الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا يرفض بعض الأطفال اللغة العربية؟

لماذا يرفض بعض الأطفال اللغة العربية؟
25 سبتمبر 2012
هل يدخل ذلك في إطار الترف؟ ولماذا تقصي بعض المدارس لغتنا العربية وتضعها على الهامش في حين تشجع على القراءة باللغة الإنجليزية وتخلق مسابقات وجوائز من أجل ذلك؟ أمر يرفضه بعض الآباء، في حين يحبذه آخرون، فالتعاطي مع اللغة العربية ودراستها بات أمرا يستدعي الحديث، بحيث أصبحت تعاني من غربة في المدارس، فتجد بعض الأطفال لا يتحدثون إلا باللغة الإنجليزية، بل يسعى بعض الآباء جادين إلى صقل مهارات صغارهم في هذا الجانب والتركيز على قراءة القصص الإنجليزية، ليتم تعويدهم على ذلك، ومن ثم يرفض الصغير اللغة الأم نظرا لغرابتها عليه، وفي جانب آخر تضع بعض المدارس ضمن أولوياتها التركيز على اللغة الأجنبية وجعلها في سياق الحداثة والتطوير، وذلك سعيا لإرضاء الآباء، لأن عقدتنا دائما متعلقة بتعلم لغة الآخر. أما تعلم اللغات بشكل عام ليس عيبا، بل إضافة أصبحت ضرورية وسط عالم يزخر بالمعارف المتسارعة بشكل جنوني، لكن أن تهمل اللغة العربية في موطنها، فهذا أمر غير مقبول، والأمر لا يتعلق بجانب واحد فقط، وهذا ما ذهبت إليه سيدة شعرت بغرابة موقف وبالحرج عندما قصدت أحد المستشفيات لتجد من يحدثها باللغة الإنجليزية، وأخرى حاولت الحديث مع مشرفة حافلة مدرسة أولادها فلم تجد أمامها إلا موظفة تتحدث بنفس اللغة، وغيرها من المواقف الكثيرة التي تصادفنا كل يوم. هذا التنازل عن اللغة العربية يعتبر تنازلا عن الهوية العربية وتراجعا عن القيم، وستظل هي الحامي الوحيد من الضياع في مجتمع يعرف تداخل الكثير من اللهجات التي تؤثر على السلامة الفكرية للصغار على الأخص، إذ تجد طفلا يتحدث لغة مكسرة، مقتطفة من الخدم الذين تعاقبوا على رعايته، فالسبيل الوحيد الأقدر على تخطي تعدد اللهجات هو الاهتمام باللغة العربية، فهي المكون الرئيسي للهوية العربية. ويؤكد البعض والواقع أن اللغة العربية تعاني من تشويهها على اللوحات الإرشادية والإعلانات وعناوين بعض المراكز التجارية والدكاكين، إذ يظهر الوضع أن هذه اللغة تعاني بشدة، ربما يلتمس المرء العذر لهذه الفئة من الناس التي كتبت ذلك، أما بالنسبة للكتب المدرسية فإن العذر غير مقبول أبدا، فكثير من المطبوعات العربية الخاصة بالمراحل التأسيسية وهي المرحلة الحساسة، تعاني من ركاكة كبيرة في الأسلوب، وحشو في المعنى، وتطويل في الجمل، والغريب في ذلك كتابة بعض الجمل بعامية ناهيك عن الأخطاء، فمن هذا الباب لا يمكن لوم هذا الجيل الذي يهرب من لغة لا يفهمها، ولم تلقن له بالطريقة الصحيحة، هذا الشعور يجعل البعض يتحرك في استرداد سيادة اللغة العربية، شعورا منهم بالذنب من جهة أو شعورا بالمسؤولية لإحقاق حق واسترجاعه، بحيث أكدت سيدة خلقت وسيلة تعليمية تفاعلية من أجل تعليم أبنائها، وسعت جادة إلى تحبيبهم في لغتهم الأصلية بعد أن رفضوا التعامل بها، إيمانا منها أن من يريد امتلاك مهارات معرفية وإبداعية يلزمه إتقان لغته الأصلية، بقراءتها وفك رموزها وإيجاد مهارات لغوية أخرى تدعمها فنيا وإبداعيا، في حين يرى غيرها عكس ذلك ويتفاخر بامتلاك أبنائه رصيدا لغويا أجنبيا بدل رصيده اللغوي الأصلي. لكبيرة التونسي | lakbira.to nsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©