلاً، كما أن ثمة دولاً أفريقية تضرب المثل في التقدم الديمقراطي مثل غانا والسنغال... وإذا ما بالغوا في تصوير عوائد الاستقرار، فإنهم يصلون إلى إثيوبيا بعد وفاة زيناوي، أو الصومال التي تشق طريق الرئاسة شبه المدنية القابلة للتوازن بين لوردات الحرب والمتمردين، ومن ثم احتمال دخول عالم الاستقرار في القرن الأفريقي. الإعلام والإرهاب حسب د. عبدالحق عزوزي، فإن الإعلام هو الطريق السيار الذي من خلاله تمر الصور والكلمات، والإعلاميون هم الذين يقدمون في بعض الأحيان أنصاف الحقيقة إلى المتلقين وهم من يساهمون في صناعة الصور بل وبعض الأخطاء التاريخية (كالتشكيك في نوايا المهاجرين المسلمين والنيل من ثقافة العرب ومنظومة قيمهم ونشر موجات الخوف والقلق في المجتمع الغربي) من خلال الخط التحريري إذا لم يبن على أساس الموضوعية والتوازن. وخلصنا إلى أنه من خلال "ميثاق شرف إعلامي" جديد، يمارس من خلاله الإعلاميون الموضوعية والتوازن والتريث وضبط النفس في مواجهة "حرارة اللحظة"، وممارسة محاسبة الذات والنقد التأملي الذي يمنع من الانزلاق إلى تصور القطيعة بين "نحن" و"هم" وبين "الأنا" و"الآخر"، وإعادة الصفة الإنسانية إلى الجميع، يمكن أن يساهم الإعلام في تحالف الحضارات، وقد صدق هاورد روس (Howard Ros) عندما قال: "ولا يتعاطف الصحفيون الواعون مع أحد الأطراف، وإنما يكونون منغمسين في إيجاد الحلول. والصحفيون الواعون للنزاع يختارون كلماتهم بعناية". ما وراء الإساءة للرسول الكريم شهدت الأسابيع القليلة الماضية، على حد قول د. أحمد يوسف أحمد، استمراراً لذلك المسلسل السخيف المتمثل في الإساءة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. يذكر الجميع كيف بدأ هذا المسلسل برسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام نشرتها إحدى الصحف الدانماركية، ثم صحوْنا مؤخراً على ذلك الفيلم المسيء الذي أنتج في الولايات المتحدة، وإن لم يكن لحكومتها ضلع في ذلك، وأخيراً جاءت الرسوم الفرنسية لتمثل استمراراً لهذه الأعمال الكريهة. وثمة ملاحظات واجبة على مصادر الإساءة، أولاها أنها نتاج سيئ للعلمانية وحرية الرأي لا تملك الحكومات المعنية أي سلطة في هذا الخصوص وإلا أصبحت معتدية على إحدى مسلمات المجتمع وهي حرية الاعتقاد وحرية الرأي. وثانيتها الرغبة في إثارة نوازع الكراهية للدين الإسلامي، وقد تصل في ذلك إلى تصوير كافة المسلمين باعتبارهم أتباع دين "متخلف"، أو كرد فعل مَرَضي على أوضاع تمس المسيحيين في بعض البلدان الإسلامية. وثالثتها الرغبة في تحقيق الشهرة طالما أن هذه الأعمال تستقطب اهتماماً شعبياً وإعلامياً واسعاً، ولم تكن مصادفة أن الصحيفة الفرنسية التي كانت آخر الوافدين إلى معسكر المسيئين صحيفة مغمورة محدودة الانتشار قليلة التوزيع. الإسلام في الموسم الدولي يقول عبدالوهاب بدرخان: كلمتان استحوذتا العام الماضي على نجومية الموسم الدولي الذي تتيحه الجمعية العامة للأمم المتحدة. إنهما "الربيع العربي". ثمة انطباع مسبق وشائع، قبيل انعقاد الجمعية العامة هذه السنة، وهو أن الربيع انقلب خريفاً أو شتاءً. فيما تتفق التوقعات على أن كلمة واحدة تكاد تنتزع النجومية في الأيام المقبلة. إنها "الإسلام" نظراً إلى الجدل الدائر حول العالم على "الإساءة" و"الفيلم المسيء" و"الرسوم الكاريكاتورية المسيئة" و"مخاطر عرض الفيلم" وصولاً إلى "حجب اليوتيوب" وغيره من التداعيات. كلمتان أخريان نافستا "الربيع" العام الماضي، وكأنهما في سياقه أو يفترض أن تكونا من نتائجه الطبيعية. إنهما "الدولة الفلسطينية" وعضويتها الكاملة في المنظمة الدولية. غير أن "الفيتو"، الامتياز الذي تحوَّل بمثابة هبة إلهية للدول الخمس الكبرى، وقف حاجزاً حادّاً لهذه "الدولة"، رغم التأييد والاعتراف اللذين تحظى بهما من ثلثي دول العالم التي تقبل أوراق اعتماد سفرائها وممثليها. هذه السنة ستضطر هذه الدولة لطلب قبولها كـ"دولة غير عضو"، ومع ذلك تشحذ سكاكين الضغوط وقطع المساعدات، ويتجنَّد الدبلوماسيون الأميركيون والإسرائيليون لإحباط هذا المسعى. هنا أيضاً ثمة كلمة واحدة ستنافس "الدولة الفلسطينية"، مثقلة أيضاً بخطايا "الفيتو" إياه وأخطائه. إنها "سوريا" مع استمرار الحرب التي يخوضها النظام من أجل بقائه، الحرب التي لا تنفك تكرّس استحالة بقائه. تلك دولة تريد أن تبصر النور، وهذه دولة في طريقها إلى المجهول وتتعاظم المخاوف من احتمالات تفككها.نادراً ما يفتح هذا الموسم الدولي السنوي آفاقاً جديدة، رحبة ومبشرة، أمام نزاعات الدول والشعوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©