السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان أم العراق··· أيهما قلعة المخاطر الأمنية؟

أفغانستان أم العراق··· أيهما قلعة المخاطر الأمنية؟
27 فبراير 2008 01:51
خلال الأسبوعين الماضيين، قامت وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندوليزا رايس'' بزيارة إلى أفغانستان أحيطت بالكثير من السرية والإجراءات الأمنية المشددة، لدرجة أن الصحفيين المرافقين لها لم يكونوا على علم بالاتجاه الذي يقصدونه، إلى أن أقلعت الطائرة التي أقلتها إلى كابول من لندن، وما أن حطت طائرتها في العاصمة الأفغانية، حتى تم نقلها ومرافقيها على عجل إلى إحدى طائرات (سي 17) العسكريــة التي قطعـــت بهــا مسافة ساعة كاملــة جواً إلى ''قندهار'' التي أمضت فيها حوالي ثلاث ساعات لم تخاطر خلالها بمغادرة مقر القيادة العامة لحلف الناتو بقاعدته الجوية هناك، وبعد انقضاء تلك المدة، عادت ''رايس'' تارة أخرى إلى ''كابول'' حيث تناولت وجبة الغداء مع الرئيس ''حامد قرضاي'' في قصره المحروس بالإجراءات الأمنية المشددة من جميع الاتجاهات، ومن كابول غادرت بعد ثماني ساعات هي مدة زيارتها كلهــا التي أمضت منها ست ساعات فحسب أرضاً، ومما يلاحظ أن طائرتها التي تحمل شعار الولايات المتحدة الأميركية بلونيه الأزرق والأبيض، تمكنت من الارتفاع سريعاً بعد إقلاعها، متخطية بذلك المجال الصاروخي في بضع دقائق فحسب· وبعد، فإن كل هذه السرية والإجراءات الأمنية المشددة التي أحاطت بهذه الزيارة، تثير سؤالاً جوهرياً فرض نفسه على الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية الآن، وهو: هل أصبحت أفغانستان مهدداً أمنياً أشد خطراً على الولايات المتحدة من العراق؟ وما يستدعي إثارة هذا السؤال الملح، مُضي ست سنوات على غزو الولايات المتحدة الأميركية لأفغانستان، بهدف استئصال شآفة تنظيم القاعدة وحليفتها حركة طالبان، والقضاء على ما تمثلانه من تهديد إرهابي للأمن القومي الأميركي بل للأمن الدولي كله، لكن وعلى رغم هذه المدة الطويلة، ظلت أفغانستان منطقة خطر أمني أشد تهديداً مما كانت عليه في عام ،2002 وهو العام الذي توسط غزو الولايات المتحدة لكل من أفغانستان والعراق· وكما سبق القول، فقد فرض هذا السؤال نفسه على الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية، حيث اتخذ منه كل واحد من المرشحين الرئاسيين المتنافسين الثلاثة، موقفاً متبايناً للغاية، على رغم اتفاقهما على أن أفغانستان تمثل خطراً أمنياً بالغاً يجب التصدي له، ففي حين يعتقد المرشح الجمهوري الرئيسي ''جون ماكين'' أن العراق يمثل قلعة المخاطر الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية، يبدو أن منافسيه الديمقراطيين، ''هيلاري كلينتون'' و''باراك أوباما'' أصبحا أكثر ميلاً لترجيح كفة أفغانستان على العراق من حيث الأهمية الأمنية· ويعتقد كلاهما أن تسليط الاهتمام كله على العراق، يصرف النظر عن مخاطر أمنية جدية تواجهها أميركا في أفغانستان· على أنه يجب القول إن السناتور ''جون ماكين'' -المرشح الرئاسي الأكثر احتمالاً للحزب الجمهوري- يرى أن العراق وأفغانستان معاً يمثلان وجهين مختلفين لعملة واحدة، وقد عبر عن وجهة نظره هذه بقوله: ''حرصاً منهما على تحقيق كسب سياسي سريع، يعمل السناتوران ''باراك أوباما'' و''هيلاري كلينتون'' على سحب قواتنا من العراق وفق جدول زمني اعتباطي، في خطوة لا تضع وزناً للكارثة الإنسانية الكبيرة التي ستلي هذا الانسحاب، ولا للمخاطر الأمنية التي ستحدق بأمننا القومي عقب انسحاب كهذا''· بعبارة أخرى أكثر تبسيطاً، رمى السناتور ''جون ماكين'' إلى القول إن انسحابنا من العراق سوف يجعل الأميركيين أقل أمناً في المدى البعيد، لكونه يقوي شوكة تنظيم القاعدة، ما يمثل خطراً جدياً على المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، ويزيد المنطقة نفسها اضطراباً على ما هي عليه سلفاً· أما منافساه الديمقراطيان ''أوباما'' و''كلينتون'' فيعبران عن الموقف النقيض تماماً، فالعراق في نظرهم يجعل أفغانستان أشد خطراً، في خطاب له ألقاه أمام حشد من مؤيديه في مدينة ''هيوستن'' يوم الثلاثاء الماضي، قال ''أوباما'' إن العراق صرف أنظار الولايات المتحدة عن القتال الواجب خوضه في أفغانستان ضد تنظيم القاعدة، باعتباره الجهة المسؤولة عن مصرع 3 آلاف أميركي نتيجة للهجمات التي شنها على أميركا في عام ،2001 وأكد ''أوباما'' عزمه على نشر لواءين عسكريين إضافيين على أقل تقدير في أفغانستان، في حال فوزه بالمنصب الرئاسي· أما منافسته السناتور ''هيلاري كلينتون'' -التي سبق لها أن زارت أفغانستان ثلاث مرات- فتعبّر عن موقف مشابه هي الأخرى، على حد قول مستشاريها، باستثناء فارق واحد فحسب، هو عدم تحديدها لحجم القوة الإضافية التي تنوي نشرها هناك، بسبب حرصها على معرفة حقيقة الوضع الأمني قبل التفكير في نشر أي قوات إضافية، غير أنها تحدثت عن اعتزامها إرسال مبعوث خاص للتصدي لمهام الحدود الباكستانية الأفغانية· وتعليقاً على هذه الفكرة ''الأخيرة، قال ''ريتشارد هولبروك'' -سفير الولايات المتحدة الأميركية سابقاَ في الأمم المتحدة، وأحد مؤيدي السناتور هيلاري كلينتون-: هناك جبهة أطلق عليها تسمية ''أفغباك'' وهي عبارة عن مجال عسكري ينقسم إلى جبهتين اثنتين، إحداهما شرقية والأخرى غربية، وفي اعتقادي أننا سوف نلتفت تارة أخرى للوراء بعد عشر سنوات من الآن لنكتشف أن جبهة ''أفغباك'' هذه كانت أهم بالنسبة لأمننا القومي من العراق''· يذكر أن للمرشحين الديمقراطيين قاعدة جماهيرية ذات ميل واضح لانسحاب قواتنا من العراق· وهذا ما يجعل من بلورة السياسات الخارجية حول أفغانستان، أكثر سهولة بالنسبة لهم من الناحية السياسية فيما يتصل بوجهة الانسحاب هذه من العراق· ففي أي الجبهتين تحارب أميركا ما بعد بوش يا ترى؟ هيلين كوبر كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©