الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بناء».. محطة تجمع الراغبين في اللحاق بقطار الزواج

«بناء».. محطة تجمع الراغبين في اللحاق بقطار الزواج
25 سبتمبر 2012
سعياً إلى تأسيس أسر، ذات قواعد دينية واجتماعية صحيحة، عن طريق مساعدة الباحث عن شريك في اختيار شريك حياته، وتوفير التوعية والتوجيه والإرشاد، أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي خدمة «بناء»، من أجل إقامة مجتمع متماسك ومنتج، ضمن إطار القيم الإسلامية والعادات والتقاليد. وتقدم الخدمة مجانا للأفراد غير المتزوجين من المطلقين والأرامل من الجنسين، والعزاب الذين بلغوا مرحلة يرغبون فيها في إتمام حياتهم مع شريك، لكن لم تتوافر لهم فرص للتعرف على العائلات التي يوجد فيها راغبون في الزواج. الزواج في سن مبكرة كان إحدى السمات التي تميز مجتمع دولة الإمارات، ولا تزال العادات الحسنة والتقاليد العريقة راسخة، لكن مع حاجة الدولة للبناء ولمحو الأمية، انخرط الجميع في العمليتين حتى تغيرت بعض العادات، وهو ما أشارت إليه فاطمة خميس المشرفة على التواصل المباشر مع الراغبين في الزواج، حيث أوضحت أن ذلك نتيجة التيارات الحديثة ولرغبة الجميع في العلم والبحث عن فرص للعمل، ومن هنا جاءت الحاجة لتأسيس قسم يقدم خدمات منها، إيجاد الشريك المناسب أو بحث الحالات لإيجاد المتوافق والمناسب من ضمن الطلبات المقدمة، كما يعمل على إقامة حفلات الزفاف بالمجالس التابعة للهيئة، وقد تم إنجاز عشر حالات زفاف. الشريك المناسب أما الدكتورة هدى السويدي مدير إدارة التوافق الأسري في الهيئة، فقالت، عندما وجدنا أن العمر لدى الرجل أو المرأة يصل إلى 30 وما فوق للفتاة والرجل ربما 35 وما فوق، بدأنا في تنفيذ هذه الخدمة التي تحول إلى برنامج ثابت، خاصة أن الفتيات والشباب أصبحوا منغمسين في العمل، والأم مشغولة إما في الوظيفة أو في إنجاز مهامها تجاه أسرتها، وبالتالي لم تعد هناك فرص كما كان سابقا، لتلاقي الأمهات لتبحث كل واحدة منهن عن الشريك المناسب للابن أو البنت، ولذلك تصل الأعمار لسن متقدمة ولا يجدن فرصا للزواج، وهناك أسباب أخرى لهذا الجانب ومنها التكاليف الكثيرة للزواج. وتضيف، كانت بداية بناء بالتعاون مع إدارة التوجيه الأسري في المحاكم، لأنه الأكثر معرفة بمن تطلقوا، وهؤلاء ربما يرغبون في الزواج ولكنهم لا يعرفون من يمكنهم من ذلك، ونحن كجزء من المجتمع علينا أن نحمل مسؤولية تكوين أسر جديدة لهؤلاء، وإتاحة الفرصة لأسر الفتيات أيضا لإيجاد أزواج مناسبين، لأننا في دولة تعتز بالقيم الاجتماعية، خاصة في عصر ازداد فيه التغريب وعلت وتقوت العولمة، وليس معيبا أن نجاري العولمة فيما يرفع من مستوانا تعليميا واقتصاديا وثقافيا، على أن لا يطمس ذلك العادات ولا الهوية. استقرار المجتمع السويدي أشارت في حديثها إلى أهمية تكوين أسرة ولو في عمر الخمسين والستين وقالت: من المهم أن لا نترك أفراد المجتمع ما بين مطلق ومطلقة و«عوانس» من الرجال والنساء، لأن المجتمعات المستقرة هي تلك التي تتوافر فيها الحياة الأسرية المستقرة، وعلينا أن نعمل على توعيتهم بأهمية الزواج وليس فقط البحث عن أعلى الدرجات العلمية والوظيفة، ولذلك نضع الحلول الواقعية لهذه المشكلة من خلال بناء الأسرة، وأن يكون هناك نظام لتقريب وجهات النظر وإيجاد الشريك المناسب، تحت مظلة رسمية وحكومية دون مقابل، لأن الثمن بالنسبة للمؤسسة هو قطف ثمار ناضجة عبارة عن انطلاق حياة جديدة، وتعمير وتشييد بيوت زوجية. وعن آلية عمل الخدمة قالت إن القائمات عليه لديهن خبرة تؤهلهن لمناقشة الذين يتصلون بحثا عن النصف الآخر، ومنهن فاطمة خميس التي تعمل على تعبئة الاستمارة وتسلم الوثائق، ويتم العمل بسرية، ولا يتم عرض صور الفتيات ولا منح عناوين، إلا بعد أن تستوفي فاطمة من الراغب كل المطلوب، وتبدأ في طرح الأسئلة وتستشف المواصفات، ثم تبدأ بعرض مواصفات الفتيات، مثل اسم العائلة ومستوى الفتاة الدراسي والعمر، وإن كانت قد توظفت وتركت أو هي على رأس عملها، وربما لم تعمل واكتفت بالتعليم لكنها ربما تكون قد تزوجت وتطلقت أو هي عزباء. وبالحديث مع فاطمة خميس التي تشرف على خدمة بناء قالت، بدأنا الخدمة عام 2011 وهي خاصة بتزويج المواطنين والمواطنات دون مقابل، وتشمل جميع الحالات الاجتماعية، حتى تكون الخدمة مميزة وتتناسب مع العادات والتقاليد، وركزنا على أهمية أن يقدم الراغب في الزواج كل الأوراق الثبوتية التي تدل على هويته، وإن تردد في إحضارها فإننا نتجاهل الطلب، لأن ذلك يعني لنا أن المتقدم غير واثق من جديته في الزواج، أو أن هناك ما يخفيه وهذا لا يتناسب مع الأهداف، ومنها أن علينا أن نوضح لكل طرف معلومات وافية عن النصف الآخر، تتضمن العمر والمستوى الدراسي ومكان العمل والمسكن، هل هو ملك له أو بالإيجار؟ لأن أهل العروس لا بد أن يعرفوا كل التفصيل قبل أن يوافقوا على التواصل معه، إلا أننا نخفي جزءاً من الاسم وربما نخبر عن اسم القبيلة فقط، فإن وجدنا تكافؤاً وتناسباً، عند ذلك نخبر الطرفين بأن هناك شخصا به المواصفات المطلوبة. سن الزواج وتكمل فاطمة، ربما يكون المتقدم للطلب مطلقا أو مطلقة، وذلك لا يعني أن عليه أو عليها العيش بقية العمر حياة «العزوبية»، لأن هناك من هو في مثل حالته، ونعرض الحالة والوضع المعيشي للرجل على أهل الفتاة أو المرأة، كما يحصل الرجل على المعلومات المناسبة عن أهل الفتاة، وإن وجد المناسب يتم تحديد موعد ولا بد من الحضور، ويتم ذلك عن طريق الأهل الذين يحددون موعد للقائهم ببعض، وقد وجدنا أن بعض الرجال أو بعض الأمهات لفتيات في سن الزواج يضعون شروطا ربما تعرقل التوفيق في الزواج. وضربت فاطمة خميس مثالاً على ذلك، ربما يكون عمر الرجل 45 عاما ويطلب زوجة لا تتجاوز العشرين، وأن تكون جميلة جدا وبيضاء وطويلة، وهنا نتساءل: هل هذه الشروط تكفي لحياة سعيدة؟ ومن هنا نبدأ في تقديم النصح ومنه أن المظهر الخارجي المتكامل، ليس شرطاً أن يوفر لك راحة البال وربما يحدث ذلك، لكن لا تكون المواصفات ضمان للتوافق الروحي بين الزوجين، ولذلك لا بد أن تكون لدى الراغب في الزواج ثقافة أسرية، وعليه أن لا ينشغل بالمظهر وينسى كيف يثقف نفسه استعدادا لحياة زوجية ربما تستمر 30 أو 50 سنة، لكن تعمر بالمظهر أو الأناقة، وهي أمور مهمة، لكنها ليست الأهم. حل الخلافات وعن آلية حل الخلافات، ذكرت، لدينا إدارة تعمل على حل الخلافات بالتعاون مع الجهات الرسمية، وذلك مظهر من مظاهر تضافر الجهود، حتى نحد من مشكلة الطلاق ودورنا إن نساعد من انتهت حياتهم الزوجية على بدء حياة جديدة، ومن المهم والجميل أن يدخل الطرفان دورات تأهيل للزواج، وهناك الكثير من الجهات التي توفرها. ونصحت فاطمة الأهالي بقولها، عندما يكون هناك رجل قد بلغ من العمر 35 أو أكثر ولم يتزوج، على الأهل حثه على بدء حياة مستقرة مع إنسانة متناسبة معه في العمر، ولا بأس إن كان الفرق حتى فوق عشر سنوات، أي أن تكون أصغر منه بعشر أو خمس عشرة سنة، لكن أن يحدد أن تكون في التاسعة عشرة، فإن لم يجد من توافق عليه يضيع سنوات عمره في الانتظار، ولذا عليه أن يعطي لنفسه الفرصة في التعرف على مواصفات فتاة أكبر في العمر، وتكون مهمتنا أن نقدم له معلومات عنها وشرحا تقريبيا للشكل والمظهر، فإن وجدنا رغبة نقوم بالاتصال بأهل الفتاة التي وجدنا أنها مناسبة، ويحصل أهل الرجل على رقم ولي أمرها كي يتم تحديد موعد للرؤية الشرعية. انتظار الزواج واستعراضاً لبعض الحالات، قالت فاطمة خميس مشرفة خدمة «بناء» إنه في بعض الحالات تكون الفتاة قد تجاوزت 30 عاما أو في عمر 29 عاما، وقد انتظرت سنوات طويلة ولم تتوفق في الزواج، يتم التعاون مع أهلها سواء الأم أو خالتها، وفي هذه الحالة ربما يوجد رجل أعزب لم يتزوج لكنه يشترط أن يتزوج فتاة في عمر 25 وهو في عمر الفتاة نفسها، كمثال في التاسعة والعشرين أو الثلاثين من العمر، فإن وجدنا له كان بها، أو أن نقدم له معلومات عن الفتاة التي في عمره، ومواصفاتها من ناحية السلوك والتربية والتعليم والثقافة، فإن لم نجد من يوافق هنا نحاول أن نقنع الأهل بالموافقة على مطلق أو أرمل، تتوافر فيه كل الشروط وظروف الطلاق أو الترمل لا تعيب الإنسان، وهي خارجة عن إرادته مثل حالة الترمل. وأضافت، في حالة كان المتقدم مطلقا والفتاة لم تتزوج، نشرح لأهلها أسباب الطلاق بعد أن نتأكد منها بالطرق المناسبة، على أن يكون هو ممن يتزوج ويطلق كثيرا، فهنا ربما تكون لديه مشكلة، لكن في كثير من الأحيان يكون أيضا بسبب عدم التوافق الفكري والنفسي، مما يؤدي للطلاق مرة أو مرتين، لكن المهم أن نقف على الظروف الحقيقية للمطلق أو المطلق، ونحن نخبر الأهل بكل شيء وعليهم هم السؤال عن تلك الأسباب. الإصرار على المواصفات الخارجية يعرقل الزواج حول قرار الزواج أوضحت فاطمة خميس المشرفة على الخدمة أن مسألة وقرار الرغبة في الزواج يتطلب بعض التنازلات في جانب المواصفات الخارجية، وأنا لا أستغرب أن يركز الرجل على هذه الناحية، والغريب أن هناك فتيات وأمهاتهن نجد لهن رجالا فيهم كل المواصفات المطلوبة ولكن يسألن ألا يوجد أفضل؟ ولذلك على الجميع عدم التركيز بشدة وإصرار على مسألة الجمال، خاصة لمن بلغ عمرا قريبا من الأربعين فما فوق، وهذا لا يعني أنه عليه الموافقة على أي واحدة أو أي واحد، لكن عليه أن يعطي نفسه الفرصة في البحث عن الأخلاق قبل كل شيء، فهذه حياة تبنى على السلوكيات الحسنة، والشريك الخبير في العادات الزوجية التي تجعل الحياة سعيدة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©