الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اندلاع حرب البطاريات بين اليابان وأميركا

اندلاع حرب البطاريات بين اليابان وأميركا
15 يناير 2007 23:10
إعداد - عدنان عضيمة: بعد أن أصبحت السيارات الكهربائية حديث الناس وأرباب صناعة السيارات على حد سواء، يبدو أنها وجدت طريقها أيضاً إلى برامج المخططين وصنّاع القرار السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة· وقبل أيام، طلب ثالوث صناعة السيارات في الولايات المتحدة جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، من الحكومة الفيدرالية رصد مبلغ 500 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة للاشتراك معاً في تطوير بطاريات متقدمة لدفع سيارات المستقبل كتلك التي ابتدعت جنرال موتورز نماذج منها كانت آخرها السيارة الكهربائية (فولت)· ويذكر تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) أن اجتماعاً لهذا الغرض عقد في شهر نوفمبر الماضي بين الرئيس جورج دبليو بوش والرؤساء التنفيذيين للشركات الثلاث؛ أتبع باجتماع ثان نظم الشهر الماضي وخرج بـ(كتاب أبيض) موجه إلى المستشار التكنولوجي في البيت الأبيض جاء فيه أن الولايات المتحدة أصبحت تصنّف بعد اليابان في مجال تطوير البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية والهجينة؛ وأنها باتت معرضة لدفع ثمن باهظ اقتصادياً إذا لم تقدم الحكومة الأميركية الدعم اللازم لتسريع البحوث الوطنية في هذا المجال· وتم بالفعل تسليم الكتاب إلى مكتب الرئيس في البيت الأبيض ووزارة الطاقة الأميركية· وعلى هامش معرض أميركا الشمالية للسيارات الذي نظم في ديترويت مؤخراً، أعرب كبار صناع السيارات في أميركا عن خشيتهم من أن تنفرد اليابان خلال السنوات القليلة المقبلة بسوق السيارات الهجين لو تمكنت من تطوير بطاريات تتميز بالخفة والسعة الكهربائية الخازنة العالية والسعر المنخفض؛ وقد يؤدي هذا إلى خروج الأميركيين من أسواق هذا النوع من السيارات الذي سيسود الطرق في المستقبل· وتطرق الكتاب أيضاً للصعوبات التي تواجهها الشركات الثلاث بسبب تراجع قدرتها على المنافسة ذات الأجل الطويل بعد الأزمات المالية المتعاقبة التي تعرضت لها مؤخراً وخاصة في السوق الأميركية ذاتها· وبالرغم من أن هذه الشركات لم تعلن عن أدائها عن عام 2006 حتى الآن، إلا أن المحللين يتوقعون أن تكون جنرال موتورز وفورد قد تكبدّتا خسائر باهظة فيما قدرت خسائر التشغيل لشركة كرايسلر بنحو 1,5 مليار دولار· وعلى العكس من هذا الواقع الأليم الذي تعيشه كبريات الشركات الأميركية المتخصصة بصناعة السيارات، أعلنت تويوتا عن رصد مليارات الدولارات لتطوير التكنولوجيات الجديدة لصناعة البطاريات القوية وتمويل مشاريع بناء السيارات الكهربائية يساعدها على ذلك أداؤها الجيد العام الماضي بعد أن سجلت أرباحاً قياسية في الأسواق العالمية· ويشتكي كبار خبراء الشركات الأميركية الثلاث جنرال موتورز وفورد وكرايسلر من أنهم لا ينجحون دائماً في الحصول على المساعدة التقنية التي يحتاجونها من نظرائهم اليابانيين فيما يتعلق ببطاريات شوارد الليثيوم التي تتميز بالخفة وانخفاض التكلفة وقوة الأداء بما يجعلها صالحة لأن تمثل المحركات الفعالة لسيارات الجيل الثاني· وهذا يعني أن اليابانيين أظهروا جانب التحفظ والتشديد على إخفاء أسرار ابتكاراتهم في مجال تطوير البطاريات الحديثة· ويكاد يفهم المرء من النبرة التي تطبع تصريحات الأميركيين حول هذه النقطة بأنهم على وشك الادعاء بأن اليابانيين يمارسون نوعاً من الاحتكار العلمي والتكنولوجي غير المقبول· وقد يبدو هذا الطرح منطقياً لو انطلق المرء من القاعدة المتفق عليها عالمياً من أن الابتكارات المفيدة يجب أن تعامل باعتبارها إرثاً بشرياً وليس كمجرّد وسيلة لربح جولات التنافس التجاري في الأسواق· وقال سكوت شرام، مدير العلاقات التقنية في شركة كرايسلر: (ليس هناك الكثير من الرغبة الكافية لدى اليابانيين لإشراك الآخرين بالمعلومات المتعلقة بالنماذج الأولى من البطاريات الجديدة· ولا شك أن الولايات المتحدة تسجل تأخراً ملحوظاً في هذا المجال)· وكانت تويوتا قد سجلت قفزة تكتيكية تجارية ذكية في عام 2005 عندما عمدت إلى شراء الحصة الكبرى في شركة (باناسونيك إي في إنيرجي) التي تعد عملاقة صناعة البطاريات في اليابان· وكان من الواضح أنها كانت تعمل بذلك على تنفيذ مخطط بعيد المدى يرمي إلى تحقيق السبق في بحوث البطاريات الكهربائية الملائمة لتطوير تقنيات الدفع الهجين· وضمنت تويوتا بذلك أيضاً أن تقصر شركة باناسونيك بيع البطاريات الجديدة لها دون غيرها لتجهيز سيارتها الهجين الناجحة بريوس· ويضاف إلى كل ذلك أن هذه الحركة الذكية جعلت لدى تويوتا الكثير من وسائل الضغط والأوراق الرابحة التي يمكنها أن تلعبها مع صنّاع السيارات الذين يرغبون بالتعامل مع باناسونيك طالما أنها هي صاحبة القرار الحاسم فيها· وبعد كل هذا، يكون في وسع المرء أن يفهم السبب الكامن وراء استعراض جنرال موتورز لسيارتها الكهربائية الصرفة (شيفروليه فولط) في معرض ديترويت الدولي للسيارات والتي تعمل بالبطاريات الكهربائية فقط؛ وخاصة بعد أن ظهرت وهي تحمل الكثير من علامات التطور والتجديد في هذا الاختصاص· وبدا للمراقبين أن جنرال موتورز أرادت اعتبار (فولت) بمثابة الرد الذكي على (تويوتا بريوس)؛ وقصدت من ورائها أيضاً الإشارة إلى أن سوق السيارات الكهربائية لن يكون مرتعاً لتويوتا وحدها، ولا لبقية الشركات اليابانية خلال السنوات المقبلة· ومن ميزات (فولت) أنها تتضمن مولداً للتيار الكهربائي يبدأ آلياً بالعمل بمجرد انتهاء الشحنة المخزونة في البطاريات؛ كما يمكن لصاحب السيارة أن يشحن بطاريات السيارة من أي مفتاح كهربائي منزلي· وتختلف السيارات الهجينة في أنها تضم إلى جانب البطاريات محرك انفجار داخليا كالذي يستخدم في السيارات العادية وتقتصر وظيفته على دفع السيارة بتسارع كافٍ لاكتساب السرعات العالية كما يسهم في شحن البطاريات خلال الفترة التي يشتغل فيها· وتكمن ميزات السيارات الكهربائية بالانخفاض الكبير لاستهلاكها من الوقود· ويمكن لـ(فولت) أن تقطع 60 كيلومتراً في اللتر الواحد من البنزين· وبالرغم من هذا النجاح اللافت الذي حققته جنرال موتورز بموازاة النجاحات التي حققتها تويوتا، إلا أنها أعلنت عن أنها لن تتمكن من طرح النسخة التجارية من (فولت) إلا إذا تلقّت الدعم المادي من الحكومة لمواجهة أعباء وتكاليف تطوير البطاريات الكهربائية· وبالطبع ليست تويوتا هي الشركة اليابانية الوحيدة التي ترسم الخطط للاستفراد بأسواق الدفع الهجين والسيارات الكهربائية بل كان لشركتي هوندا ونيسان نصيب وافر من التطور في هذا المجال· ومن ذلك مثلاً أن (نيسان) كانت على موعد مع إطلاق أول نسخة هجين من سيارتها الأنيقة (آلتيما) في معرض ديترويت، وهي من السيارات التي دخلت السواق بالفعل باعتبارها من طرازات عام ·2007
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©