مصطفى ياسين، وكالات (بيروت) - أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي امس، التزام بلاده بمساعدة اللاجئين السوريين الموجودين على اراضيها انسانيا، لكنه شدد في الوقت نفسه على عدم التدخل في الاحداث السورية.
وقال ميقاتي معلقا على دعوة الولايات المتحدة الجيش اللبناني الى حماية المعارضين السوريين: “ان مقاربتي لهؤلاء اللاجئين القادمين الى لبنان هي انسانية بحتة”. وقدر عدد النازحين بنحو خمسة آلاف معظمهم موجودون في منطقة الشمال، وقال “نحن نبذل كل ما هو ضروري لمساعدة هؤلاء الناس، ونقدم لهم الادوية والملجأ وامكانية ادخال اولادهم الى المدارس”.
ولجأ عدد من المعارضين السوريين الى لبنان منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي، كما فر اليه جنود منشقون تفيد تقارير ان الجيش اللبناني اعاد تسليم عدد منهم الى سوريا. وقال معارضون “انهم يعيشون متخفين في لبنان وفي خوف مستمر من ان يتم استهدافهم من مجموعات لبنانية موالية للنظام السوري، او من اجهزة امنية معينة”.
وقال ميقاتي عما اذا كان موقفه يشمل اعضاء المعارضة او الجنود الفارين “ان لبنان ملتزم بمساعدة المواطنين السوريين”، واشار الى انه لم يتلق اي شكوى حول تسليم جنود او ملاحقة معارضين، ولم يواجه بعد اي قضية من هذا النوع.
واوضح ميقاتي انه يعمل على الا تصل تداعيات الازمة السورية الى لبنان، مبديا بهذا الصدد قلقا على المنطقة بكاملها، وقال “ان الانفجار في سوريا لن يكون داخليا بل سيطال المنطقة”، الا انه اضاف “في ما يتعلق بلبنان، قلت باستمرار اننا نسعى الى ان ننأى بأنفسنا بقدر الامكان عن الاحداث، كما نحاول ان نقلل من انعكاساتها على لبنان”.
وقال ميقاتي “لا يمكنني ان افعل شيئا غير حماية الوحدة الوطنية اللبنانية والسلم الاهلي، وهو الاهم بالنسبة إلي”. لكنه أقر بأن الاحداث المستمرة في سوريا تترك انعكاسات اقتصادية على لبنان، وقال “ان الصادرات من لبنان الى سوريا تتقلص، وهذا قد يؤثر على الاقتصاد اللبناني”.
وحول التقارير المتعلقة بالخروقات السورية للاراضي اللبنانية خلال الاسابيع الاخيرة، قال ميقاتي “هناك لجنة تنسيق لبنانية سورية تعمل لتحديد اسباب حصول ذلك، لكن مثل هذه الحوادث اي دخول دبابة مسافة كيلومترين داخل الاراضي اللبنانية في منطقة الحدود فيها متداخلة، ثم خروجها ليست بالامر الجديد.. انها حوادث تحصل باستمرار”.
من جهة ثانية، اكد ميقاتي ان المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري مستمرة سواء دفع لبنان ما يتوجب عليه لتمويلها ام لم يدفع، ورأى ان عملية الدفع ترفع الضرر عن لبنان؛ لأن الكثيرين يتربصون بلبنان والمقاومة.
على صعيد آخر، استأنف الرئيس اللبناني ميشال سليمان لقاءاته واتصالاته بهدف اعادة اطلاق الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية الذي توقف في عام 2008. واجتمع لهذه الغاية مع وزير الدولة علي قانصوه.
عدد اليوم
