عواصم (وكالات) - تصدر ليبيا اليوم أول شحنة من النفط الخام إلى آسيا، بعد إعلان تشكيلة جديدة للمجلس الوطني الانتقالي، بينما تعود البلاد إلى أحوالها الطبيعية بعد أشهر من الحرب. وستكون هذه الشحنة، وهي ثالث شحنة تغادر البلاد منذ انتهاء الصراع الشهر الماضي، غوثاً لشركات التكرير في آسيا التي تدفع علاوات سعرية مرتفعة للحصول على خام بجودة الخام الليبي نفسها.
وأظهرت وثائق ملاحية أن شركة “جنفور” التجارية الأوروبية استأجرت الناقلة ولمينا لتحميل 950 ألف برميل من الخام الليبي اليوم. وورد أن وجهة الناقلة هي شرقي السويس، وهو ما فسره تجار بأنها تتجه على الأرجح إلى الصين التي اشترت نحو 10% من إنتاج النفط الليبي في 2010 . ورفضت جنفور الإدلاء بتعليق. وقال تشانج ليو تونج المحلل لدى “فاكتس إنرجي” أمس، “بالنسبة للصينيين هذا جيد من حيث إنهم لن يضطروا لدفع علاوات سعرية عالية جداً مقابل الخام منخفض الكبريت”. وأضاف “استئناف الصادرات الليبية قد يضيق أيضاً الفجوة السعرية بين الخامات منخفضة وعالية الكبريت”.
وحامت العقود الآجلة لمزيج برنت فوق 100 دولار في معظم فترات العام الحالي، وسجلت علاوة قياسية فوق العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، وهو ما يرجع جزئياً لانقطاع الإمدادات الليبية وسط طلب متزايد على النفط من اقتصادات ناشئة مثل الصين والهند.
وأبحرت أول شحنة من الخام تصدرها ليبيا منذ أشهر، من مرسى الحريقة شرق البلاد في 25 سبتمبر المنصرم، متجهة إلى إيطاليا. ويتوقع ارتفاع إنتاج النفط الليبي إلى 800 ألف برميل يومياً بنهاية 2011، والعودة إلى مستوى ما قبل الأزمة البالغ 1.6 مليون برميل يومياً نهاية 2012.
من جهتها، قالت متحدثة باسم شركة النفط والغاز الإيطالية “ايني” أمس الأول، إن الشركة ليس لديها معلومات حتى الآن عن أي أضرار كبيرة في حقل الفيل النفطي التابع لها في ليبيا. وأضافت قائلة “لا
نزال نقوم بالمعاينة في الحقل لكن حتى الآن لسنا على علم بأي أضرار كبيرة”. وفي وقت سابق أمس، قال مسؤول بالشركة إنه يخشى أن يكون حقل الفيل، وهو أكبر حقول ايني النفطية في ليبيا، قد دمر بشكل كامل، وهو ما قد يقوض الآمال في عودة الإمدادات الليبية سريعاً إلى الأسواق العالمية بعد أشهر من الحرب.
من جانب آخر، أكد مصدر أن مسؤولين بشركة رويال داتش شل النفطية أجروا محادثات مع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في طرابلس أمس الأول، مع عودة المزيد من شركات النفط الكبرى إلى البلد الذي مزقته الحرب، لاستكشاف فرص جديدة، والتأكد من سريان الاتفاقات القديمة. وقال مصدر في ليبيا على دراية مباشرة بما دار في الاجتماع، “شملت المناقشات إجراءات العودة إلى ليبيا”. وذكر متحدث باسم شل “الاجتماعات ستركز على استكشاف فرص التعاون بين الشركتين في المستقبل العاجل”.
عدد اليوم
