الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باسم الدين.. سعوا في الأرض مفسدين!

22 أكتوبر 2014 00:50
محمد أبو كريشة هو دين واحد وليس أدياناً.. هي عقيدة واحدة وليست عقائد.. التقسيم والتصنيف بشريّان وليسا من الله عز وجل.. العقيدة واحدة لكن الأعمال متعددة ومختلفة (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم).. والدين الواحد هو الإسلام منذ آدم عليه السلام.. الإسلام عقيدة الكل.. لكن الأعمال مختلفة.. السقف الذي يظل الجميع هو الإسلام كعقيدة لا كأعمال.. لكن تعريفنا للإسلام هو المشكلة الكبرى التي تجعلنا نكفر أهل الكتاب.. هو تصورنا أو توهمنا أن رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاءت لتلغي اليهودية والنصرانية.. واستشهدنا خطأً بقول الله عز وجل: (إن الدين عند الله الإسلام).. وقوله عز وجل: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه).. خلطنا الأوراق خلطاً في غاية البلاهة لنكفر الآخرين.. وهذا بسبب تعريفنا للإسلام.. ولو كانت النصرانية كفراً واليهودية كفراً ما أنزلهما الله عز وجل.. والله تعالى قال في غير موضع من القرآن الكريم (إن الذين كفروا من أهل الكتاب).. وهذا يعني أن من أهل الكتاب مؤمنين.. والله وعد من آمن بالله واليوم الآخر من المسلمين والنصارى واليهود أجراً عظيماً.. فمنهم مؤمنون ومنهم فاسقون وكفرة.. تماماً مثلنا نحن المسلمين.. منّا مؤمنون ومنّا فساق.. (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).. أكثر المسلمين وأكثر النصارى وأكثر اليهود مشركون.. أشركوا بالله المال وأشركوا معه السلطة وأشركوا معه الدنيا وعبدوا معه أشخاصاً ومرشدين وأحباراً وكهنة ورهباناً وإرهابيين.. الولاء عند الكثيرين لأشخاص.. لأصنام من لحم ودم وليس لله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). تعالوا إلى التعريف الصحيح للإسلام لتعلموا أنه الدين الواحد منذ آدم.. فإذا سألت أي مسلم الآن عن معنى الإسلام يقول لك إنه مشتق من السلام.. وهذا خطأ واضح وبيِّن.. فالإسلام لغة يعني الخضوع والانقياد.. أسلم قيادة أي خضع وانقاد.. وكلمة دين نفسها في اللغة تعني الخضوع والانقياد. (إن الدين عند الله الإسلام).. أي الدين هو الخضوع والانقياد والامتثال لله عز وجل أي هو مجموع في جملة واحدة (لا إله إلا الله).. والكلمة السواء التي يراد أن يجتمع الناس عليها هي ألا يعبدوا إلا الله وألا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله. وإذا كان الإسلام يعني الخضوع لله والانقياد له عز وجل، فإن هذا يشمل اليهودية والنصرانية وكل أتباع الرسالات السماوية التي عرفناها والتي لم نعرفها.. هذا يعني أن الإسلام هو الدين الواحد الذي أراده الله لعباده.. لكن عباد الله فرقوا دينهم وصاروا شيعاً فتفرقت وتقطعت بهم السبل.. والانقياد والخضوع لله عز وجل عمل قلبي بامتياز وليس عملاً مظهرياً.. وبالتالي فإن الحكم على الناس بالكفر إثم عظيم.. وهذا يعني أن الحكم بالكفر على أي مسلم أو مسيحي أو يهودي حكم ساقط وذنب كبير.. فهذا شأن الله عز وجل.. وكذلك الحكم على امرئ بأنه مؤمن أو تقي أو شهيد حكم غبي يبلغ حد الإشراك بالله عز وجل.. هذا مؤمن وهذا كافر وهذا تقي وهذا مارق وهذا شهيد.. لا شأن لي أو لك بهذا.. هذا حكم الله الذي لا يشرك في حكمه أحداً. (نحن له مسلمون).. قالها كل المؤمنين من أقوام الأنبياء.. أي أننا لله خاضعون ومنقادون.. تماماً مثل قول موسى عليه السلام والذين آمنوا معه (إنا هدنا إليك).. أي عدنا وامتثلنا وأسلمنا.. (هدنا إليك هي نفسها أسلمنا إليك ولك).. تختلف الأعمال وطرق الوصول إلى الله باختلاف الأمم والعصور ولكن الدين واحد هو الإسلام والانقياد والخضوع والامتثال والعبودية لله عز وجل. وكما قالت اليهود (عزير ابن الله).. وقالت النصارى: (المسيح ابن الله).. خضنا نحن المسلمين كالذي خاضوا وبلغنا أو بلغ بعضنا أكثر مما بلغ بعض اليهود والنصارى.. فلم نقل (ابن الله).. بل جعلنا أشخاصاً من لحم ودم آلهة (الشخص هو الله).. والعياذ بالله.. لا يمكن أن يكون ما يفعله «الإخوان» و«داعش» و«النصرة» و«أنصار الشريعة» و«الحوثيون»، وذلك المسمى «حزب الله» و«فجر ليبيا» ومن سقط في مستنقعاتهم جهاداً في سبيل الله.. بل هو ولاء حتى العبادة للمرشد والبغدادي والجولاني وكل طواغيت الإرهاب الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم.. والذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً.. والذين كذبوا على الله.. والذين إن يقولوا تسمع لقولهم بينما هم العدو وينبغي أن تحذرهم.. هؤلاء الذين رفعوا المصاحف على أسنة الرماح من أجل كلمة حق يُراد بها باطل.. هم الذين أمرنا الله تعالى بقتالهم وأمرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بقتلهم قتل عاد وإرم.. (لماذا؟).. الله عز وجل لم ينهنا عن الذين لم يقاتلونا في الدين أن نبرهم ونحسن ونقسط إليهم.. سواء كانوا نصارى أو يهوداً أو حتى كفرة رغم أن العالم الآن ليس فيه كفرة ومؤمنون.. فيه منافقون وقليل من المؤمنين.. وهؤلاء الذين يقتلوننا باسم الله هم الذين ينبغي أن نقاتلهم ونقتلهم.. لأنهم يقاتلوننا في الدين ويخرجوننا من ديارنا ويذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا ويفسدون في الأرض.. نعم يقاتلوننا في الدين.. لأنهم احتكروا الدين لأنفسهم وأخرجونا من الملة بقولهم وزعمهم.. هؤلاء وليس النصارى ولا اليهود هم الذين يقاتلوننا في الدين ويسعون في الأرض مفسدين.. لقد قاتلنا اليهود والنصارى وقاتلونا في الدنيا طوال العقود السابقة.. وحقب الاستعمار وسقوط فلسطين.. تقاتلنا في الدنيا وكان فينا نصارى يقاتلون معنا نصارى الدول الأخرى.. كان القتال في الوطن وفي الدنيا ولم يكن قتالاً في الدين.. أما هؤلاء «الإخوان» وكل العقارب والأفاعي التي خرجت من جحرهم كـ«داعش» ومن سار سيرته.. فهم يقاتلوننا ويقتلوننا في الدين وباسم الله عز وجل.. ويخرجوننا من ديارنا ويظاهرون علينا أجهزة استخبارات عالمية، هؤلاء الذين خربوا البلاد وقتلوا وشرّدوا العباد.. قتالهم واجب شرعي لأنهم (قاتلونا في الدين.. وسعوا في الأرض مفسدين.. هؤلاء الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وشرّدوا العباد)!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©