الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخاطُر التوائم بين الحقيقة العلمية والخيال الشعبي

تخاطُر التوائم بين الحقيقة العلمية والخيال الشعبي
25 سبتمبر 2012
لا يخلو مجتمع ما من توائم، كما لا يخلو من الأفكار الشعبية التي تنظر إلى كل توأمين بكثير من الغبطة على نعمة الإدراك الحسِّي الفائق التي يحسبون أنها لصيقة بكل توأم. ولعل القصص التي حدثت هنا وهناك وهنالك، وتناقلتها وسائل الإعلام، واقتُبست منها روايات وقصص قصيرة وأفلام زكت هذه الصورة الشائقة عن التوأم في الخيال الشعبي. لكن علماء النفس يقولون إن هناك فرقاً بين ما يسود في مجتمعاتنا من أفكار حول التوائم، وما يحدث حقيقة لدى التوائم. فصفات الإدراك الحسي الفائق والتخاطر والاستشعار عن بعد لا تعدو كونها صفات متوهمة ومتخيلة يعترف معظم التوائم بعدم حيازتهم لها. وتقول نانسي سيجال، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا ومؤلفة كتاب “الحياة المتوأمة: التوائم وماهية السلوك البشري”، “سمعت كثيراً من القصص التي تتحدث عن العلاقات المذهلة التي تربط بين التوائم، وأجد بعضها في غاية الإمتاع والتشويق. لكنني لا أعتقد أن ذلك يحدث بفضل الحس الإدراكي الفائق أو التخاطر”. وترى سيجال أن الأمر له علاقة بالجينات. فعلى الرغم من أن هذه الجينات لا تُحدد مصائر التوائم بالمعنى الحرفي للكلمة، فإنها تؤثر كثيراً على مجريات حياتهم. وتضيف “إن حياة التوائم بشكل عام والتوائم المتطابقة بشكل خاص تكون في الغالب متزامنة”. وتفيد سيجال أنها أجرت مقابلات مع مئات التوائم، لكنها لم تجد لدى معظمهم أي نوع من التواصل الخاص أو الفائق. فقد تجمع بينهم روابط وثيقة وقريبة، وقد يفضلون قضاء الكثير من الوقت مع بعضهم بعضاً دون ملل، لكن ذلك يُعزى لكونهم يشعرون بالتوافق والانسجام لا أكثر”. ومن جهته، يقول البروفسور ريكاردو إينسلي، أستاذ علم النفس بجامعة تكساس، ومؤلف كتاب “علم نفس التوائم”: “ليست الجينات فقط هي المسؤولة عن جعل التوائم يشعرون بذاك القرب الفريد من بعضهم. فهم يكبرون معاً ويتلقون تربية وتنشئة متزامنة ويعيشون تجارب متزامنة. فيكون لهذا تأثير قوي على نمو شخصياتهم. ولذلك فهم يشعرون دائماً بنوع من الحميمية لا توجد لدى غيرهم من الإخوة الذين تتباين أعمارهم”. ويقول ريكاردو إنه على الرغم من الحقائق العلمية التي تبين حقيقة التوائم، فإن الهالة الأسطورية التي تحيط بمفهوم الحس الإدراكي الفائق تبقى متجذرة بقوة في المخيلة الشعبية لمختلف المجتمعات، لدرجة أن بعض التوائم الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على التخاطر والاستشعار الحسي عن بعد نقيصة يلومون أنفسهم عليها، والحال أنها أقرب إلى الخيال الشعبي منها إلى الحقيقة العلمية. ويضيف ريكاردو “عندما أُجري مقابلات مع التوائم، أسألهم عن ظاهرة التخاطر والتواصل الحسي عن بعد، فيجيب كثير منهم أن ذلك لا يحدث معهم”. ويضيف “من الأجوبة التي تردني منهم مراراً “أنا وأخي التوأم نحاول التواصل بهذه الطرق التي نسمعها تحدث بين التوائم، أي عبر التخاطر والاستشعار عن بعد، لكننا نفشل في ذلك. ربما لسنا توائم حقيقيين، أو على نفس الدرجة من التطابق كما هو حال الآخرين”. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©