الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرة «بيتنا بيتكم» تجفف دموع كبار السن بتجديد منازلهم وصيانتها

مبادرة «بيتنا بيتكم» تجفف دموع كبار السن بتجديد منازلهم وصيانتها
25 سبتمبر 2012
موزة خميس (دبي) - استند العم أحمد على جدار منزله القديم، يطالع ما أصابه من تصدعات، وراح يستشير شريكة حياته لتعينه على تدبير نفقات ترميم المنزل الذي مضى على بنائه أكثر من ثلاثين عاماً، وشهد مسيرة حياتهما معاً، وقد تربى بين جنباته الأبناء ثم الأحفاد، الذين انتقلوا إلى بيوتهم، وبقي هو وزوجته على حالهما ينتظران من يطرق الباب للزيارة. وبينما العم أحمد الذي تقدم به العمر في حديث مع نفسه، تسمع بعضه الزوجة، وتشفق على حاله، يدق الباب، فينهض مسرعاً، وإذا بمن يستفسرون منه عن البيت، إن كان بحاجة إلى الصيانة وتجديد الأثاث القديم، ويستغرب في بداية الأمر، وظن الأمر على حد معرفته البسيطة ببرامج التلفزيون أحد مقالب الكاميرا الخفية، لكنهم قدموا أنفسهم على أنهم موظفو هيئة تنمية المجتمع في دبي، ولديهم مبادرة «بيتنا بيتكم»، التطوعية التي يقوم بها الموظفون تجاه مجتمعهم، في محاولة للوصول إلى مفهوم التكافل الاجتماعي بصورة، تستهدف بيوت كبار السن وأصحاب البيوت القديمة الذين لم يقوموا بإجراء صيانة لمنازلهم، وتم ذلك بعد أن أجريت دراسة على بعض المناطق التي توجد بها بيوت منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً. وعن آلية عمل المبادرة، ذكر أحمد سعيد البخيت مدير قسم شؤون المتطوعين، أن مدير عام الهيئة كان على رأس القائمين على أعمال الصيانة، التي بدأت مؤخراً، رغم شدة حرارة الطقس، لكن ذلك جعل كافة أعضاء الفريق يشعرون بقيمة العمل والإنجاز، وتحقيق أمنية أحد كبار السن من ذوي الدخل المحدود، وترميم بيته من الداخل والخارج، وسط أجواء من فرحة أصحاب تلك البيوت، الذين سارعوا بتقديم واجبات الضيافة للمتطوعين. أما عن نفقات المبادرة، فأضاف البخيت أنهم قاموا بالاتصال بعدد من الشركات الراعية، التي ساهمت مجموعة منها في تقديم الكثير من الأدوات والدهان والمواد الغذائية للمتطوعين، مشيراً إلى أن الأمر تطلب وجود عدد كبير من الموظفين بلغ عددهم أكثر من 50 متطوعاً ومتطوعة، قاموا بأنفسهم بتقشير الدهان القديم وتنظيف الشقوق وإعادة ترميمها وصيانتها، بالإضافة إلى تبديل الأبواب الخشبية بأخرى حديثة، متعددة الأشكال، حيث اختار أصحاب البيوت ما يناسبهم منها. وعن آلية عمل البرنامج أوضح أنه تم اختيار مساكن المسنين القريبة من سكن كل متطوع، حتى يكون هناك تواصل أسبوعي وبمعدل مرتين في الأسبوع، لمدة ساعة في كل زيارة، حتى يجد المتطوع نفسه منسجماً مع شخصية أصبحت سعيدة وفرحة وتنتظر الزيارة، وهنا يمكن للمتطوع أن يبقى أكثر من ساعة، لأن تلك الساعة يتعرف من خلالها المتطوع على المسن ويسجل ملاحظاته حول الاحتياجات سواء كانت مادية أو صحية أو معنوية، كما يحق للمتطوع طرح المقترحات لدراستها وتحقيقها إن كانت تصب في مصلحة المسنين. محمد الحاطي مدير المبادرة في هيئة تنمية المجتمع والتنفيذي الأول للمتابعة والتنسيق في مكتب المدير العام، قال إنه تم العمل بعد البحث والتقصي وكتابة التقارير، وتم تحديد 12 منزلاً في أم سقيم، تم الانتهاء من صيانة ثلاثة منها ويعمل الفريق على تقييم الأضرار في البقية، حتى يتسنى له توفير الاحتياجات، التي ربما تتضمن في بعضها تغيير الأسلاك الكهربائية بالتعاون مع مهندسين متخصصين، بالإضافة إلى الأثاث والأجهزة الكهربائية. وتجرى الصيانة من قبل جميع المتطوعين بكل التزام، حيث يقضي الواحد منهم ساعات عدة من العمل الجاد، تبدأ في الرابعة عصراً وتنتهي عند الثامنة مساء وبمعدل ستة أيام في الأسبوع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©