الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة الأفيون الأفغاني.. جهود أميركية ضائعة

22 أكتوبر 2014 00:50
ديفيد زوشينو* * عضو هيئة تحرير «لوس أنجلوس تايمز» على مدى العقد الأخير، أنفقت الولايات المتحدة ما يناهز 7.6 مليار دولار لمحاربة تجارة الأفيون الرائجة في أفغانستان، وللحد من الأرباح الطائلة التي تستفيد منها شبكات الجريمة المرتبطة بتمرد «طالبان»، ورغم الاستراتيجية التي اعتمدتها واشنطن للتصدي للتجارة المربحة، وحتى بعد تسجيل السنة الماضية رقماً قياسياً في زراعة نبات الخشخاش، جاء التقرير الصادر عن المفتش الأميركي العام حول أفغانستان ليؤكد فشل تلك الاستراتيجية.فقد أوضح التقرير الصادر الثلاثاء الماضي أن مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الخشخاش في 2013 تضاعفت لتبهت أمامها المساحة المسجلة في 2007، ولتنتج ما يقارب ثلاثة مليارات دولار من الأرباح، مقارنة بملياري دولار في 2012. ويقول، جون سوبكو، المفتش العام الأميركي لجهود إعادة الإعمار في أفغانستان، إن «الرقم القياسي الأخير المسجل في مستويات زراعة الخشخاش بأفغانستان، يشكك في فعالية البرنامج الأميركي لمحاربة المخدرات»، وأضاف سوبكو أن العديد من المناطق الأفغانية التي أعلنت في السابق خالية من نبات الخشخاش من قبل مكتب الأمم المتحدة حول المخدرات والجريمة باتت اليوم تعج بالأفيون، مشيراً إلى محافظة نانجرهار التي أعلنت في 2008 خالية من زراعة الخشخاش، وكانت وقتها نموذجاً ناجحاً للتصدي للآفة، لكن بحلول 2013 رجعت النبتة إلى المحافظة بقوة لتتضاعف وتيرة زراعتها نحو أربع مرات. وعن أسباب هذا التنامي اللافت في زراعة الخشخاش بأفغانستان، يرى التقرير أن جزءاً مهماً منها يعود إلى تحسن أساليب الزراعة والاعتماد على تقنيات حديثة، مثل حفر الآبار العميقة التي وفرت ما يكفي من المياه لسقي نبات الخشخاش، لاسيما في جنوب غرب أفغانستان التي تعتبر مركز زراعة الأفيون في البلاد. ويضيف التقرير أن المزارعين الأفغان خصصوا ما لا يقل عن 516 فداناً من الأراضي لزراعة الخشخاش، متجاوزين بذلك الرقم المسجل عام 2007 حين كانت المساحة المزروعة بالنبتة 477 ألف فدان فقط. ويتوقع تقرير المفتش العام الأميركي زيادة الإنتاج خلال حصاد العام المقبل، حيث جاء في تقريره أن «تجارة المخدرات تسمم القطاع المالي الأفغاني، كما تقوض شرعية الحكومة من خلال التشجيع على الفساد، ودعم شبكات الجريمة، بل وتوفير دعم مالي لطالبان». وفي ردها على ما جاء في التقرير، قالت السفارة الأميركية في كابول، والتي أشرفت على تنفيذ استراتيجية واشنطن في مكافحة المخدرات، إنها ستواصل جهودها لمحاربة الأفيون، رغم «الأخبار المخيبة للآمال» التي حملها التقرير. وأضافت: «نعترف أننا بحاجة إلى إجراء تقييم دوري لفاعلية الجهود المبذولة في مجال التصدي لزراعة الأفيون، وتعديلها لتتلاءم مع الحقائق على الأرض». ورغم ارتفاع الإنتاج، تقول السفارة الأميركية إنها أحرزت تقدماً في مساعدة المسؤولين الأفغان على محاربة الآفة الخطيرة، لكنها حذرت من أنه «لا توجد طريقة سريعة في التصدي للظاهرة والقضاء التام على زراعة الأفيون وإنتاجه في أفغانستان»، مؤكدةً أن «هذه الجهود لن تؤتي أكلها إلا إذا تحولت إلى جهود أفغانية ذاتية وليس فقط محاولات أميركية منفصلة عن الواقع الأفغاني». أما البنتاجون فكان واضحاً في انتقاده الحكومة الأفغانية بتحميلها مسؤولية فشل جهود محاربة زراعة الخشخاش، وانتشاره في مناطق واسعة من البلاد، وهو ما لخصه البنتاجون بقوله: «تظل زراعة الخشخاش في تصاعد مستمر، وهي تمثل تهديداً حقيقياً للجهود الأميركية والدولية في أفغانستان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©