الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الفيتو المزدوج» و «بريكس» يشلان مجلس الأمن

7 أكتوبر 2011 01:23
يسلط الاستخدام المزدوج لحق النقض (الفيتو) من جانب روسيا والصين ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري الضوء على نفوذ ناد صغير من الدول الصاعدة ومدى الانقسام الذي ما زال مستمرا في المجلس بسبب ليبيا. لكن بالنسبة لكيان تابع للأمم المتحدة كان في اغلب الأحيان منقسما وغير قادر على اتخاذ قرار على مدى تاريخه الذي يرجع إلى ستة عقود، قال بعض الدبلوماسيين “إن التصويت على مشروع القرار الخاص بسوريا لم يتضمن جديدا حيث تحاول روسيا والصين وحلفاؤهما في المجلس كبح حماس الولايات المتحدة ودول أوروبية لبعض الانتفاضات العربية المؤيدة للديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. واستخدمت روسيا والصين وهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حق النقض الثلاثاء لتعطيل قرار صاغه الأوروبيون يدعو إلى إنهاء الحملة العسكرية السورية. بينما امتنعت البرازيل والهند وجنوب إفريقيا عن التصويت. وعبر دبلوماسيون غربيون أيدوا القرار عن خيبة أملهم تجاه دول مجموعة “بريكس” التي قالوا إنها أصبحت بدرجة متزايدة قوة معرقلة. وأوضح مبعوث انه بامتناعها عن التصويت على القرار الخاص بسوريا كشفت البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن مواقفها بوضوح شديد. واتفق مع هذا الرأي فيليب بولوبيون المسؤول في منظمة هيومن رايتس ووتش في نيويورك الذي قال ان الدول النامية القوية الثلاث قدمت لروسيا والصين الغطاء الذي تحتاجه الدولتان لاستخدام حق النقض ضد القرار دون تداعيات كثيرة، وأضاف “ثمن النقض كان سيصبح أعلى لو لم تمتنع هذه الدول الثلاث عن التصويت”. لكن اختلف مع ذلك دبلوماسيون في مجموعة “بريكس”. وقال دبلوماسي من “بريكس” “الأوروبيون والأميركيون لا تروق لهم حقيقة أننا باستمرار نطرح مخاوف مشروعة بشأن احتمال أننا بذلك ربما نفتح الباب مجددا أمام تغيير النظام”. وسعت فرنسا بالتعاون مع بريطانيا وألمانيا والبرتغال باجتهاد للحصول على تأييد دول مجموعة “بريكس”، وقامت مرات بتعديل نص مسودة القرار بشأن سوريا وخففته كثيرا حتى أن كلمة “عقوبات” أختفت. لكن هذا لم يكن كافيا. وأوضح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين انه استخدم حق النقض ليس بسبب الصياغة وإنما بسبب تضارب المواقف السياسية بين روسيا والدول الأوروبية الأعضاء في المجلس. وأشار مرارا إلى التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي في ليبيا الذي أدى الى اطاحة معمر القذافي. وكررت اراء تشوركين الدول الأخرى أعضاء “بريكس” التي قال مبعوثون إنها كانت كتلة قوية في المجلس هذا العام. وقال ديفيد بوسكو الاستاذ بالجامعة الاميركية في واشنطن “ان حق النقض يعكس جزئيا مشاعر الاحباط من جانب بريكس بشأن الطريقة التي سارت بها عملية ليبيا”. واضاف انها كانت ايضا نتاج خلافات قائمة منذ فترة طويلة بشأن حقوق الانسان والسيادة الوطنية. وقال مبعوثون ان المعارضة للتدخل الخارجي وفكرة أن على الدول مسؤولية لحماية المدنيين في انحاء العالم أصبحت عبارات متكررة لمجموعة “بريكس”. لكن عام 2011 لم يبدأ على هذا النحو، ففي مطلع العام وافق المجلس على قرارات منحت تفويضات كاسحة غير معتادة باستخدام كل الاجراءات اللازمة في ليبيا وساحل العاج. وفي الحالتين تمت الاطاحة بزعيم تولى السلطة لفترة طويلة. ورغم ان مجموعة “بريكس” لم تعارض بشكل فعال التدخل في ليبيا وساحل العاج إلا أنها انتقدت العمليات العسكرية في البلدين. وبدأت دول المجموعة في عرقلة محاولات تخفيف العقوبات على ليبيا لمساعدة المعارضين المناهضين للقذافي وقاومتا مسعى غربيا للتنديد بحكومتي سوريا واليمن. والفيتو المزدوج من جانب روسيا والصين ليس بالأمر الشائع. وكانت المرة الاخيرة التي انضم فيها البلدان معا لاستخدام حق النقض ضد قرار لمجلس الامن في عام 2008 عندما اجتمعتا مع جنوب افريقيا واستخدمتا حق النقض ضد قرار كان سيفرض عقوبات على زيمبابوي. وقال محللون “ان روسيا أرسلت تحذيرا بأنها لن تلزم الصمت عندما ترى مصالحها مهددة من جانب الولايات المتحدة واوروبا”. ولروسيا علاقات تجارية وعسكرية قوية مع سوريا قال دبلوماسيون انها ستكون غير مستعدة للتخلي عنها. ومع ذلك، قلل بعض الدبلوماسيين الغربيين من شأن التصويت على القرار المتعلق بسوريا، وأشاروا الى ان الانقسامات أمر شائع في مجلس الأمن الذي أمضى معظم تاريخه الذي يرجع الى 66 عاما في حالة شلل تام بسبب الحرب الباردة والصعوبات في التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
المصدر: رويترز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©